[الآن] جنازة البطل الرضوان تعبر النخيل إلى المثوى الأخير في “الخبّاقة” رياضيو القطيف يؤبنونه ويصفونه: خسارة لا تُعوَّض
إدارة الترجي تعتمد إطلاق اسمه على صالة الألعاب
القطيف: عباس آل حمقان
من مسقط رأسه بلدة “التوبي” إلى مثواه الأخير في مقابر “الخبّاقة” عبرت جنازة الربّاع السعودي نجم الرضوان بين النخيل، على أكتاف المشيعين الذين تزاحموا لوداع البطل الوطني. هذا ما ظهرت عليه الجنازة الحزينة، قبل قليل، في مسيرة وداعية.
وفي يوم تشييعه؛ أعاد آل رضوان ساعة الزمن إلى الوراء لدى مجموعة من الرياضيين الذين عادت بهم ذاكرتهم إلى سنين مضت بل، واسترجع رفاقه ذكريات مضى عليها ثلاثة عقود، حينما كانوا زملاء له على مستوى الرياضة وخارجها.
في صالة الترجي
وقال رئيس نادي الترجي إحسان الجشي إن إدارة النادي اعتمدت رفع توصية للهيئة العامة للرياضة للموافقة، لأطلاق اسمه على مركز تدريب لعبة رفع الاثقال بالنادي، بهدف تخليد ذكرى الرحل الذي عرفته رياضة الأثقال في النادي، وشهدت له بطولات المنتخبات الوطنية لسنوات عديدة، فضلاً عن كونه رياضياً خلوقاً، ومن اللاعبين الذين يملكون مواصفات عالية وسجلاً حافلاً بالبطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية والعالمية.
وأضاف الجشي “خلال قيادتي للترجي عرفته عن قرب كمدرب للعبة، كما ترافقنا في البطولة الآسيوية والعربية في الأردن والتي حققها الترجي، وهو من ضمن الجهاز الفني للفريق، وقد وجدته مدرباً منضبطاً يملك حساً وطنياً جميلاً، كما يملك الكثير من المعرفة في اللعبة، وكان مثالاً طيباً لزملائه اللاعبين.
دموع فرح
ومن المشاهد المؤثرة لدى المدرب كاظم البحراني، وصفه الراحل الرضوان بأنه “ارتقى منصات التتويج الدولية والقارية والإقليمية رافعاً راية التوحيد ودموع الفرح ممتزجة مع عزف النشيد الملكي السعودي، واليوم دموع الفراق فراق بطل تاريخي، فراق أخ عزيز وسند وقدوة لجميع الرباعين، أحزننا فراقك ولكن لا نقول إلا ما يرضي الرب”.
وأضاف البحراني “بالأمس القريب احتفلت أسرة رفع الأثقال بتحقيق أول برونزية في أولمبياد الشباب، واليوم نودع أحد عمالقة رياضة رفع الأثقال، وصاحب أكبر سجل تاريخي في تحقيق إنجازات وأرقام نوعية، فالبطل الدولي نجم ال رضوان نجمٌ في الرياضة ونجمٌ في الخلق”.
مع الرعيل الأول
ومن الذكريات الباقية عند مدرب المنتخب السعودي لرفع الأثقال حسين سليس “السفرة الجماعية عام ١٤١٢ لعدد من الدول مع الرعيل الأول للّعبة، بينهم كاظم البحراني، وعبد الحميد الموسى، وغالب الفلفل، وعبد العزيز مال الله، المرحوم نجم آل رضوان. وعلى الصعيد الرياضي هناك عِشرة امتدت ٣٠ سنة، وصفه تحتاج إلى دفاتر وكتب”، على حدّ وصفه.
حالة خاصة
“الرياضيون يتفقون على أن المرحوم غرس حب اللعبة في الأجيال المختلفة”.. هذا ما قاله علي الدحيلب المدرب الحالي الذي وصف نجم آل رضوان بأنه “حالة خاصة، فبرغم تقدم العمر بقي في مشاركته الأخيرة بطلاً حديدياً يتمتع بعلاقات أخوية مع الصغار والكبار على حد سواء”. أضاف “محبوب من الكل، وهذه نعمة من الله لا تمنح لأي انسان، وعلى اللاعبين الشبان الذين بداوا حياتهم الرياضية استلهام الدروس من تجربته الثرية”.
قائد لا يرضى بالهزيمة
أما لاعب رفع الأثقال عباس القيصوم فقال “الكابتن نجم كان لنا قائداً، لم يكن مجرد لاعب، وتعلمنا منه كيف نثابر ونصل إلى الهدف، وكان مثيراً للإعجاب في إصراره وحماسه وعدم رضاه بالهزيمة.. كان من الملمين باللعبة والتدريب، لم يكن مدرباً مرّ مرور الكرام، وضع بصمة له، وقد أثبت جدارته حتى في رياضة الغوص، فضلاً عن لعبة كمال الأجسام.. ورحيله خسارة للرياضيين.. ولا نملك إلا الترحم عليه وتعزية أهله”.
نجمٌ كان نجماً
أما الإعلامي الرياضي المعروف حسين كاظم قالت متحسراً “طيلة عملي في الصحافة الرياضية، لم تجمعني الصدفة به، ولكن سجله الحافل ومشواره، يظهر آل رضوان نجماً دوليا، كان بالفعل نجماً بارعاً من خلال مشاركاته الرياضية، سواء في الكاراتيه او رفع الاثقال، ويستحق بالفعل موقف وفاء لما سطره من إنجاز لخدمةالوطن.. والحقيقة ان ممارسة الالعاب المختلفة ليست بالأمر السهل كما يتصوره بعضنا، ومشوار البطل رحمه الله خير دليل، على تفانيه وإخلاصه”.