ليلى الربح.. ختام الحياة زيارة الحسين.. والرحيل في يوم جمعة سيرة اختصاصية العلاج الطبيعي منذ بصمة حفر الباطن حتى مركزي القطيف

القطيف: فيّ السنونة

ختمت حياتها بزيارة الحسين، ورحلت في يوم جمعة.. إنها ليلى الربح في سيرة مُختزلة جداً تُشير إلى حظوة أنهت فيها اختصاصية العلاج الطبيعي 41 سنة من حياتها، بتوقيع مبارك.

وما بين حالة الالتهاب الرئوي الذي أصابها فجأة، وبين إعلان وفاتها فجأة أيضاً؛ برزخٌ من الأدعية والرجاءات والآمال؛ طُويَ بأخذ الله أمانته وسط ذهول من حولها من الأهل والزميلات والزملاء الذين اختبروا سيرتها العملية والشخصية، منذ أن بدأت تلك السيرة في حفر الباطن، حتى نهايتها غربيّ بلدة الجش، في المستشفى الذي تعمل فيه، مستشفى القطيف المركزي.

مستشفى القطيف المركزي

جابرة خواطر

زهراء العياش، اختصاصية علاج طبيعي مثلها تماماً.. وقد عرفتها منذ سنة التطبيق العملي بعد دراسة التخصص.. وحين تحدّثت لـ “صُبرة” عن سيرة زميلتها القديمة؛ كان صوتها يبكي، بحيث منعها البكاء عن الحديث، وبالكاد قدّمت شهادتها عن زميلتها الشابة الراحلة “قضيت فترة تدريبية قصيرة مع ليلى، ولا أذكر لها سوى طيبتها وحنانها؛ حيث كانت مبادرة بالمودة وتطييب الخواطر والقلوب المنكسرة”.

هناك شهادة مماثلة لزميلة في التخصص ذاته، هي زهراء العباس التي عرفتها منذ عام 2007م، وهي تقول عنها “ليلى إنسانة ذات بصمة لا ولن تنسى من الذاكرة. تعرفت إليها عام ٢٠٠٧م واستمرت بيننا العلاقة الطيبة”.. وتؤكد “لا أتذكر شيئاً عنها أكثر من الخلق العالي والسعي إلى خدمة المرضى”.

من الحفر إلى القطيف

مسؤول خدمات التأهيل بالتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية أمين الغافلي؛ لديه سيرة ذاتية مفصّلة للشابة الراحلة؛ قائلاً إن الراحلة “واحدة ممن مررن بمراحل عمل مختلفة وفيها الكثير من المعاناة والتعب”، مضيفاً “بدأت مسيرتها المهنية في حفر الباطن ثم تم انتدابها للعمل بمستشفى الولادة والأطفال بالدمام ثم عادت إلى حفر الباطن وبقيت في ها فترة غير قصيرة.

أمين الغافلي

وبعد ذلك تمت إعادة تعيينها على وظيفة اختصاصية علاج طبيعي في الأحساء وبدأت معها مرحلة جهاد جديدة، لكنها تميزت بحسن تعاملها مع المريضات وكوّنت سيرة عملية رائعة في مستشفى الأمير سعود بن جلوي بالأحساء وبعد جهد تم تكليفها للعمل في مستشفى القطيف المركزي.

ثم تم تكليفها للعمل في مستشفى الأمير محمد بن فهد”.

ويصف الغافلي الراحلة بقوله “كانت هادئة ومتعاونة، وها قد بقي لها الآن ذكرها الجميل وحسن خلقها في كل المجتمعات التي عملت لها”. يضيف الغافلي “استمر عطاؤها المتميز مع المريضات. كانت تتعاون معهن وتقدر ظروفهن وتستقبلهن إن جاؤوا دون موعد مسبق أو إن تأخرن عن مواعيدهن المحددة.

يوم الرحيل

كان رحيل الشابة الربح صادماً لمن سمع بخبر وفاتها أمس الأول الجمعة، لكن إيماننا بقضاء الله يفرض علينا التسليم بقوله تعالى {لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}. ونحن ـ زميلاتها ـ وجدنا في يوم رحيلها مذاقاً مراً، تأرجحت فيه الآلام بين أرفف الذكريات؛ ولا تخفف الدموع الألم ولا تعيد راحلاً من محطته الأخيرة؛ للموت رهبة للباقين.

زميلتنا اختصاصية العلاج الطبيعي الشابة ليلى علي حسن الربح؛ رحلت عن الدنيا في ريعان شبابها، وتركت أطفالها الثلاثة: محمد وعلي وورد ليكملوا محطات حياتهم دون يد الأم الحانية.

تغمّدها الله برحمته.

‫3 تعليقات

  1. تغمدها الله بواسع الرحمة والرضوان، وعوضها بجنان الخلد مع الأكرمين محمد وآله الطاهرين، وربط على قلوب الفاقدين بالصبر والسلوان، والأمر كله لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لروحها الفاتحة ⬛

  2. قبل عدة اشهر وفقني الله معها في رحلة العلاج الطبيعي فكانت انسانة خلوقة ومتفانية ومخلصة في عملها دائما ابتسامتها تتقدمها قبل عملها رحمك الله يا ليلى واسكنك فسيح جناته ومسح على قلوب فاقديك الصبر والسلوان

  3. إنا لله وانا اليه راجعون اللهم ارحمها برحمتك الواسعه وأسكنها فسيح جناتك مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعظم الله لكم الاجر والثواب. الفاتحة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×