جعفر مرار.. 50 سنة في جمع التحف أول كاميرا سينما في القطيف.. وباب عمره 338 سنة
شاهد
إعداد: فاطمة آل محمود
تحرير: ديسك صُبرة
في 50 سنة؛ جمع جعفر مرار متحفه الشخصي. بدأ بالعملات، حين كان في عشرينيات عمره، لكنّه اليوم يحتكم على آلاف القطع المصطفّة في مساحة قبو منزله في بلدة القديح، غرب مدينة القطيف. وتفيض المساحة على مقتنياته، لتعرض نفسها على جدران مجلسه، وممرات المنزل.
يهتمّ جعفر مرار بالماضي من أجل إيصاله إلى المستقبل، هكذا بسّط نظرته للهواية التي كلّفته أموالاً طائلة، وجعلت منه واحداً من أهمّ حُفّاظ التراث في محافظة القطيف. والماضي الذي يقترب من قلب مرار، هو ذلك الذي كان جزءاً من حياة الناس، وتفاصيل يومهم.
تراث الفلاحين
حين تدخل منزله الواقع على زاوية؛ تستقبلك قطع من تراث الفلاحين تحديداً، كرور ركوب النخيل، جرار ضخمة، سلال، وإلى جوارها شباك صيد، أبواب منازل لم تعد موجودة. ولكل قطعة قصة يستطيع مرار أن يرويها، من بينها باب خشبي يعود تاريخ صناعته إلى سنة 1107هـ، حصل عليها من منزل يتبع لآل غزوي في القديح.
تخرج من الممر الضيّق؛ في اتجاه ممر آخر يقودك إلى القبو.. وهناك عليك أن تصمت كثيراً، ليس أمام الوفرة الوافرة من القطع المنوّعة فحسب، بل من التنظيم الدقيق للمتحف الشخصي.
قطع مجهولة
هناك أجهزة الكترونية لم يعد الناس يعرفونها، وأشياء لم يسمع بها الجيل الجديد بتاتاً، أجهزة راديو، أسطوانات موسيقى، أجهزة تسجيل، آلات تصوير سينما، أجهزة اتصال من بينها جهاز قال عنه مرار إنه جهاز سنترال القطيف في بداية وصول خدمة الهاتف.
هناك العملات القديمة، السعودية والعالمية، هناك ألعاب الأطفال التي تعامل معها جيله وما بعد جيله قليلاً، وهناك المطبخ بقدوره و “صفاريه” ودلاله، و “ملاليسه”، وأشياء المرأة التي كانت متفرّغة لبيتها وأسرتها. هناك النحاس الذي عبث الزمن به، وهناك الخوصيات والليفيات، والخشبيات، وهناك وهناك وهناك..
تراث ثقافي
هذا التراث “المادي” معه تراث ثقافي؛ من المصاحف المخطوطة، إلى الكتب المخطوطة، إلى الوثائق التي يعود بعضها إلى عام 1306هـ.. وأغلبها مكاتبات ومديونيات ومراسلات شخصية لعلماء ووجهاء وشخصيات كانت فاعلة في مجتمع القطيف، وغير القطيف.
يقول جعفر مرار عن نفسه إنه نشأ يتيماً، مات والدي وعمره 6 سنوات، “كفلتنا والدتي وربتنا وأحسنت إلينا”. يضيف “وقد كنت أمياً حتى عمر متقدم، ولم أتعلم القراءة والكتابة إلا متأخراً جداً، وعلى يد مدرس خاص”. يقول أيضاً “عملت على صغر سني في أعمال البناء، ثم تحولت للعمل في التجارة، وقد تعلقت بالمتحف منذ سنين الشباب”.
أما عند بداية جمع التحف؛ فكانت العملات والطوابع أولاً، “ثم تطورت حتى دخل في نفسي حبّ جمع التراث وأنا على هذه الحال منذ حوالي 50 سنة”. يضيف “إلى الآن انا مستمر في هذه الهواية”.
الأعز والأقرب
يعتز جعفر مرار بجمع المخطوطات جميعها، المصاحف المخطوطة يدوياً، وكتب العلماء، ومخطوطات تاريخ المملكة. ويقول “أقوم بالاعتناء بها بنفسي، حتى لا تندثر من البلد، وأطمح إلى جمع أكثر من ذلك على مستوى المملكة، ليشاهده الناس ويتعرفون على ماضيهم الذي كان غنياً”.
أقرب الأشياء إلى قلب جعفر مرار هي “العملات القديمة”، وهو يحتفظ بنقود تعود إلى زمن الملك عبد العزيز، بعضها معدني والكثير منها ورقي، وبعضها من الذهب والفضة”.
ما شاء الله تبارك الله. نسال الله له التوفيق