صنعتي 2023.. مواهب القطيف تتحدث عن نفسها
الظهران : ليلى العوامي
احتضن معرض صنعتي 2023، الذي افتتحه سمو أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز، يوم الثلاثاء الماضي، مواهب ثمينة، وقصصاً ملهمة.
ليلى المعراج
من بين هذه المواهب ليلى المعراج، وهي من فئة الصم، حيث تتحدث بلغة الابتسامة الحانية، وقد جسدت كل العبارات من خلال الطين الذي شكلته على هيئة وجوه تحدثك وأنت تنظر إليها، اتخذت لنفسها ركناً خاصاً، ما إن تقترب منها حتى تحييك بنظراتها، وقد وضعت أمامها دفتر يُخبرك “تفضل أكتب ماذا تريد”.
وعبر تطبيق خاص بالترجمة سألتها صُبرة بم تشعرين وأنت تمارسين النحت بالصلصال؟، أجابت بلغة الإشارة أنا سعيدة جداً فأعمالي تبعث الإيجابية في نفوس كل من يراها، وهذا ما جعلني أستمر في عملي هذا، فسعادة هؤلاء الناس هي هدفي.
وعندما سألنها منذ متى وأنتِ تمارسين هذا العمل؟، أشارت بيدها للخلف لتقول “منذ زمن حينما كان عمري 4 سنوات، حتى تطورت وأصبحت أحترف النحت بالصلصال، سعادتي حينما ترى الناس أعمالي فيزيد فخري بنفسي”.
الوجوه في أعمالها هي الرسالة التي تحاول دائماً أن ترسلها للزوار، وبلغة الإشارة قالت “كونوا سعداء فالحياة لا تستحق العناء”، وهذا ما تريده فهي محبة للإيجابية، وقد رفضت ليلى الكثير من العروض المغرية، وعلقت على ذلك بقولها “أنا لا أحب التقيد بأفكار يطرحها الأخرون، فحرية العمل منهجي، والاستقلالية هدفي الدائم”.
محمد الهاشم
ومن النحت بالصلصال إلى النحت على الخشب في الجهة الأخرى من ممرات صنعتي جلس محمد الهاشم، وهو نحات وتشكيلي وخطاط من بلدة سنابس في جزيرة تاروت، وبكوب الشاي الصغير التقينا به وقد وضع أمامه على تلك الطاولة المغطاة بقماش أبيض غصن ذا لون قريب جداً من لون الشجرة، ونحت عليها الآية الأولى من سورة الفتح مع البسملة مستخدماً الأزاميل أو سكين النحت.
وعن الغصن قال “هذا من شجرة السدر، أخذت مني ستة أشهر للترتيب، والخط، والنحت، ثلاث ساعات في اليوم لأقدمه لزوار هذا المعرض”.
وعن هواية النحت على الخشب قال “النحاتين في المنطقة قِلة، ويرجع ذلك لعدم وجود أساتذة لتعليمه، ويحتاج ورشة للعمل ومكان للعرض، كما أن حمله والتنقل به صعب خاصة إذا كان كبيراً”.
وعن مشاركته الأولى في معرض صنعتي قال الهاشم “أردت أن أستمع لأراء الناس وانطباعاتهم، فعادة المعارض التشكيلية من يزورها التشكيلين أو هواة الفن التشكيلي، ولكن في صنعتي هناك العامة من الناس، وبالفعل لمسنا اهتمامهم من خلال السؤال والاطلاع والتصوير.”
فرحة آل سالم
فرحة آل سالم معلمة لمادة الأحياء، عرضت اليوجلينا على الخشب وغطته بالرزن في معرض صنعتي، وهو عبارة عن نبات من الكائنات وحيدة الخلية من فصيلة السوطيات مملكة الطلائعيات.
تقول آل سالم “أحببت الفن بأنواعه منذ أن كنت صغيرة، بداية كنت أميل إلى التشكيل، ولكن مع الأيام وتشجيع أهلي بدأت طريقاً جديداً، وهو النحت، وقد ساعدني كثيراً في عمل الإستراتيجيات التعليمية لطالباتي، مما أضاف جواً من المتعة والفائدة معاً”.
وعن أخشابها التي تستخدمها للنحت قالت فرحة “أي بلد أسافر لها أول ما يطرأ على تفكيري هو اقتناء أخشابها، فجلبت الهارت بلبر من أمريكا، وخشب الونكي من البحرين، إضافة إلى خشب الزان، وأستخدم في عملي الأزاميل، وهو يحتاج لدقة كبيرة، كما أستخدم جهاز “السكرول سو” وهو سهل لكنه متعب وخطير.”
أوضحت آل سالم، أنها استغلت منزلها حتى حولته إلى ورشة فنية، حيث تقول “النحت هو عمل الرجال، ولكن بالحب والعزيمة بإمكان المرأة العمل عليه، حتى وإن واجهت بعض الصعوبات، فالعمل حياه وأنا أسعد نفسي بالفن، لا بد أن نمارس ما نحب، ونكتشف طاقاتنا، ومعرفتنا لأنواع عديدة من الفنون، تجعل منا مبتكرين لفن جديد لم يكن موجود من قبل.”
إدريس المحسن
أما إدريس أحمد المحسن، فقد عشق العمل على الخشب منذ أن كان صغيراً وعمره 8 سنوات، لم يرث المهنة من أحد إلا أنه لجأ لأحد الماهرين في صناعة اللنجات، وهو السيد باقر السادة، فشرح له فتفوق الطالب على معلمه.
يقول إدريس “عام 1979م، شهد المرة الأولى في صناعة اللنجات، وهو تاريخ لن أنساه، لأنني كنت أصنعهم وأضعهم على سيارة صديقي موديل 79م، فتركت العمل لكني عدتُ للعمل على الخشب حينما كبر أولادي، وهم من شجعوني لكي أشارك في معرض صنعتي”.
يقدم إدريس العديد من المنحوتات، فترى الطير، والشجر، وعلب التخزين السرية، والكثير من المنحوتات المميزة ذات الطابع الشعبي المميز بتفاصيله، إضافة إلى “قاري الحمار” و “قاري الحمالية”، وفي جانب آخر من مكان عرضه تجد اللنجة، والبوم البحار، والسفار، والبانوش الخاص بصيد الأسماك بشتى أنواعها.