من العالم] الهولندي فرانك هوغربيتس عراب الزلازل.. عالم أم دجال؟ يعرّف نفسه في تويتر بـ "باحث ومبرمج".. ولم يحصل على أي شهادة متخصصة في علم الزلازل

متابعة: صُبرة، ووسائل إعلام

بالتزامن مع حدوث أي هزة أرضية في أي مكان من الأرض، يعاود اسم عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس في الظهور مجددا، وأمس الأربعاء نشر “هوغربيتس” تغريدة عبر منصة “X” قال فيها مدافعا عما يقدمه مع نشر خريطة للكرة الأرضية مرسوماً عليها خط أحمر، قائلا: “هذه ليست توقعات، بل أقدم شرحا”.

 حالة من الهلع

تسببت تحذيرات هوغربيتس المتكررة في إحداث حالة من الهلع حول العالم، خاصة بعد أن تنبأ عدة مرات بحدوث زلازل أو هزات قبل وقوعها بالفعل على مدار الشهور القليلة الماضية، وربط بين تنبؤاته وبين تحركات الكواكب واصطفافها.

ففي شهر فبراير من بداية العام الحالي 2023 أعلن عن زلزال قوي سيضرب تركيا وسوريا، وهو ما حدث بالفعل في 6 فبراير حيث بلغت قوته 7.8 درجة من مقياس ريختر، وبعدها قال أن هناك نشاط زلزالي قوي آخر سيحدث في الفترة من 20 إلى 22 من هذا الشهر، ومن المحتمل أن يبلغ ذروته في يوم 22 وأيضاً  صدقت تنبؤاته، حيث ضرب زلزالان جديدان بقوة 6,4 و5,8 درجات على مقياس ريختر محافظة هاتاي جنوب تركيا، وفق ما أعلنت عنه لاحقا هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد).

وكان مركز الهزة الأرضية في بلدة دفني بولاية هاتاي التركية، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا من زلزال 6 فبراير.

وقبل أيام من بداية شهر سبتمبر الجاري توقع هوغربيتس حدوث هزات قوية وتحديدا بين 5 و7 سبتمبر وغرد وقتها عبر منصة “إكس” قائلا: اليوم يتقارب اقترانان كوكبيان مع عطارد والزهرة، مع اقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس، وفي يوم 6 سبتمبر حدث تقارب آخر مع “عطارد والزهرة”، متوقعا مجموعة من الهزات القوية وهو ما حدث بالفعل في المغرب كما تنبأ.

زلزال المغرب

وورد في تغريدة له قبل يومين فقط من زلزال المغرب، تنبيه إلى احتمالية وجود إمكانية كبيرة لوقوع هزات ارتدادية في منطقة الزلزال أو بالقرب منها، وقال إن المنطقة الواقعة غربي البرتغال وإسبانيا وإيطاليا يجب أن تكون في حالة تأهب واستعداد. 

ومنذ نحو 30 يوما، كان عالم الزلازل الهولندي عاد لتحذيراته المرعبة، حيث حذر من زلزال قد تتخطى قوته الـ8 درجات على مقياس ريختر، وذلك بسبب الاصطفاف بين الأرض وكل من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين.

وحذر هوغربيتس من أن الأرض تتحرك ببطء بين المريخ ونبتون، مؤكداً أنه كان قد أشار إلى هذه الهندسة منذ نوفمبر الماضي. وتوقع نشاطا زلزاليا ضخما وفرصة لحدوث هزة أرضية عنيفة قد تتخطى الـ8 درجات، بحسب مستويات الضغط التكتوني.

وأضاف هوغربيتس في احدى النشرات التي يقدمها بانتظام وينشرها على موقع الهيئة الجيولوجية التي يتبعها SSGEOS، انه يمكن أن تؤدي الهندسة القمرية مع المريخ ونبتون إلى زلزال قوي في الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن “هندسة القمر تتسبب عادة بحدوث زلزالي كبير.. ومن الصعب تحديد المنطقة التي ستتعرض للنشاط الزلزالي”.

وأشار بالقول: “إذا حدث ذلك خلال الـ24 ساعة القادمة أو الأسابيع القليلة المقبلة، فسيكون الخامس من حيث الحجم خلال 20 عامًا.. لذلك فهو ليس مجرد حدث زلزالي”.

الأطلس الكبير

من جهته، أوضح فيليب فيرنان الأستاذ والباحث في جامعة مونبلييه الفرنسية، والمتخصّص في التكتونيات النشطة، خصوصاً في منطقة المغرب العربي، أن الزلزال وقع في منطقة “ليست الأكثر نشاطاً” في المغرب، مضيفاً: “حالياً، لا يقع مركز الزلزال في المنطقة الأكثر نشاطاً في المغرب، لكن هناك الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال عالية إلى حدّ ما، ما يعني أن التشوّه (التغيير) لا يزال يحدث حتى اليوم. إذ إن هذا النوع من الزلازل هو الذي أدى إلى صعود جبال الأطلس الكبير”.

وسبق أن حذر هوغربيتس من احتمالية وقوع زلازل مدمرة، أبرزها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير الماضي، إذ توقع حدوث ذلك الزلزال المدمر قبلها بـ3 أيام.

بالإضافة إلى زلزال هز طاجيكستان في حوالي الساعة 8:37 من صباح أمس الخميس (0037 بتوقيت غرينتش) على عمق 10 كيلومترات وهو الأقوى في الـ3 أيام الأخيرة.

وكان التلفزيون المركزي الصيني “سي. سي. تي في” CCTV، قد أعلن نقلا عن مركز شبكات الزلازل الصيني، أن زلزالا بقوة 7.2 درجة هز طاجيكستان في حوالي الساعة 8:37 صباحا (0037 بتوقيت غرينتش) على عمق 10 كيلومترات.

زلزال تركيا المدمر

يشار إلى أن هذا العالم، كان قد تنبأ بزلزال تركيا المدمر قبل وقوعه بثلاثة أيام، حيث قال قبل يومين من الكارثة على حسابه في “تويتر”: “لا تنتظروا مني أن أقدم تنبؤات خاصة ببلد أو مدينة، كما قلت من قبل أنا لست نبيا”.

وكان العالم قد ظهر في فيديو بثه على “يوتيوب” بعد وقوع زلزال تركيا بأربعة أيام، وتوقع فيه بحدوث هزة قوية، كما تحدث عن إمكانية حدوث زلزال يشمل مصر ولبنان، بعد الإعصار الذي أصاب مدينة درنة الليبية، ما أثار جدلا واسعا في المنطقة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هزة أرضية بقوة 4.2 درجات على مقياس ريختر قد ضربت كلا من لبنان وفلسطين، صباح يوم 22 من سبتمبر الجاري.

من هو فرانك هوغيربيتس؟

 أشارت تقارير إعلامية أن هوغيربيتس لم يحصل على أي “دراسة متخصصة” في علم الزلازل، كما “لا توجد دراسة علمية واحدة تحمل اسمه”، بل إنه لا يعرّف نفسه أساسا بأنه عالم زلازل، ويستخدم على حسابه بموقع “تويتر” تعريف “باحث ومبرمج”.

وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركي في إجابة عن سؤال تلقّته بشأن ما يتردد عن تصريحات الهولندي هوغيربيتس، وغيره ممن ادّعوا أن تنبؤاتهم بشأن الزلازل “وافقت الواقع”، إنه يجب أن يحدد التنبؤ بالزلازل ثلاثة عناصر: “التاريخ والوقت”، ثم “الموقع”، وأخيراً “المقدار”.

وتوضح الهيئة الأميركية، دون أن تشير إلى اسم بعينه، أنه “من الممكن أن يقول شخص ما إن هناك زلزالاً بقوة أربع درجات سيقع في مكان ما في الولايات المتحدة في الأيام الثلاثين القادمة، وإذا حدث زلزال، فإنه يزعم النجاح رغم أن ما قاله يفتقر إلى عنصر أو أكثر من عناصر التنبؤ”.

لعبة هواة

أما بخصوص أسلوب المتنبئين فقد تحدثت العالمة في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، سوزان هوغ، عن الأسلوب الذي يعتمده هوغيربيتس وغيره من المتنبئين، حيث أشارت في تصريحات لصحيفة -الشرق الأوسط- إلى “ورقة بحثية صدرت في عام 2002 تحدثت عن احتمال وقوع زلزال في جنوب هايتي، قبل 8 سنوات من الزلزال المدمر عام 2010، لكن لم يخرج الباحثون عندنا للقول إنهم تنبؤوا بحدوث زلزال، لم يحدث ذلك، والآن يتحدث العلماء عن احتمال حدوث زلزال كبير على صدع سان أندرياس الجنوبي أو صدع هايوارد في كاليفورنيا، وقد يكون على بُعد يوم واحد أو 75 عاماً، فعلى المقاييس الزمنية البشرية، لا توجد طريقة لعمل تنبؤات موثوقة على المدى القصير”، وفق تقديرها.

تنبؤات غامضة

وتضيف العالمة أن “المتنبئين الهواة يلعبون نفس اللعبة، فهم يقومون بالكثير من التنبؤات الغامضة، ولا يعترفون بأخطائهم، ويدّعون النجاح عندما تحدث الزلازل”، على حد تعبيرها.

وتواصل هوغ شرح أساليب المتنبئين قائلةً: “عادةً، إذا وقع زلزال متوسط، فهناك احتمال واحد من كل 20 لحدوث زلزال أكبر في غضون الأيام الثلاثة المقبلة، لذلك، إذا قام أحد المتنبئين الهواة بعمل تنبؤات على وسائل التواصل الاجتماعي في كل مرة يحدث فيها زلزال متوسط، فسيكون على حق في النهاية”.

عالم أم دجال؟

وبعد الكثير من الأقاويل التي طالت توقعات فرانك هوغربيتس، خرج عالم الزلازل الهولندي عن صمته وأوضح الكثير.

وغرد هوغربيتس، عبر حسابه على منصة “إكس”، يوم الأربعاء الماضي، مدافعا عما يقدمه ونشر خريطة للكرة الأرضية مرسوماً عليها خط أحمر، قائلا: “هذه ليست توقعات، بل أقدم شرحا”.

وأضاف: “صحيح أنه يمكن رسم خط عبر معظم المناطق المحددة على الخريطة، وهذا الخط عمودي على مستوى حركة الأرض حول الشمس، وكان هذا هو الحال أيضًا مع التقلبات الجوية”.

ويأتي تصريح عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس بأنه “لا يتنبأ” ردا على منتقديه من العلماء الذين يؤكدون أنه لا يمكن أبدا التنبؤ بالهزات الأرضية مسبقاً، مع محاولات تأكيد صحة نظريته بأن حركة الكواكب واصطفافها يتسبب في أنشطة زلزالية على الأرض.

وتسبب تحذيرات هوغربيتس المتكررة في حالة من الهلع حول العالم، خاصة بعد أن تنبأ عدة مرات بحدوث زلازل أو هزات قبل وقوعها بالفعل على مدار الشهور القليلة الماضية، وربط بين تنبؤاته وبين تحركات الكواكب واصطفافها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×