سيناريو النهاية: مدن تختفي وجزر تغرق وخريطة العالم تتغير الأمم المتحدة تحذر من أخطار كارثية على كوكب الأرض
متابعة: صُبرة، ووسائل اعلام
قبل أسابيع من استضافة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر «كوب 28»، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر كارثية على أنظمة كوكب الأرض، وهو ما تسبب فى ذوبان الأنهار الجليدية، ودرجات الحرارة التى لا تحتمل، وكذلك النفايات الفضائية.
وحدد تقرير «نقاط التحول فى المخاطر» التى تعرف بأنها «اللحظة التى لا يعود عندها نظام اجتماعى بيئى معين قادرا على صد المخاطر والقيام بوظيفته المتوقعة، وبعدها يزداد خطر وقوع الكارثة بشكل كبير».
ويركز على ستة مجالات تربط الطبيعة بأنشطة المجتمع البشرى: تسارع حالات الانقراض، واستنزاف المياه الجوفية، وذوبان الأنهار الجليدية الجبلية، والحطام الفضائى، والحرارة التى لا تطاق، والمستقبل «غير القابل للتأمين».
وأضاف التقرير أنه قد تم الوصول إلى «ذروة المياه»، وهى النقطة التى ينتج فيها النهر الجليدى أقصى كمية من المياه الجارية، بسبب الذوبان، أو من المتوقع أن يتم الوصول إليها، خلال السنوات العشر القادمة، عبر الأنهار الجليدية الصغيرة فى أوروبا الوسطى وغرب كندا وأمريكا الجنوبية. وقال التقرير إن «أكثر من 90 ألف نهر جليدى فى جبال الهيمالايا وكاراكورام وهندو كوش معرضة للخطر، وكذلك ما يقرب من 870 مليون شخص يعتمدون عليها». وتابع أن خزانات المياه الجوفية تمثل موردا أساسيا للمياه العذبة فى جميع أنحاء العالم، وهى اليوم تخفف من نصف خسائر الزراعة الناجمة عن الجفاف.
حذرت دراسة حديثة من أن حوالي 3 مليارات شخص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وباكستان ووادي نهر السند وشرق الصين، سيواجهون مستقبلا عصيبا، حال زيادة درجات الحرارة بواقع درجة مئوية واحدة أو أكثر من المستويات الحالية.
شارك في الدراسة علماء من فرنسا والولايات المتحدة ونشرت نتائجها في دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة»، وتتوقع تعرض مليارات الأشخاص لرطوبة وحرارة شديدتين، تؤديان إلى مشكلات صحية، أبرزها ضربة الشمس أو النوبة القلبية.
وصمم العلماء في دراستهم نموذجًا لزيادات درجات الحرارة العالمية، وحددوها بما يتراوح ما بين 1.5 درجة مئوية و4 درجات مئوية، وهو ما وصفوه بـ«السيناريو الأسوأ».
وتتزامن هذه الدارسة، مع تحذيرات أطلقها باحثون عن مخاطر عالية ستواجه عالمنا بسبب ذوبان جليد جزيرة جرينلاند.
وهي جزيرة جرينلاند مغطاة بطبقة جليدية ضخمة تمثل حوالي 80% من سطح الجزيرة الأكبر في العالم، لكن العقود الأخيرة، شهدت تراجع سمك الجليد وذوبان قمم الأنهار الجليدية.
وترتفع درجة حرارة القطب الشمالي بسرعة أكبر من المناطق الأخرى، وتخسر جرينلاند حاليًا 234 مليار طن من الجليد سنويًا، وهو معدل أسرع 7 مرات مما كان عليه في التسعينيات.
وحسب دراسات فإن ذوبان الغطاء الجليدي الشاسع في جرينلاند – ثاني أكبر غطاء جليدي في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية- ساهم بأكثر من 20% في الارتفاع الملحوظ في مستوى سطح البحر منذ عام 2002.
ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحر بتكثيف الفيضانات في المجتمعات الساحلية والجزرية التي تحتضن مئات الملايين من الناس، وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى غمر دول جزرية بأكملها ومدن مطلة على البحر، الأمر الذي يعني إعادة رسم خريطة العالم.
وفي مجال الصحة العامة الناتجة عن تغير المناخ كشفت دراسة أمريكية حديثة عن تسبب الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة بعدة أمراض ونصحت باتخاذ إجراءات وقائية لاسيما في ظل التغير المناخي الحاصل حول العالم.
وبحسب الدراسة تزيد درجات الحرارة المتصاعدة والرطوبة المرتفعة من خطر الإصابة بمشكلات متعلقة بالحرارة مثل الجفاف وضربة الحرارة كما تزيد ظروف الطقس المتطرفة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى بعض الأشخاص.
يقول الدكتور روبرت براون، اختصاصي الأعصاب في مايو كلينك أنه إذا ظهر عليك أو على شخص تعرفه أعراض السكتة الدماغية في ظل درجات الحرارة المرتفعة، فاتصل على رقم خدمة الطوارئ لأن السكتة الدماغية حالة طبية طارئة.
ويوضح الدكتور براون: قد يؤثر الطقس ودرجة الحرارة بدرجة ما على احتمالية حدوث السكتة الدماغية، ويرتبط الأمر في كثير من الأحيان بدرجات الحرارة المتطرفة – أي شديدة الحرارة، أو شديد البرودة، أو شديدة الرطوبة”.
ويضيف الدكتور براون قائلاً إن زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قد يكون له علاقة بتأثير الحرارة والرطوبة والبرودة الشديدة على الجسم.
ويشير: “تتعلق بعض العوامل بضغط الدم، كما أن هناك عوامل تتعلق بالحالات القلبية”، وإن السكتة الدماغية حالة طبية طارئة وكلما أسرعت بالحصول على العلاج، كانت فرصك في الشفاء أفضل.
يقول الدكتور براون: “هناك العديد من العلاجات المتوفرة لعلاج السكتة الدماغية وقت ظهور أعراضها”، “وتشمل الأدوية المضادة للجلطات أو الأدوية المصممة لإذابة الجلطات في الشريان الذي يعيق تدفق الدم للدماغ”.
كما قد تُستخدم بعض الأساليب العلاجية في بعض الأحيان لإزالة الانسداد من الشريان مباشرةً.
تشمل الأعراض ظهور ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق؛ أو خدر مفاجئ في جانب واحد من الجسم أو صعوبة مفاجئة في رؤية الآخرين أو التحدث إليهم أو فهمهم؛ أو عدم اتزان أو صداع حاد مفاجئ يكون مختلفًا عن أي شيء قد أُصبت به من قبل. إذا ظهرت عليك الأعراض، فاتصل بخدمة الطوارئ.
يفيد الدكتور براون بأنه عندما يتعلق الأمر بالسكتة الدماغية، تذكر تسلسل FAST وهو اختصار لكلمات إنجليزية تعني تدلي الوجه، وضعف في الذراع، وصعوبة في الكلام، وسرعة الاتصال بخدمة الطوارئ فور ظهور الأعراض.