“صُبرة” تنشر تفاصيل قصة “بالون” أنقذ حياة شابة في مركزي القطيف فريق طبي أمضي نصف نهار في حلّ مشكلة "مشيمة منغرزة" في رحم
القطيف: صُبرة
كانت الحالة معقّدة، شابّة على وشك ولادة، وتعاني مشكلة يعرفها الأطباء بـ “المشيمة المنغرزة” التي لا يمكن استئصالها بعد الولادة، وفي الوقت نفسه لا يمكن تركها. وصل انغراز المشيمة إلى حدّ تداخلها مع جدار الرحم وامتدادها إلى خارجه، ووصولها إلى المثانة.
وما زاد الأمر تعقيداً؛ هو وجود قرارين طبيين لا بدّ من تنفيذهما، الأول أن تكون الولادة قيصرية. والثاني أن يُستأصل الرحم. وفي حالة الشابّة التي كان يتابعها فريق من أطباء النساء والولادة وأطباء المسالك وأطباء التخدير وفريق من التمريض؛ فإن استئصال الرحم سوف يؤدي إلى نزيف لا يمكن إيقافه بسهولة.
وهذا كله يشكّل تهديداً لحياة الشابة، ويزيد حاجة الفريق إلى استشاريين مهمّين، أحدهما في جراحة الأوعية الدموية، والآخر في الأشعة التداخلية.. حياة الشابة على المحك، والجنين أتمّ وقته في الرحم، والرحم يعاني مشكلة معقدة، والتدخل الطبي ألحّ على الفريق.
قرار العملية القيصرية وقرار استئصال الرحم غير ممكنين. الاستشاريان ليسا على رأس العمل. كلاهما في إجازة سنوية، وإنقاذ حياة الشابة يتوقف ـ بعد الله ـ على مشاركتهما الفريق..
وهنا ذهب النداء إليهما.. وهنا جاءت الاستجابة الفورية من الدكتور باسم علي أبو السعود، والدكتور حسين آل جواد، اللذين لم يؤذّن الظهر إلا وهما داخل مبنى مستشفى القطيف المركز، يحضّران نفسيهما لمشاركة الفريق الطبي مهمة التدخل الطبي العاجل، وأداء دوريهما، كلٌّ فيما يخصّه.
نصف نهار
بدأت العملية في الثانية بعد الظهر، ولم تنتهِ إلا في الثامنة مساءً، والمهمّة التي أنجزها الطبيبان ـ أبو السعود وآل جواد ـ هي إدخال بالون في الشرايين التي تغذي حوض الشابة المريضة، وترك البالون دون نفخ مؤقتاً. ثم جاء دور الأطباء الآخرين لإجراء عملية الولادة القيصرية، وقد خرج الجنين سليماً.
المهمة الثانية هي استئصال الرحم الذي يعاني مشكلة “المشيمة المنغرزة”، وفي لحظة إزالتها سوف يتدفق الدم نزيفاً، ويشكّل خطراً شديداً على حياة الشابة. هنا بدأت المرحلة الثانية من مهمة الطبيبين ـ أبو السعود وآل جواد ـ حيث نفخا البالون ليسدّ مجرى الشريان، ويمنع النزيف.
وعلى هذا يتم استكمال الإجراءات الطبية اللاحقة للاستئصال، وتحقيق الاطمئنان على استقرار الحالة، ووضعها تحت الملاحظة الشديدة، وصولاً إلى دخول مرحلة التعافي.
تكريم
هذه هي تفاصيل القصة التي أشار إليها مستشفى القطيف المركزي في تغريدة نشرها عن تكريم الطبيبين أمس الخميس، بحضور الرئيس التنفيذي لتجمع الشرقية الصحي الدكتور عبدالعزيز الغامدي.
جاء التكريم تقديراً ليس لأدائهما فقط، بل للاستجابة الفورية التي عبّرا بها عن روح العمل الطبي الذي يركز على سلامة المريض أولاً وأخيراً، بصرف النظر عن وجود الطبيب في إجازة، أو خارج وقت الدوام.
تكريم أبو السعود وآل جواد لقطع إجازتيهما وإنقاذ شابة
إكس: صبُرة
كرم مستشفى القطيف المركزي، الدكتور باسم أبو السعود، والدكتور حسين آل جواد، وذلك نظير جهودهما في إنقاد حياة شابة أثناء إجازتهما ملبين نداء أداء الواجب الطبي والإنساني.
جاء ذلك أثناء الاجتماع الشهري لموظفي شبكة القطيف الصحية، حيث تم تكريم الطبيبين بشهادتي شكر وتقدير.
الله يجزاهم خير