الراشد: الذكاء العاطفي مهارة أساسية لتحسين جميع جوانب حياتك خلال محاضرة في جمعية بر سنابس بحضور ٦٢ شخصًا
القطيف: صُبرة
أكد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أهمية اكتساب الفرد المهارات السلوكية التي تعزز الذكاء العاطفي، وجعله نمط سلوك حياة، اكتسبه بعد الوعي والإدارة للذات، ومنحه الفهم السليم لمشاعره، والتعرف على مشاعر الآخرين، ببناء علاقات تساهم في تنمية مهارته الاجتماعية، بما يقدمه من التعاطف والفهم المتبادل مع المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس بعنوان “الذكاء العاطفي”، بمقر جمعية البر الجديد، استهلت بكلمة ترحيبة من عضو مركز سنا حسين آل خيري للحضور، مقدمًا نبذة موجزة عن السيرة الذاتية للاختصاصي النفسي ناصر الراشد في الجانب الخبرات؛ الإكاديمية، والمهنية، والتدريبية.
واستهدفت ٦٢ شخصًا من المهتمين والمهتمات بالجانب التربوي والثقافي، والاجتماعي، في المجتمع، بهدف تنمية المهارات التعامل، والتواصل مع الآخرين، واكتساب مهارات جديدة يستطيع تطبيقها في تعامله ضمن النطاق الأسري والاجتماعي.
وبدأ الراشد المحاضرة بتعريف الذكاء العاطفي ضمن عدة أوجه فلسفية وكيف تم تحويل أهتمامه من علم الفلسفة إلى علم النفس، ومن بينها، أنه عبارة عن امتلاك الأنسان القدرة على توظيف المشاعر الإيجابية على المستوى الشخصي والاجتماعي، كما أنه فهم مشاعر الآخرين بطريقة إيجابي، بطريقة تدعم نجاحه في حياته المهنية والاجتماعية.
وأوضح الراشد أنّ الذكاء العاطفي هو أسلوب حياة مكتسب وغير قابل للقياس، وإنما يعتمد على مؤشرات خاصة، مثل الصحة النفسية والجسدية، ويبدأ من الأسرة ويتعزز لاحقًا بأسلوب ونظام تربوي شامل ينطلق إلى المدرسة، والأصدقاء والإعلام، ويستطيع به التعامل الصحيح إتجاه الواقف الاجتماعية التي يمر بها.
ونوه الراشد أنه لتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى العناصر الأساسية التالية: قدرة الشخص على تقييم مشاعره وعواطفه الحقيقية وضبطها، وأن تكون لديه القدرة على السيطرة على المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق للتخلص منها أو تخفيفها.
وذكر الراشد أهم علامات الذكاء العاطفي المرتفع، ومنها: الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية، والتعلم من الأخطاء، وتقّبل الانتقاد، وحسن الاستماع، والتواصل البصري مع الآخرين أثناء الحديث، والذي يعكس الثقة بالنفس والاحترام لمشاعر الآخرين والتواضع والمحافظة على المبادئ والقيم مهما تغيرت الظروف أو كانت المغريات، منوهًا إلى أن الأذكياء عاطفيًا بنشاطهم المستمر وحيويتهم وحركتهم المستمرة للتغير نحو الأفضل وبعيدين عن التسويف؛ فهم لا ينتمون لـ٩٣٪ من الغارقين في التسويف.
وتطرق الراشد لمواقف عدة يشكّل الذكاء العاطفي فيها فارقًا في التعامل، من أبرزها ما يكون بين الزوجين في التعامل مع الخلافات التي تنشأ بينهما دون أن يصل صداها للأبناء مما له من أبعاد تربوية إيجابية تعود على الأبناء بالاستقرار وحفظ شعورهم بالأمان، كون الطفل انعكاس لسلوك والديه وهو المرآة الحقيقية لنا كمربين، مشددًا على اكتساب هذه المهارات لما لها من الانعكاسات الإيجابية المهمة على صحة الفرد؛ العقلية، والجسدية، وعلى العلاقات الاجتماعية، والأهم هو الشعور بالثقة والرضا عن النفس.
واستعرض الاختصاصي عدة صور من الأفكار اللاعقلانية التي يمكن مناهضتها عند اكتساب مهارات عالية من الذكاء العاطفي الذي يطلق عليه (العقل الحكيم)، ومن هذه الأفكار؛ يجب أن تكون على درجة عالية من التميز (لعنة الكمال)، ويجب أن تكون محبوبًا من الجميع.
وألمح الراشد خلال كلمته إلى عدة كتب ومصادر وتدريبات يمكن للحضور الرجوع إليها للزيادة المعرفية لهذا النوع من الذكاء، والتدرب عليه ليمنح حياتهم جودة وإيجابية أكثر، مشيرًا إلى بعض الدراسات والحقائق والأرقام حول الذكاء العاطفي، ومنها أن الدراسات تشير إلى أن تدريب الطلاب على مهارات الذكاء العاطفي انتج تغير ملحوظ في أداء المعلمين، كما أنه يرفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب بنسبة ١٠ درجات، وخفض مستوى العنف في المدارس، بالإضافة إلى أن بيئات العمل تحتاج لوجود قيادات تمتلك الذكاء العاطفي أكثر من الذكاء العام بنسبة 4:1 لصالح الذكاء العاطفي.
واختتمت المحاضرة من إدارة الجمعية ممثلًا برئيس مجلس إدارتها حسين أبو سرير وأعضاء الجمعية للحضور الكريم، وللاختصاصي ناصر الراشد على تلبية الدعوة والخدمات التي يقدمها لمركز سناً للإرشاد الأسري.