معرض “أثر”.. العمل الفني غنيٌّ عن كلام صاحبه..! "اليوبيل الفضي" يقدّم 31 فوتوغرافياً.. و7 مقدّمات في إصداره

كتب: حبيب محمود

حسناً؛ طُويت الليلة الأخيرة من أيام معرض “أثر” الحافل بأعمال 31 عضواً من جماعة التصوير الضوئي في القطيف. إنه المعرض الخامس والعشرون، معرض اليوبيل الفضي للجماعة التي تأسست عام 1998م. وهو سببٌ وجيه لأن تعتني الجماعة بإصدار يعرّف بها أكثر، ويجمع 7 مقدماتٍ، قبل أن تقول الجماعة كلماتها ـ فوتوغرافياً ـ في صفحات صقيلةٍ كثيرة، كما قالتها في 7 جدران عُلِّقت عليها اللوحات.

صامدة

بالمُجمل؛ ما تزال الجماعة نشِطة وجادة وصامدة على النحو الذي يُشار إليها فيه، بوصفها مُختبراً لعشرات المصوّرين الذين مرّوا من معارض الجماعة وأنشطتها وورشها. كثيرٌ من الفوتوغرافيين السعوديين في الشرقية، أقلّاً، علّقوا لوحاتهم في معارض الجماعة المتعاقبة. كثيرٌ منهم قفز من الجماعة إلى آفاق أكثر رحابةً واستكشافاً. كثيرٌ منهم اختفوا. إنه ربع قرنٍ، وهو زمنٌ طويلٌ وكافٍ لفرز الموهوبين عن المهووسين بفكرة “حمل العضوية” جوازاً لعبور فضاءات العدسات، والمناظير، وكُلفة الصورة، واحتمالات الجمال بوسائل التقنية المتاحة للمستخدمين.

من حسناتها

منذ أواخر الألفية الثانية؛ والجماعة تُشرع جدرانها لـ “الجميع”، على محكّ الاجتماعي والثقافي، واختبار الضوء والظلّ، والكتلة والفراغ، وسائرِ الفوتوغرافيا الملتبسة بالتشكيل أحياناً، على قدر ما تستطيع من حمل مسؤولية جمع المصوّرين وأعمالهم، والحفاظ على قيمة “الاستدامة” في النشاط.

تلك من حسنات الجماعة وهي تكدحُ وتكدُّ وتكابدُ على أساس أن يلتقي المحترفون والهواة، وتُعرض صور “المبتديء” إلى جانب صور “القديم”، و “التجاري” مع “التشكيلي”، والمسكون بملامح الوجوه بجوار آخر مشغول بـ “الميكرو”، أو الباحث عن ما تبقّى من “نقايل” و “روازن”..!

ما لم تقله العدسات

والمعرض الأخير “أثر”؛ خليطٌ مما درجت معارض الجماعة عليه. ومن الطبيعي ألّا يكون كلّ عمل فيه نابضاً على درجةٍ واحدة. وبحسب كتيب المعرض؛ فإن المقاس موحّد “80×110سم”، رأسياً أو أفقياً. أما الموضوعات؛ فهناك 8 أعمال وجوه. إنه الموضوع الأكثر تكراراً، على اختلاف الإشارة والإيحاء، على اختلاف البيئة والمكان، على اختلاف التباس التشكيلي بالفوتوغرافي. ومن المُنصف القول إن “بورتريهات” المعرض هي الأكثر حميميةً وإيحاءً واستنطاقاً لما لم تقله العدسات..!

ربما يقف عمل “أثر الفقد” مزهوّاً بالتباس الصورة واللوحة. سيدتان في وجهين، هل واقعية الحزن مؤثّرة إلى المدى المسكون بما يُحرّك شيئاً محسوساً غير مفهوم..؟

على مبعدةٍ من “أثر الفقد” تُطلُّ عجوزٌ أخرى، بيد أنها تكاد من تخرج من الصورة بتجاعيد قديمة.. ضاحكة، مشوبة بخجل ما..!

لا كلام..!

الـ “بورتريهات” ليست كل شيء في المعرض بالطبع. إنه متنوّعٌ، كاشفٌ عن هواجس المصورين، بما تنطوي عليه من إشاراتٍ إلى أعمال “متوقّعة”، أو “مقصودة”، أو “مُقتنصة”.. وأحياناً “مُصطنعة” اصطناعاً، وبما يكفي أن تقول “جميل” ثم تبتسم، وتمضي.

حسناً؛ إنه معرض، قد يكون “المعنى في بطن” المصور. ربما شغلك انعكاسٌ هنا، أو رمزيةٌ هنا، أو تكوينٌ لونيٌّ مُجرّد في رمال. ربما جمعتَ حاجبيك عند قتامة صورة، أو تركتهما على حالهما أمام فراغ بياض، أو قلتَ في سرّك “هذا مكرّر”، و “ذاك مألوف”.. ربما شعرتَ بخليط حيرةٍ، وضعُفتَ أمام كتابةٍ إلى جانب لوحة من اللوحات.. عندنا؛ سيرتدُّ إليك فهمك القديم عن الفن..

العمل الجميل غنيٌّ عن كلام صاحبه عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×