الكلاب تعوي والثعابين تخرج من جحورها.. كيف تتنبأ الحيوانات بالزلازل؟
متابعة: صُبرة، ووسائل اعلام
ما زال العلماء حائرين في التوصل إلى حل للغز التاريخي، الذي يتعلق بقدرة بعض الحيوانات على التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين، قبل وقوعها.
وتحفل وقائع التاريخ بحوادث عديدة تثبت هذه القدرة عند الحيوانات، منها حادثة غريبة سجلها المؤرخون في مدينة هيليس اليونانية عام 373 قبل الميلاد، حين أظهرت الفئران والكلاب وابن عرس سلوكا غير معتاد، تطور إلى هجرة واسعة لهذه الحيوانات وكأنها تهرب من شيء ما، وبعد يومين فقط ضرب المدينة زلزال هو الأعنف في تاريخها.
طوفانا من الثعابين تغادر جحورها
وفي العام 1974، شهدت مدينة هايتشنج الصينية، طوفانا من الثعابين تغادر جحورها وانتبهت السلطات إلى تلك الإشارة، فقررت إخلاء السكان، ولم تمض أيام حتى ضرب المدينة زلزال عنيف بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر.
يقول شهود عيان على بعض الكوارث الطبيعية، أن الحيوانات تتصرف بشكل غير عادي قبل الزلزال، فالكلاب تنبح باستمرار، والأبقار يقل حليبها، والضفادع تقفز من البرك، كما تترك الحيوانات البرية أماكن نومها وأعشاشها مباشرة قبل الزلازل القوية.
ورغم التطور العلمي الهائل، لا يزال العلماء عاجزين عن رصد الزلازل قبل وقوعها، فكيف تمتلك الحيوانات هذه القدرة العجيبة على الإحساس بقرب حدوث الزلازل.
كيف يحدث الزلزال؟
يحدث الزلزال عندما تنطلق الطاقة الكامنة في طبقات الأرض بسبب تغير مفاجئ، ما يُنتج موجات زلزالية واهتزازات في المناطق القريبة. ويفتقر العلماء إلى أداة تقيس حركة طبقات الأرض ومقدار الطاقة الناتجة عنها لكن هناك أنظمة قد تستطيع رصد الهزات كإشارات على النشاط الزلزالي، إضافة إلى مراقبة التغيّر في مستويات المياه الجوفية، والمجال المغناطيسي، لكنها لا تحقق نجاحا ثابتا في التنبؤ.
وطوال عقود من البحث، لا يزال من غير الواضح كيف يمكن للحيوانات أن تشعر بالزلازل الوشيكة. وترجح النظريات أن الحيوانات لديها استشعار لنوع من الموجات يسمى “الموجات بي” وهي موجة انضغاطية أولية تنتقل بسرعة ثم تليها “الموجة إس” (S wave) أو موجة القص، وهي الموجة الكبرى التي نشعر بها. لا يلاحظ البشر “الموجة بي” الصغرى، وربما تستشعرها الحيوانات قبل البشر، لكن المشكلة أن استشعار الموجة بي يسمح بالشعور بالزلزال قبل حدوثه بثوان أو دقائق، ولا يصل الأمر لساعات أو حتى يوم كامل.
أجهزة استشعار
في دراسة مشتركة بين معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان بألمانيا وجامعة كونستانس، حقق باحثون فيما إذا كان بإمكان الأبقار والأغنام والكلاب الكشف فعليًا عن علامات الزلازل المبكرة، فقاموا بتوصيل أجهزة استشعار للحيوانات في منطقة معرضة للزلازل في شمال إيطاليا وسجلوا تحركاتهم على مدى عدة أشهر.
وأظهرت بيانات الحركة أن الحيوانات كانت قلقة بشكل غير عادي في الساعات التي سبقت حدوث الزلازل، حيث اكتشف الباحثون أنماطًا سلوكية غير معتادة قبل حوالي 20 ساعة من الزلزال، وكلما اقتربت الحيوانات من مركز الزلزال الوشيك، بدأت بالتصرف بشكل غير عادي.
ويعتقد بعض العلماء أن الحيوانات تشعر بتأين الهواء الناجم عن ضغوط الصخور الكبيرة في مناطق الزلزال بواسطة فرائها، حيث تضغط الصفائح التكتونية المتغيرة على الصخور على طول خط الصدع في الأيام التي تسبق وقوع الزلزال، يتسبب هذا الإجراء في إطلاق الصخور للمعادن التي تطرد الأيونات في الهواء.