ما مِشْ مهرجان تمور في القطيف هالسّنة
حبيب محمود
ما مِش.. ما ميش.. ما مينشْ.. كل هذا التعابير المستخدمة في القطيف، هي “اقتصاد لغوي” لثلاث كلمات معروفة عند اللغويين واللسانيين. أي أنها اختصار صوتي لـ “ما مِن شَيءٍ”، بقصد نفي وجود الشيء. وهذه الصيغ اللسانية من أكثر الصيغ استعمالاً في لهجات العرب الراهنة..
العراقيون، أيضاً، يقولون: مامِشْ..!
المصريون يقولون: مفيش، والأصل: ما فيه شيء.
وبعض الخليجيين يقولون: ماش: وهو اختزال شديد لـ: ما من شيء، أو ما فيه شيء..!
والفلسطينون هم الأكثر اقتصاداً، فهم يقولون: فِشْ.. في حرفين لا ثالث لهما يختصران ثلاث كلمات..!
لكن لماذا هذا الدرس اللساني “المتفلسف” يا “أخ حبيب”..؟!
لأن مهرجان التمور المعلَن عنه قبل أكثر من شهر؛ دخل خانة الـ “ما ميش”، حسب التعبير اللساني “الاقتصادي”. ولكن لعلّها “خِيرة”، فالموعد المتوقع له لن يكون مناسباً، وعذوق النخيل لم يبقَ منها إلا “شماريخ الخلِّاف”، من أصناف منتصف الموسم، وبعض أصناف آخره من “خصبة العصفور”، و “الهلالي”.
ولو أُقيم المهرجان، هذه الأيام، لما وجد الناس شيئاً ذا بال من أكثر من 100 صنف نخيل تُنتجها محافظة القطيف.
لعلّها خيرة، والأخيَر في الأمر؛ هو أن تبدأ الجهات المعنية في التخطيط لمهرجان حقيقي وعملي للموسم المقبل، بلّغنا الله وإياكم.
موسم نخيل القطيف يبدأ في أواخر يونيو حيث أصناف البشارة، وينتهي في نهاية سبتمبر. وأصناف آخر الموسم قليلة، ولذلك فإن من الأنسب أن يُقام المهرجان؛ في أواخر يوليو أو أوائل أغسطس. صحيح إن الجو ـ وقتها ـ أحرّ من أن يُحتمل وأشدّ رطوبةً و “فوحة”. لكن الاستعداد الجيد يمكن أن يساعد على تحويل مهرجان في “تموز أو “آب” إلى مساحة مكيّفة ومنعشة..!
ما فاتنا هذا العام يمكن أن نُدركه العام المقبل؛ والقطيف تستحق مثل هذا المهرجان منذ سنوات، وليس الآن. ونحن على ثقة بأن المعرفة الجيدة لطبيعة هذا النوع من المهرجانات والتخطيط الدقيق له، سوف يمنح القطيف حقّها من الوفرة والثراء النوعي في إنتاج التمور.
إذن؛ فليكن مهرجاننا في العام المقبل.. بالمشيئة.