إهمال..؟ أم شروع في القتل..؟

عبدالله شهاب*

ظهر اليوم وأنا عائدٌ من مشوار عصيب من مدينة سيهات الجميلة وسط تساقط الأمطار بقوة عالية، سالكاً شارع سهل بن حنيف الذي يفصل بين بلدتي الجش والملاحة الذي كان يتوسطه مصرف زراعي واسع كان هو بمثابة طوق نجاة للقرى والأحياء والمزارع المحاذية له… ثم تمت تغطيته قبل خمس سنوات بمواسير ذات قطر صغير للأسف.

وانا أسير في ذلك الشارع الغارق بمياه الأمطار رغم أنه ينام على ظهر مصرف زراعي متصل بمياه الخليج .. في هذه الأثناء لمحت إحدى غرف التفتيش بلا غطاء واقٍ. توقفت على الفور فإذا بها “بالوعة ” عميقة جداً ربما يزيد عمقها عن ثلاثة أمتار، بينما مياه الامطار تتدفق فيها كالنهر بلا هوادة.

تخيلت لو أن أحداً ساقه حظه العاثر، إنساناً كان أم حيواناً، وسقط في هذه البالوعة ؟

أخذت أبحث يميناً شمالاً؛ فوجدت بقايا طبلية خشبية بالقرب من المكان فأخذتها ووضعتها فوق فوهة هذه القنبلة.

في الأثناء توقف أحد الأخوة الطيبين من أهالي بلدة الجش الحبيبة (أعرفه بالشكل فقط) فقال لي بعد أن شكرني “أخوي أبو حسن تعرف أن هذا البكس المكشوف بلا غطاء ومعه ثلاثة مثله في اتجاه الغرب والشمال وهم على هذا الحال منذ أكثر من شهر تركتهم عمالة المقاول الذي نفذ مصائد الأمطار الفرعية بالشارع”..؟

واصلت المسير غربا ثم شمالا باتجاه بلدتي أم الحمام، وإذا بكلام صديقنا الجشي صحيح. عدد من غرف التفتيش مكشوفة بلا أغطية واقية ؟؟ وجاهزة لابتلاع فريستها.

في وضع خطير كهذا كان لا بد لي أن اتصل بالدفاع المدني ٩٩٨ لكونها أسرع الجهات حرصا وتعاطيا وجدية. بعد إبلاغي عمليات الدفاع المدني تلقيت اتصالات متكررة منهم للاستفسار عن الموقع تحديداً.

انتابني شعورا بالارتياح النفسي لأني قمت بما يمليه علي واجبي البسيط تجاه وطني ومجتمعي.

لكني ما زلت مستغرباً من حالة الاستهتار بأرواح عباد الله من قبل هؤلاء المقاولين الباطنيين منهم والظاهريين.. والأكثر غرابة هو انعدام الرقابة والمحاسبة لمثل هؤلاء المقاولين، وأيضا حالة اللامبالاة والاتكالية لدى شريحة ليست بقليلة من المجتمع الذين يمرون من هذا الشارع ليل نهار، ومن المؤكد أنه كثيراً منهم شاهد ما شاهدته انا.

لو كنت مسؤولاً لأمرت على الفور بفصل هؤلاء العمالة ومشرفيهم ومراقبيهم وإحالتهم للنيابة العامة، على اعتبار أن عملهم هذا عمل إجرامي وشروعٌ في القتل بالدرجة الأول.

ومن ثم تسفيرهم على أقرب طيارة. “بس أشوهْ مانا مسؤول”..!!!

 

* من صفحته في “فيس بوك”، مساء البارحة، بإذن منه.

‫2 تعليقات

  1. أُليس من ترك الطلبة يوم أمس الأحد يذهبون للمدارس ولم يعلّق الدراسة مع الهطول الشديد للمطر مستهتر بأرواح أبنائنا وبناتنا؟؟ ألا يجب محاسبة اللجنة المركزية المسؤولة عن تعليق الدراسة؟

  2. إحساس رفيع بالمسؤولية وسلامة وصيانة الأنفس، جزاك الله كل خير أستاذ عبد الله وكثر من أمثالك الخيرين.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×