اليوم الوطني 93

جمال عبد الكريم آل حمود

بمشاعر الفرح والبهجة وشعور بالفخر بمنجزات الوطن الغالي التي تحققت خلال الأعوام الإثنين والتسعين، يحتفل المواطنون في كل مناطق المملكة ومحافظاتها هذا العام باليوم الوطني الثالث والتسعون والذي يأتي والمملكة الحبيبة تشهد إنجازات جبارة مكنتها من تبوء مراتب عالمية متقدمة لم يكن من السهل الوصول إليها لولا إيمان قيادة هذا الوطن بقدراته ومقدراته وبهمة أبنائه وبأنه الرقم الصعب في المعادلة الدولية.

هذا الإيمان وهذه الهمة هي إرثُ أولئك الأبطال الذين أسسوا وأنشأوا هذا الوطن وبذلوا في سبيله الأرواح والأنفس. فكانوا الجيل المؤسس ليأتي بعدهم أشبالهم الذين ساروا على هديهم مقتدين بهم لتبدأ معهم مرحلة بناء الوطن وإعماره والارتقاء به.

فقد شهد كل عهد ثورة في الإنجازات، إذ كانت مسيرة بناء الوطن تتماشى جنباً إلى جنب مع بناء المواطن. وتوالت الإنجازات وكان ذاك التطور ولا زال معجزة هذا الوطن الذي لم تغب عنه النجاحات يومًا. حتى إذا ما بلغنا عهد خادم الحرمين الشريفين سلمان العزم والحزم بدأت رحلة إنجاز جديدة مكنت المملكة من تبوء الدور الريادي في العالم كقوة اقتصادية عظمى وسياسية مؤثرة وفاعلة في اقتصاد العالم ورسم السياسات الدولية ونسج العلاقات الدولية من موقع الند للند وصاحبة قرار مؤثر، ولم يكن ليحصل كل هذا لولا حكمة وحنكة القيادة الرشيدة معززة بثقة مواطنيها ودعمهم ومساندتهم.

واحتفالنا باليوم الوطني هو فرصة لإحياء صلتنا بتاريخنا الزاهر ربطاً بحاضرنا المشرق ونافذة على المستقبل الذي ننشده ونتطلع بحماسة وجد ليكون تحقيقاً لرؤية٢٠٣٠. كما ينبغي أن يكون أيضاً فرصةً للاحتفاء بروح الوحدة التي تجمعنا جميعًا تحت راية واحدة وهي راية وطننا الغالي. الوطن الذي شهد له القاصي والداني بتحقيق الإنجازات في كافة المجالات، من تطور البنية التحتية إلى التعليم والرعاية الصحية والثقافة والتكنولوجيا وكثير من المجالات. هذه الإنجازات التي تعد مصدر فخر لنا جميعًا تظهر قدرتنا على تحقيق الريادة والتقدم بالمملكة. وإن أجمل ما ينبغي أن نستثمره في هذا الحدث الوطني الكبير هو تعزيز هذه الوحدة وروابط المحبة والأخوة بيننا.

 ولنكون معًا في نشر ثقافة الحب لهذا الوطن العظيم وتعزيز الانتماء والولاء له. ويكون احتفالنا أيضًا بهذا اليوم بروحٍ إيجابية وطابعٍ سعودي محض، نبعث من خلاله برسالةٍ قويةٍ للعالم بأننا شعبٌ يحتفل بهويته ويكبر بمنجزاته.

 ودعونا أيضاً ونحن نحتفل بهذا اليوم أن نجدد العهد ونستلهم من روح هذا اليوم الوطني العظيم العزم والتصميم والتكاتف في سبيل بناء مستقبلٍ يليق بوطننا، فنحن شعب يملك الإمكانات والروح الإيجابية والعزيمة لتحقيق كل طموحاتنا وتطلعاتنا. كل عام وهذا الوطن الحبيب يمضي في مسيرة التقدم والازدهار. كل عام وراية الوطن شامخة ترفرف عالية في ظل وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. كل عام وأبناء هذا الوطن ينعمون بدفء هذا الوطن، وفي كنفه بالأمن والأمان يعيشون.