عودوا إلى “طبيب العائلة”.. ولا تشتّتوا سجلّات أطفالكم بين المستشفيات مركزي القطيف يحشد طبيباته للتوعية في حملة "نموهم صحة"
القطيف: ليلى العوامي
لكل حالة صحية تاريخها. لكل مريضٌ سجلُّه. لكل مُتعافٍ خطوات بدأت بالمرض، فالتشخيص، فالعلاج، فالشفاء. لهذا؛ ابتكر العاملون في الصحة ما يُعرف بـ “السجل الصحي” الذي يعرفُ الإنسانَ بما مرّ عليه من أمراض عابرة، أو ما يحمله من أمراض مزمنة. ولهذا كان “طبيب العائلة” واحداٌ من أكثر الحلول التي يطرحها الطب الحديث في المجتمعات المعاصرة، ليُساعده فهمه ومعرفته بالحالات التي تعامل معها على تقديم علاج أفضل مبنيّ على تاريخ الحالة الصحية وسجلّها.
نموهم صحة
وفي حملة “نموهم صحة” التي افتتحها، مساء البارحة، مدير مستشفى القطيف المركز الدكتور رياض الموسى في مجمع “سيتي مول” القطيف؛ حضر “طبيب العائلة” في نصائح الطبيبات المشاركات في الحملة. الفعّالية اختُتمت الليلة، وفيها دعت الطبيبات إلى أخذ “طبيب العائلة” على محمل اهتمام الآباء والأمهات، وبالذات فيما يخص رعاية صحة الأبناء، ليتابع “طبيب العائلة” حالات الطفل منذ الولادة، ولا فرق بين الطفل السليم المُعافى، وبين الطفل الذي يحمل أمراضاً أو مشاكل صحية مزمنة، أو مؤقتة.
سجل بشري
طبيب العائلة هو سجلٌّ بشريٍّ، وبإمكانه أن يتعامل مع مشاكل الأسرة الصحية بوعي طبي واجتماعي منذ البداية. هناك الكثير من الأخطاء التي تقع فيها الأمهات ـ والآباء ـ من بينها أخذ نصائح أمهات أو آباء آخرين في موضوعات صحية تخصّ أبنائهم. ذلك خطأ بحسب كلام الطبيبات، فالطبيب هو من يشخص المرض ويحدد العلاج.. فالأجسام ليست واحدة.
الطبيب يتعامل مع أمور أساسية، بحسب كلام الدكتورة فضيلة الفرج. فهو يدرك أن نمو الطفل “السلبي” دليل على مشكلة في صحته، وينتبه إلى مشاكل النمو، مثل أن يكون مخالفاً لبقية أقرانه، وينتبه إلى تأثير ذلك في سلوكه كرفضه الذهاب إلى المدرسة، كما ينتبه إلى مشكلة السمنة وقصر القامة، علاوة على الأعراض الأخرى.
وتربط الفرج ذلك بوجود طبيب عائلة للأسرة ليكون متابعاً لحالات الطفل منذ البداية، ويكون المرشد الصحيح لعلاج مشاكل الأطفال المختلفة.
فيتامين
طبيب العائلة يفهم، أيضاً، ما ينقص الأطفال حين يتعامل معهم باستمرار.. هناك ـ مثلاً ـ فيتامين “د” الضروري تناوله منذ الولادة عند بعض الأطفال، لتثبيت الكالسيوم في العظم.. تضيف “كفاية قطرات الفيتامين أو عدم كفايتها يتم تحديدها عن طريق طبيب الأطفال”. وتؤكد “لا تتبعوا تجارب الآخرين، بل توجهوا إلى الطبيب فما حدث لجارتكم قد يكون غير مناسب لطفلكم”.
حسّاسيات
طبيب العائلة سجلٌّ بشري، ويدرك أنواع الحساسية التي قد يعانيها الطفل. وتقول اختصاصية المختبر حنان الجشي هناك “مثلاً حساسية القمح التي تسبب نقص الوزن منذ الشهر السادس في عمر الرضيع، خاصة حينما يتناول الرضيع وجبته الأولى ويكون القمح أحد مكوناتها. وبالطبع فليس الوالدان من يحدد، بل الأطباء خاصة مع ظهور أعراض على الطفل”.
هرمون النمو
بينما أشارت اختصاصية المختبر أميمة أبو السعود إلى تحاليل هرمون النمو التي تساعد الطبيب في مراقبة النمو. تؤخذ هذه التحاليل من الطفل في حالة الشك، ويجب أن تؤخذ قبل البلوغ، ومن الضروري جداً أن ينتبه الأهل لذلك، لأن علاجه بعد البلوغ يكون صعباً.
معضلة السمنة
آيات المصلي ومريم آل حاجي ومريم آل عباس تناولن موضوع السمنة، وينصحن “كثرة الدهون في الأولاد تعطيهم صفات أنثوية، فلا تنتظري طفلك حتى يكبر فالحياة الصحية تبدأ من العائلة، وحتى تحيى حياة صحية عليها أن تبدأ بالأكل الصحي.
ومن جهتها أكدت طبيبة الأطفال روضة آل سنبل أن الطبيب هو من يحدد إذا كان نقص النمو عند الطفل عضوياً كالتأخر في الكلام، أو غير عضوي كفقدان الشهية، والطبيب بدوره يوجهه نحو المختصين. بينما أوضحت طبيبة الأطفال سلمى آل سعيد أن تأخر النمو في الكلام قد يكون مرضاً وراثياً، والتأخر في الطول والوزن هو الأكثر شيوعاً عندنا.
التهابات الأم
في حين أشار الدكتور مصطفى السليمان إلى تكرار الالتهابات عند الأم أثناء الحمل، حيث يمكن أن تنتقل إلى الجنين وتؤثر فيه. كما أن لوجود الأمراض المزمنة والعلاجات التي تأخدها الأم وارتفاع ضغط الدم دور كبير في نمو الجنين.
يضيف “وجود الأمراض المزمنة للطفل بعد الولادة كتشوهات القلب أو الأيض في إنزيمات الجسم أو ضعف الأعصاب تؤثر ايضاً في نمو الطفل.. كل هذه الأمور لا يقررها إلا الطبيب حينما يقيس وزن الطفل وطوله ومحيط رأسه إذا كانت أقل من الطبيعي على الطبيب إيجاد حل لذلك.