فيلم باربي.. هل يستحق كل هذه الضجة الإعلامية..؟

“باربي” فيلم أمريكي يصنف بأنه رومانسي تم انتاجه وإخراجه عام ٢٠٢٣ تبعًا لشركة “وارنر براذرز”، ووصلت ايراداته

 لـ مليار و191 مليون دولار، ويحتلُّ الفيلم حاليًا في المركز الثاني في قائمة أعلى الأفلام تحقيقًا للإيرادات على مستوى العالم.

نبعت فكرة الفيلم من الدمية الشهيرة باربي التي تم انتاجها وعرضها في الأسواق عام ١٩٥٩، وكان تسويق الفيلم ليس بالأمر الصعب لمكانة وسمعة هذه الشخصية منذ عقود طويلة.

نجح هذا الفيلم بسبب الحملات التسويقية العملاقة التي تشكلت في قوالب عديدة، وتم نشرها عبر المنصات العالمية، ولم يكتفِ المسوقون، فقط، بالمنصات الإعلامية للتسويق بل أتموا عقوداً مع شركات عديدة لتطبع المنتجات باللون الوردي وبشعار وصور شخصية “باربي”.

كانت شركتا الإنتاج “وارنر براذرز” و”ماتيل” تتعاقدان مع باقي المؤسسات؛ مثل سلسة مطاعم “ماكدونالدز” حيث تم تغيير تصميم علب الطعام وأصبحت تحتوي على دُمى باربي.

وتم عمل شراكة وحركة تسويقية من قبل سلسلة مقاهي “ستار بكس” بإنتاج مشروب باللون الوردي، فهذه الشراكات حركة تسويقية ناجحة للطرفين وتعود بالفائدة الاقتصادية العليا حسب الاحصاءات.

على الرغم من هذه الضجة الإعلامية الضخمة والحملات التسويقية الواسعة؛ حصل الفيلم على انتقادات عديدة من محللي الأفلام وذوي الخبرة والجمهور العادي. فهناك من يرى أن الفيلم لا يحمل رسالة ويتمحور حول معايير وصور نمطية مكررة، فمن وجهة نظر العديد؛ كان الفيلم ينتقد الحياة الراهنة المتوترة للعلاقات بين الجنسين، وانه لا بد من تقديم دعم للفتيات.

كانت باربي تقدم صورة مثالية في مملكة ومدينة مثالية قادرة على العمل في كل المجالات، “باربي” تحمل معايير الجمال التي تتبعها المجتمعات، لذا تمت محاولة القضاء على هذه المعايير الرائجة التي تدفن حقيقة المرأة عبر وجود شخصيات عديدة “لباربي”.

فهناك ذات البشرة الغامقة وليس فقط الفاتحة، وهناك الطبيبة والمعلمة والمهندسة، هناك المحجبة ومن تتبع ديانة او منهجاً آخر، فتم التركيز على فكرة ان التنوع الظاهري هو ما يميزنا ولا يوجد معيار مثالي.

من وجهة نظري؛ كان استغلال القوة الإعلامية للترويج للفيلم حركة ذكية، وربط الفيلم بلون معين وهوية واضحة يُسهل من عملية ارتباط الجمهور بهذه القصة. ومن ينتقد الفيلم لأنه لا يحمل رسالة واضحة ربما لا يشاهد الا نوعاً ومنهجاً واحداً من الأفلام.

لكن ليس من حقه ان يمحو جُهد القائمين على هذا العمل ويلقي عليهم اتهامات بأنه عمل لا يحمل الا معتقدات السخافة، ففي النهاية كل مشاهد يفسر المشاهد والرسائل حسب ثقافته وعلمه، وارى الفيلم ناجح جدا من الناحية الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية.

ريما أحمد الدرازي

جامعة الإمام عبدالرحمن

تعليق واحد

  1. أستغرب هذا الترويج المجاني لهذا الفيلم و أمثاله الذي برأيي لا يناسب حتى المجتمع الغربي الغارق في وحل الشهوات من قمة رأسه إلى أخمص قدميه
    الكاتبة تقول : "إن من ينتقد الفيلم لا يحمل رسالة واضحة" فلتتفضل هي و تذكر لنا ما هي الرسالة الواضحة التي تحملها اتجاه هذا الفيلم و ما هي رسالة هذا الفيلم ؟
    أما قول الكاتبة : "كل مشاهد يفسر المشاهد و الرسائل حسب ثقافته و علمه" فهذا الكلام خطير لأنه فيه دعوة للحرية المزعومة و هي في الواقع ليست حرية و إنما سلب الفكر و الإرادة لدى البشر و هي تماماً مثل وسوسة الشيطان الذي يقول للإنسان أنت حر فافعل ما تشاء اترك الصلاة و اشرب الخمر و اعتدي على الآخرين و و و و ….
    إذا ما هو دور الثقافة الدينية ، أليس من واجب المنتمين لهذا الدين العظيم أن يحذروا الناس من الوقوع في حبائل شياطين البشر و من هذه الشركات المنتجة لمثل هذه الأفلام المنحطة و التي هدفها طمس الأخلاقيات و المبادئ و المثل و القيم النبيلة و نشر الفسوق و الفجور و الرذائل بين البشر
    فقط ما أريده من الكاتبة الفاضلة أن تبين لنا ما هي الرسالة التي يحملها هذا الفيلم ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×