“طريق الوادي” و “الميكرفون” في ثاني أيام “مؤتمر النقد السينمائي”
الرياض: صُبرة
ورش عمل، وندوات، وجلسات نقاشية، ومحاضرات عن السينما والنقد السينمائي، بمشاركة مجموعة من النقاد والسينمائيين وصناع الأفلام محليًا وعربيًا وعالميًا.
هذا ما شهده “مؤتمر النقد السينمائي” في يومه الثاني، ضمن فعالياته بمدينة الرياض، بالإضافة إلى عرض فيلمي “طريق الوادي” و”الميكرفون”.
وافتتحت الكاتبة المصرية جيهان الطاهري الفعاليات بورشة عمل حملت عنوان “المعضلات الأخلاقية في الفيلم الوثائقي”، تناولت فيها الاعتبارات الأخلاقية التي تقع على عاتق صناع الأفلام عند سعيهم إلى تصوير الحقيقة بكل دقة وإنصاف، بجانب نقاش موسع حول دور نقاد السينما في عملية قول الحقيقة، وما هي أدواتهم التي تمكنهم من تقدير مستوى المسؤولية أو التلاعب الذي استخدمه المخرجون لتمثيل أبطالهم خلال إعداد الأعمال الفنية.
من جانبه تناول أستاذ دراسات الشرق الأوسط بكلية دارتموث، طارق العريس، في محاضرة عنوانها “من النظرة الأولى تاريخ الرؤية العربية الإسلامية”، كيفية حدوث التطورات البصرية من خلال الكاميرا والسينما في العصر الحديث، خاصة بعدما أصبح البصر أداة للقوة والمعرفة تقدر على التقاط الواقع وتمثيل التاريخ البشري. في حين ألقى مبرمج الأفلام “ربيع الخوري”، في ورشة عمل تحت عنوان “كيف يُنتج بودكاست الأفلام؟”، نظرة فاحصة على عملية إنتاج بودكاست الفيلم باستخدام مواضيع سينمائية محددة، بدءًا من اختيار المواضيع والضيوف والإعداد، ومرورًا بالتسجيل والتسليم النهائي.
كما شهدت الفعاليات انعقاد حلقة نقاشية وحوارية عنوانها “من الصور المتحركة إلى السينما الغامرة”، أدارتها المخرجة والباحثة السينمائية “مريم العجراوي”، تناول فيها المشاركون علاقة الفن الغامر بالسينما، من خلال عرض وتحليل نماذج أفلام تفاعلية ومنها “المصادم”، الصادر عام 2019، وهو من تأليف وإخراج “مي عبدالله” و”إيمي روز”، و”دريم إي سكيب”؛ إضافة إلى جلسة نقدية وتحليلية أخرى حول فيلم “Barbie” شهدت نقاشًا موسعًا وتحليلاً نقديًا حول الفيلم، بمشاركة الناقد السينمائي لوكاس مانكوفسكي، والإعلامية والكاتبة سيوبهان سينوت.
وفي محاضرة تفاعلية بعنوان “النقد بين المهنة والمعرفة”، أوضح السينمائي حمادي كيروم، كيف يتحول المتابع أو المشاهد العادي إلى ناقد، والتأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، التي هدمت سلطة المؤسسات النقدية التي احتكرت “السماح بالكلام” لناقد دون غيره.
وعن ثقافة الإفراط في السينما أقيمت 3 عروض تقديمية حولها، بمشاركة عدد من النقاد والأكاديميين، أوضحوا كيفية ممارسة السينما دورها المجتمعي عبر المبالغة والمغالاة بحيث لا تكون بمثابة وسيلة ترفيه فحسب، بل تعكس ديناميكيات مجتمعية أوسع أيضًا، وأهداف أخرى قد تكون أيديولوجية أو سياسية.