“قديم التعليم” يوثق قصة المدارس في 100 عام
الرياض: واس
يوثق متحف “قديم التعليم” بالرياض 100 عام من قصة التعليم بالمملكة بمقتنيات تتجاوز 5 آلاف قطعة.
وتمثل القطع المعروضة فترات مختلفة، بدايةً بالتعليم التقليدي (الكتاتيب والدور التعليمية)، مروراً بفترة أول نظام للتعليم وإنشاء مديرية المعارف 1926، ووصولاً لمرحلة التعليم النظامي الحديث بإعلان إنشاء وزارة المعارف عام 1953، وفيما بعد وزارة التعليم.
ويحتوي المتحف على نوادر التعليم بعضها يعود إلى أكثر من 10 عقود خلال مرحلة التوحيد على يد الملك المؤسس، إلى جانب الوثائق والأدوات والوسائل والسجلات والصور ذات الصلة.
ويضم 32 قسماً تبدأ بقسم المناهج التعليمية للكثير من المواد الدراسية القديمة والنادرة، شاملة مدارس التعليم العام الابتدائي والمتوسط والثانوي، ومناهج معاهد المعلمين والمعاهد العلمية ومحو الأمية.
وتشمل الأقسام الأدوات المستخدمة في الماضي من أقلام ومحابر وحقائب أندرها محبرة مصنوعة من خشب الأثل تعود لأكثر من 75 عاماً، كذلك تجسيد للفصول الدراسية بداية من الدراسة جلوساً على البساط “الحنبل” مروراً بالطاولات المتصلة المزدوجة وحتى أشكال الطاولات المفردة المنتظمة أمام سبورة الطباشير، فضلاً عن الوسائل التعليمية مثل الخرائط وغيرها من الوسائط.
كما يحتوي على المجلات التي كانت تصدرها المدارس ضمن أنشطتها الطلابية من إعداد الموهوبين في مجال الكتابة، كذلك مقالات لعدد من الشخصيات البارزة، ومنها العدد الأول من مجلة ثانوية اليمامة.
فيما خصص قسم للوثائق الإدارية والمكاتبات ومنها مسير رواتب المدير والمعلمين في إحدى المدارس عام 1376هـ، ومخطوطة لمنهج دراسي قبل طباعته يعود لعام 1375هـ، وسجل استعارة كتب من المكتبة المدرسية عام 1375هـ.
ويبرز المتحف مدى العناية بالطالب صحياً وبدنياً من خلال توفير وجبات التغذية المدرسية خلال فترة التسعينيات الهجرية، في حين يظهر قسم التربية الرياضية العناية والتركيز الكبير على الألعاب والأنشطة الرياضية بما فيها تنظيم المسابقات والاحتفالات على مستوى المدارس وأشمل على مستوى المناطق التعليمية في العديد من الألعاب الجماعية والفردية.
وجاءت فكرة إنشاء المتحف بمبادرة شخصية من المعلم علي المبيريك، قبل أكثر من 25 عاماً، بجمع وحفظ آلاف المقتنيات والوسائل التعليمية والوثائق، ليؤسس متحفه الخاص.
واقتطع المبيريك للمتحف مساحة 300 متر مربع من منزله شرق العاصمة بحي الفيحاء، ويدار حتى اليوم بجهود ذاتية من خلال العناية والنظافة وأعمال الترميم للمقتنيات واستقبال الزوار من مختلف الفئات.
ويصنف المبيريك كأول معلم على مستوى العالم يقيم متحفاً خاصاً بالتعليم في منزله، استوحى فكرته من خلال زياراته للمتاحف المعنية بالتراث المادي ومع ملاحظته عدم الاهتمام بجانب التعليم، تولدت لديه فكرة جمع الوسائل والأدوات التعليمية وكل ما له علاقة بتوثيق تاريخ التعليم من مختلف مناطق المملكة، لاسيما أنه من وسط البيئة التعليمية وعمل داخل فصولها معلماً متنقلاً بين عدة مدارس.