البروفسيور بدر الجندان: التقنيَّات الحديثة ساعدت في تحسين نتائج جراحة الوجه والفكين الطباعة ثلاثية الأبعاد حققت نتائج دقيقة وممتازة
الروبوتات الطبية.. مستقبل واعد في تقديم الرعاية الصحية
شارك في الحوار:
آرام صالح الفراج، مي سعد الشيباني، رغد علي الشهري، رفعة حمد العريني، دلع عيد الهاجري*
يظل مريض الأورام والكسور والتشوهات الخلقية وغضروف الفك، تائها بين كافة تخصصات الطب لتلقي العلاج الصحيح، بسبب عدم علمه بوجود الفرق بين أطباء الأسنان غير المتخصصين، وبين أطباء جراحات الوجه والفكين وهو التخصص النادر وجوده والذي يحتاجه مريض الفك في العلاج حيث يقدم العديد من الخدمات التجميلية ذات الصلة بتخصصه لتحسين مظهر الفم والوجه وإعادة الثقة والراحة للمرضى.
البروفيسور بدر الجندان وهو أحد الخبراء المعروفين في المنطقة الشرقية بمجال طب التجميل وجراحة الوجه والفكين، ويعمل أستاذ مُساعد ورئيس وحدة جراحة الفم والوجه والفكّين، بكلية طب الأسنان، جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، بالدمام، وكذلك استشاري في جراحة الوجه والفكين في مستشفى الملك فهد الجامعي، بالخبر.
ولخبرته الكبيرة كان لنا معه هذا الحوار الذى حملنا فيه العديد من الأسئلة والاستفسارات المهمة والتى طرحناها عليه، فإلى التفاصيل.
*ما هي الأسباب الشائعة للحاجة إلى جراحة الوجه والفكين؟ وما هي النتائج المتوقعة لهذه العمليات؟
جراحة الوجه والفكَّين تُعالج حالات مثل الكسور في الوجه، والشَّفاه الأرنبيَّة، وتصحيح عدم التناسُق أو عدم التطابُق ما بين الفكَّين. كما إن النَّتائج المتوقّعة لهذه العمليّات تشمل إعادة الكسور إلى وضعها الطبيعي، وإغلاق الشّفاه الأرنبيَّة وفيما يتعلق بالكسور في الوجه، يتمّ إجراء عمليَّة في الفكّ العلوي أو السُّفلي لاستعادة التوازُن والتجانُس في الوجه.
*هل يوجد تقنيات وتطورات حديثة في مجال جراحة الوجه والفكين؟
بالتَّأكيد، تُوجد تقنيَّات حديثة ساعدت في تحسين نتائج جراحة الوجه والفكين. في السَّابق، كانت العمليات تجرى بطرق تقليديَّة، ولكن الآن يتم استخدام في عمليات الوجه والفكَّين تقنّيات software”” ويتم استخدام هذه التقنية في العمليَّات الافتراضيَّة، ومن ثم يتمّ طباعة القوالب التي تم استخدامها وقت العمليَّة عن طريق طابعة ثلُاثية الأبعاد.
* كيف تؤثر هذه التقنيات على نتائج الجراحة وفترة التعافي للمرضى؟
بشكل عام، تُساهم جميع هذه التقنيّات في تحسين دِقّة التخطيط والتَّنفيذ للعمليات الجراحيّة، وتوفير توقعات واقعيَّة للمرضى؛ مما يُساعد إلى تحقيق نتائج دقيقة وممتازة بِشكل أفضل.
*هل من المحتمل أن نشهد في المستقبل تطبيق تقنيات جديدة في مجال جراحة الوجه والفكين؟
إن التقنيّات الجديدة في مجال الطّب عمومًا تشمل استخدام الرُّوبوتات لإجراء عمليَّات بدقة أكبر من العُنصر البشري. ومع ذلك، يجب التَّنويه إلى أن هذه التقنيّات لا تزال في مرحلة مستقبلية ولم يتم تطبيقها حتى الآن في جراحة الوجه والفكين. ومع ذلك تم استخدامها جزئيًا في تخصُّصات طبية أخرى.
*هل هناك حالات أو تحديات خاصة تواجهها في مجال جراحة الوجه والفكين؟ وكيف تتعاملون معها؟
بالطّبع، يعتبر تحليل ودراسة الأخطاء أو النَّتائج بشكل دقيق والنَّظر إلى أسبابها من أهُم العوامل التي تُساهم في إيجاد حلول لهذه المشاكل وتحسين جودة النَّتائج في جراحة الوجه والفكَّين وضمان تحقيق نتائج دقيقة وممتازة للمرضى.
*ما هي التوجيهات الهامة التي تقدمها للمرضى قبل وبعد الجراحة؟ وما هي الرعاية التي يحتاجها المريض بعد العملية لضمان التعافي السليم؟
قبل إجراء الجراحة، يُفضل لجراح الوجه والفكَّين توجيه المرضى حول التّحضيرات الضرورية وتوقعات العمليَّة. أمَّا بعد الجراحة، يُشدد الالتزام بِتعليمات الرّعاية اللَّازمة؛ وذلك لتحقيق التّعافي الفعّال. يجب على المريض الامتناع عن التدخين تمامًا واتباع نظام غذائي مُلائم وصحي لدعم عمليّة التَّعافي. كما يُحث المريض على اتباع توجيهات الجرّاح بعد العملية، مثل تناول الأدوية بانتظام وتجنب الأنشطة البدنيَّة الشاقة التي قد تؤثر سلبًا على الشفاء، الرعاية الجيدة للجرح، ومتابعة المواعيد المحددة للزيارات الطبية التي تُسهم في التّعافي.
*ما هي المعايير التي يجب على المرضى أن ينظروا إليها عند اختيار جراح مؤهل؟
يُنصح المرضى بالتّحقق من تأهيل الجراح وخبرته في هذا المجال. فضلاً عن البحث عن تقييمات المرضى السّابقين والنتائج المحققة. وتكامُل المهارات الجراحيّة والتّفهم الجيد لاحتياجات المرضى يُعتبران معايير أساسيَّة في اختيار جرّاح الوجه والفكَّين.
* ما هي أهم القصص الناجحة التي شهدتها في مسيرتك كجراح الوجه والفكين؟
إحدى أبرز قصص النجاح والتي أثرت فيّ وجود طفل يبلغ من العمر ثلاثة أسابيع في العناية المركّزة وكان غير قادر على التّنفس بشكل طبيعي. تبيُّن أن الطفل يُعاني من تشوُّه كامل في فكّه السُّفلي، مما استدعى إجراء عمليَّة جراحية لتصحيح الحالة واستطاع بعدها التنفس بطريقة طبيعيّة. تُعد هذه الحالة من بين أهم الحالات التي تعاملت معها والتي شعرت فيها بنجاحي بعد إجراء العملية، حيث إن رؤية تجربة رؤية الطفل الصَّغير يتنفّس بشكل طبيعي بعد العمليّة كانت مُلهمة ومفُرحة للغايّة.
في نهاية هذا الحوار الملهم مع البروفيسور بدر الجندان، نجد أنفسنا ممتنين لهذه الفرصة القيمة للتعرف على رؤيته العميقة والخبرات الهائلة في مجال جراحة الوجه والفكين. استمعنا إلى قصص نجاح المرضى والتحول الإيجابي الذي يمكن تحقيقه من خلال إجراءاته المبتكرة والمتطورة.والتي تعكس خبرته الواسعة والمعرفة الطبية العميقة شغفه اللافت بتحسين نوعية حياة الأشخاص واستعادة ثقتهم بأنفسهم. نشكر البروفيسور بدر الجندان على وقته الثمين وسعة صدره للإجابة على أسئلتنا ومشاركة نظرته الفريدة في مجال جراحة الوجه والفكين، ونتطلع إلى المزيد من الإنجازات والابتكارات المستقبلية التي ستفيد المجتمع بأكمله.
* طالبات إعلام، جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.
اقرأ أيضاً
هاني السليس: الصحافة موهبة.. و”السوشيال ميديا” إعلام مشوّه بلا رقيب