دموع المعلمات تؤبّن مريم الخليف
الأحساء: جود الشقاق
يعيش أهالي قرية الحليلة ومدرسة الشعبة الأولى في الأحساء أجواء حزينة للغاية، بعد وفاة المعلمة مريم علي حسين الخليف، ابنة العقد الرابع من العمر في حادث أليم وقع فى الساعات المتأخرة من مساء الخميس الماضي، بعد خروجها من لقاء عائلي، وكأنها كانت تودعهم للابد.
والفقيدة الراحلة معلمة كيمياء بمدرسة ثانوية الشعبة الأولى،ت م نقلها إليها منذ قرابة السنة والنصف تقريباً بعدما كانت مغتربة في القويعية لمدة عشر سنوات، وهي متزوجة من علي حجي البلادي، وأم لثلاث أبناء وهم: حسين ويدرس بالتقنية، وفاطمة سنة ثانية كلية إعلام، ورضًا بالصف الثاني متوسط.
لم يخطفها الموت في طرقات الغربة ولكن خطفها بين أهلها وعائلتها وهي عائدة إلى منزلها بسبب رعونة بعد السائقين على الطرق حيث اصطدمت بسيارة مسرعة مما تسبب بانقلاب سيارتها انقلابات متعددة لتصطدم بعمود كهرباء، وتفارق الحياة قبل وصول سيارة الإسعاف متأثرة بعده إصابات جسيمة تعرضت لها أثناء الحادث، ووري جثمانها التراب يوم أمس الجمعة.
وفي الساعات الأخيرة أعلنت مدرسة الشعبة في الأحساء الحداد، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحادث الأليم الذي تعرضت له المعلمة، وعبّر الرواد عن الحزن الشديد لفقدانها، من خلال نشر العديد من التغريدات والمنشورات الحزينة.
ورثتها زميلتها المعلمة آمال الحجي بقولها: “رحم الله الزميلة المعلمة مريم الخليف والتي توفيت في حادث مروري على طريق جوثا بمحافظة الأحساء فقد عُرف عنها الأخلاق الحميدة التي بقيت تتصف بها على الداوم، كما كانت نموذجاً يحتذى به للمعلمة المجتهدة.. “فاللهم اجعل روحها في عليين وأحيِ ذكرها بالخير بين العالمين”.
كما نعتها زميلتها نداء الأحمد قائلة: “كانت الفقيدة الراحلة أم حسين تتمتع بجمال الروح، ذات شخصية متواضعة جدا، وامرأة مكافحة طيله حياتها.. إنها الشابة المؤمنة والتي عرفتها منذ سنين عن قرب في مجلس الذكر، ومن جملة سماتها الرفيعة إنها ذات ابتسامة لجميع من حولها، كما كانت رحمها الله، معلمة ذات ينبوع عطاء، ولسان حالها دائما رب زدني علما وتقى.. رحمك الله يا أستاذة مريم الخليف، أعلى الله درجاتك في جنة البرزخ، وفي القيامة رزقكم جنة المأوى.
وسطرت زميلتها فاطمة الغزال بعبارات تدمع العيون قائلة: “ابتعدت عن أطفالها وتغربت لعشر سنوات، وما إن استقرت بينهم وفرحوا بها فعاجلها القدر ففارقتهم مرة أخرى وإلى الأبد، برحيلها فقدنا الابتسامة المشرقة والصوت الهادئ.. آه لفقدك يامريم آه وألف آه”.
وأضافت: “ماذا تخبئ لنا الأيام بغياب من نحب، وفراق من كنا نتشارك الضحكات والدموع والهموم والفرح والحزن معهم، لم تكن زميلة عمل بل كانت أخت للجميع مؤمنة صبورة رحيمة مربية من طراز فريد، تحاسب نفسها مثقفه في الدين ولايخلوا وقت فراغها من قراءة القرآن الكريم، ومشاركتنا قصص تفيدنا في حياتنا، فقد كانت قريبة لقلبي، رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته، وجبر الله قلوب فاقديها”.
وكتبت زميلتها المعلمة زهرة العامر قائلة بقلب مفجوع: “إن المؤمنون أمثالها قلما يطول بهم العمر، وكأنهم لم يخلقوا لمثل هذه الأرض، صاحبتنا أم حسين كانت هنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ربي يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويمد لها في قبرها مد بصرها ويكتب لها أجر ما كانت تسعدنا وتسعد أطفالها وطلابها”.
وشكل نبأ الوفاة موجة من الحزن والألم في قلوب طالبات الصف الثاني بمدرسة ثانوية الشعبة الأولى الذين تقدمن بعمل خيري صدقة لروحها، من منطلق قال الله تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)”
قصة المعلمة مريم علي حسين الخليف في هذا الطريق الرابط بين “الدمام – الهفوف – الأحساء” والذي يعج بالحوادث اليومية يحمل وزارة النقل مسؤولية تنفيذ التصليحات اللازمة لتجنب هذه الحوادث المفزعة، والاهتمام بمعالجة الطريق الذي شهد الكثير من الحوادث المؤسفة.
رحمك الله حبيبتي مريم رحمة الأبرار
وأسكنك فسيح جناته
وربط على قلوب ذويك بالصبر والثبات الجميل
رحيلك فااااااجعة وصدمة لا تنسى
انا لله وان اليه راجعون ولاحول ولاقوه الابالله العلي العظيم عظم اجركم عايلة الخليف والبلاد ي واهالي قرية الحليلة جميعأ بفقد المعلمة الخلوقه مريم ربي يحشرها مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ويمسح على قلوب ذويها ومحبيها بالصبر والسلوان والمرجع لله والحمدلله على حكمه وقضاه
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله صبر قلوب اهلها ومحبيها