مجلة علمية أوروبية توثّق 32 نوعاً من الزواحف والبرمائيات في القطيف والشرقية العوفي من جامعة طيبة والزاير من جامعة الإمام بحثا عن الكائنات ميدانياً
القطيف: نور المسلم
من مزارع القطيف وبيئة المنطقة الشرقية السعودية؛ قدّم الباحثان الدكتور عبدالهادي العوفي ومحمد الزاير؛ بحثاً استقصائياً علمياً عن الزواحف والبرمائيات. ووصل عدد الكائنات الموثّقة 32 نوعاً، سجّل الباحثان البيئيان بعضها باعتبارها “تسجيل جديد” على مستوى المملكة العربية السعودية.
وقد نشرا بحثهما في مجلة Ecologica Montenegrina، وهي مجلة علمية رصينة ضمن قوائم اسكوبس العلمية، وتصدر عن جمعية البيئة والتنوع الأحيائي، في جامعة Montenegro في جمهورية الجبل الأسود، ويحكّمها متخصصون من كل أنحاء العالم.
وجاء تسجيل الـ 32 نوعاً من أنواع الزواحف في ورقة بحثية علمية قدمت نتيجة دراسة حقلية حديثة شمولية لكل المَواطن البيئية في المنطقة الشرقية.
وأوضح الزاير لـ “صُبرة” أن الدراسة تمت من بداية الكثبان الرملية المحيطة بالمنطقة الممتدة من الشمال إلى الجنوب، إلى الهضاب والجبال الرسوبية في غربها وجنوبها، إلى المناطق الحصوية والسهول السبخية مروراً بالمناطق الزراعية، وصولاً إلى سواحل الشواطئ والجزر.
وقد حرص الباحثان على تغطية محافظات المنطقة الشرقية كافة وبعض الجزر لمحافظة الجبيل، إلا أن النصيب الأكبر من هذا التسجيل كان لمحافظة القطيف، حيث تم اكتشاف نوع جديد سُجل للمرة الأولى في المملكة، وهو “السقنقور” فسيفسائي الظهر Trachylepis tessellata، حيث كانت تسجيلاته في الجزيرة العربية تقتصر على سلطنة عمان والإمارات.
كما تم تسجيل أنواع عديدة من الزواحف والبرمائيات في محافظة القطيف، كان من أكثرها شهرة ضفدع البرك، السلحفاء القزوينية في تجمعات المياه العذبة والمصارف الزراعية، بالإضافة إلى مجموعة من الأبراص كالبرص المنزلي، والفارسي، وبرص الرمال العربي وغيرهم، ومجموعة من السقنقورات “سقنقور المزارع، والسقنقور الرملي”، ونوعين من ثعابين المناطق الزراعية، هما ثعبان “أبو السيور”، وثعبان الكوبرا الشرقية الكاذبة، ونوع وحيد من السحالي الدودية عديمة الأطراف.
د. عبدالهادي العوفي
محمد الزاير
وقد اتبع الباحثان آلية بحث محددة لتوثيق وجود الكائنات، والتأكد من تصنيفها عبر مجموعة من الإجراءات العلمية، التي تبدأ بالبحث والتحري عن تسجيلات سابقة لهذه الحيوانات في الأبحاث العلمية السابقة، إلى العمل الميداني الموسع الذي امتد لأشهر في مناطق الدراسة، وذلك بهدف جمع العينات وتوثيقها ونقل بعضها إلى مختبرات التصنيف للتأكد من تصنيفها ومطابقتها للصفات الخاصة بكل نوع.
وأوضح الزاير أهمية تسجيل هذه الكائنات لحصر تنوع طائفتي الزواحف والبرمائيات المتواجدة في المنطقة الشرقية، ومراجعة حضورها واختفائها خلال السنوات بهدف تقييم وضعها البيئي، ولما لها من دور كبير في عملية التوازن البيئي في المنطقة، فمن خلال دراستها وتسجيل أعدادها يمكن للمتخصصين تقييم الأثر البيئي لتراجع أعدادها، الذي قد يكون نتيجة للتغيرات البيئية الطارئة على المنطقة، كما تشكل هذه الكائنات جزءاً من التراث الطبيعي للمنطقة الذي له دور كبير جداً في رسم ملامحها وهويتها.
وأضاف الزاير “يجب المحافظة على التنوع الحيوي والفطري في المنطقة والمملكة عموماً، ليس كمكون من مكونات التراث الطبيعي والبيئي للمملكة ورفع تصنيفها التراثي العالمي فقط، بل للمحافظة على التنوع الاحيائي لأنظمتها البيولوجية واستدامتها، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الإنسان الذي هو أحد مكونات هذا النظام”.