“بر سنابس”.. تحارب المخدرات بمحاضرة توعوية

القطيف: صُبرة

أثارت محاضرة “المواد المخدرة والإدمان” حوارًا بين مقدمتها الاختصاصية النفسية خلود آل حمود، والحضور، بطرحها تساؤلات لمواجهة مشاكل الإدمان، بالعلاج الصحي، والاجتماعي، مع تصحيح المعلومات المغلوطة حوله، والتصدي له على أنه ظاهرة عالمية، وتزداد حجمًا على مستوى العالم، وله أثار خطيرة في تدمير الشباب، يصعب علاجها، مع ارتفاع تكاليف العلاج، التي تتركز بشكل متصل ضمن محاور ثلاثة هم؛ المواد المخدرة، المتعاطي، والظروف الاجتماعية المحيطة به.

وجاء ذلك في ضمن سلسلة المحاضرات، المنظمة من مركز سنا للإرشاد الأسري، التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، يوم أمس الثلاثاء، بمقر الجمعية الجديد بسنابس، والتي بدأت بالترحيب للحضور من عضو المركز حسين آل خيري، بعدها قدم تعريفًا مختصرًا بالاختصاصية النفسية آل حمود، وبالخبرات الأكاديمية والاجتماعية لها.

واستهدفت المحاضرة عدد من المهتمين والمهتمات بالمجال التربوي والاجتماعي، والعلاج النفسي والاجتماعي من أفراد المجتمع، بهدف التوعوية والتثقيف بالمشاكل الناجمة عن تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى الكشف عن حجم المشكلة على المستوى المحلي والعالمي، والإرشاد لطرق ومراحل العلاج من الإدمان، بمساندة فريق متخصص في علاج حالات الإدمان.

من جانبها عرفت الاختصاصية المخدرات على أنها أحد المواد النباتية أو الكيميائية ولها تأثير عقلي، وبدني على من يتعاطاها، فتصيب جسمه بالفتور والخمول، وتشل نشاطه، وتغطي عقله بحالة من الإدمان بعد التعود عليها، معتبرةً الإدمان هو حالة نفسية، وأحيانًا تكون نفسية وعضوية معًا، تنتج عن تفاعل الجسم مع المواد المخدرة، كما أنها تتسم بعدة خصائص منها؛ ظهور أنماط سلوكية واستجابات مختلفة، تكون برغبة ملحة في تعاطيه، ومع تكرار ذلك تظهر الشعور بالآثار النفسية والجسدية.

وعرضت آل حمود لمحة للتوزيع الجغرافي للانتشار المخدرات عالميًا، مع تعدد أنواعها منها؛ أفيون، الحشيش، الكوكايين، الهيروين، الامفيتامينات (المنشطات)، والقات، معرفةً بكل نوع على حدى والأضرار النفسية والعضوية، التي تتركها على المتعاطي، كلا بحسب طريقة الإنتاج، والتي تكون بصورة؛ مخدرات تنتج من نباتات طبيعية مباشرة، أو مخدرات مصنعة وتستخرج من المخدر الطبيعي بعد تعريضها لعمليات كيمياوية تحولها لصورة أخرى، بالإضافة إلى مخدرات مركبة من عناصر كيمياوية ومركبات لها نفس التأثير.

وأشارت إلى بعض نتائج الدراسات العلمية تثبت إلى أمكانية كون الإدمان نمط حياة، وحتى مع العلاج قد يتعرض المدمن إلى انتكاسة بعد علاجه، تزيد ل ٥٠٪؜ في أول يوم بعد الخروج من المستشفى، مما يوجد عدد حالات جديدة للإدمان وتزداد أعدادها، موضحةً مراحل العلاج التي تبدأ بالتنويم في المستشفى لسحب السموم من الجسم لمدة لا تقل عن اسبوعين، بعدها يكون العلاج التأهيلي، ويكون بإتجاهين؛ هما الخروج للمجتمع والمتابعة مع المستشفى، والآخر عدم اكتمال البرنامج وحدوث الانتكاسة له.

وتطرقت إلى أنواع المدمنين وهم؛ مدمن نشط يتعاطى المخدرات، أو مدمن منوم في مستشفى علاج الإدمان، والمدمن المنتكس بعد تنويمه في مستشفى لعلاج الأدمان، وأخيرًا مدمن متعاف ملتحق ببرنامج الرعاية المستمرة.

وأكدت على دور الأسرة في الوقاية من الوقوع في المخدرات، وكذلك دورها في مساعدة المتعاطي في مرحلة العلاج والتأهيل، والذي يكون أمتداد للعلاج في المستشفى، منتقدةً دور الأسرة في انكار المشكلة الذي يكون بصورة انتحال الاعذار للمدمن لتبرير أسباب استخدامه، أو يكون للأسرة وجه آخر للانكار بصورة اعتراف بالمشكلة، لكي تتبرى من المدمن في نفس الوقت، وتصر على أن المشكلة تخص المدمن وحده، وليس لها علاقة نتيجة ما يسببه من مشاكل.

وتعددت المداخلات من الحضور حول الإدمان، فمن جانبه تحدث الاختصاصي النفسي وعلاج حالات الإدمان ناصر دعبل عن السلوكيات التي تظهر على المدمن لمادة الشبو وقد تختلف من شخص لآخر نتيجة إلى اختلاف مناعة كل شخص، وهي؛ العصبية الزائدة، وفقدان السيطرة على ضبط الاعصاب، اضطراب ذهاني، السرقة والتحايل على الآخرين، وقد تصل إلى ارتكاب الجرائم ومنها القتل بسبب صفاته العدوانية، نافيًا أن إدمان الشبو ليس بداية إدمان، أنما هو كان بعد تجربة عدة أنواع من المخدرات، خلال بحثه عن الشعور بالسعادة، في حين قد وصل إلى مرحلة تدمير الخلايا التي تزداد بالتدرج مع تكرار التعاطي.

وفصل الاختصاصي “دعبل” مراحل العلاج، التي تبدأ بإستقبال الحالات، يكون من ضمنها طلب المدمن للعلاج بزيارته لقسم طوارئ المستشفى، وهناك حالات تكون بطلب من قبل الأهل، أو برنامج نبراس، وكذلك الجهات الأمنية، مؤكدًا أن جميع هذه الحالات تخضع إلى التسجيل وتعهد مع المريض بقبول جميع شروط العلاج، يلي ذلك مرحلة التنويم لأزالة السموم من الجسم، مع العلاج الدوائي، بعدها تكون مرحلة التأهيل بمساندة مجموعة اختصاصيين في؛ العلاج النفسي، الطبي، العلاج النفسي السلوكي، الاختصاصي الاجتماعي، ورعاية تلطيفية.

ومن جانبه سأل محمد الضامن هل شعور الأدمان حقيقي أو وهمي؟ وعليه أجابت الاختصاصية آل حمود بأن شعور الأدمان وهمي بجميع أنواعه، مشددةً على أهمية دور الأسرة التربوي والوقائي والعلاجي، وتوجيه المدمن نحو عدم دخول عالم الإدمان والتعافي منه.

وختمت المحاضرة بتكريم الاختصاصية خلود آل حمود، وشكرها من إدارة جمعية البر بسنابس ممثلةً برئيس الجمعية حسين أبو سرير، وأعضاء الجمعية على الجهود بتقديم المعلومات التي أثرت الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×