الخسارة كبيرة ملف ثقافي خاص برحيل المؤرخ عبدالخالق الجنبي
متابعة: أمل سعيد، معصومة المرقش، ليلى العوامي
قالوا عنه الكثير ولكن كل ما قيل لا يوفيه حقه، لأن من تعامل معه بشكل مباشر يعرف كيف كان -رحمه الله. وصفوه بتاريخ يمشي على الأرض، وكان صاحب قلم شجاع، واستحق أيضاً ما عرف به من لقب مؤرخ الأحساء نظراً لأعماله التي حفرت في ذاكرة القراء.
رغم مغادرته لعالمنا في هدوء، لكن شعر محبوه بصدمة مفاجأة فقدانه، وما زال بعضهم حتى الآن لا يصدق ما سمعه، ويمني النفس بأن تكون شائعات، ولكنه قدر الله وقضائه. تاريخه وعلمه الواسع جعل حتى من اختلف معه فكرياً في حياته أن يرثيه بعد وفاته.
“صبرة” تترك الحديث لمن زاملوا وتقاطعوا مع مشروعه التاريخي الثري، ليخبرونا عن تفاصيل جمعتهم خلال حياة المؤرخ الفقيد.
باحث ومؤرخ كبير
د.علي صالح المغنَّم
رحمك الله يا أبا طاهر، اللهم نسألك رحمتك لنفس طيبة تحمل طيبة وتواضع العلماء؛ وأن تسكنها مساكن الذين أنعمت عليهم من الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقًا! ونسألك اللهم أن تجعل قبره روضة من رياض الجنَّة!، وأن تهبه غفرانك وطمأنينتك وتفتح له ولجميع المؤمنين أبواب الفرج! وترزقه شفاعة نبييُّك وجودك وكرمك وعفوك لقاء صبره على ما ألمَّ به من المرض!.
اللهم اجعله ممّن عفوت عنهم ورضيت عنهم وغفرت لهم وحرَّمت أجسادهم عن النار وكتبت لهم جنّة النعيم؛ اللهم تغمَّد الباحث الأديب المؤرخ الكبير عبد الخالق الجنبي بواسع رحمتك وأسكنه فسيح جنَّاتك. وعظَّم اللهم أجر أسرة الجنبي الكريمة وأحسن عزاءها وجميع أحبة الفقيد وذويه وأصدقائه من العلماء والباحثين والمحبين؛ وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
*وكيل وزارة المعارف للآثار سابقاً
أحبه الأحسائيون وافتخر به القطيفيون
د. سعد الناجم
الباحث عبد الخالق الجنبي، ملأ الساحة التاريخية والبحثية وشغل الناس متابعة وإطلاعاً وتوافقاً واختلافاً، لفت الانتباه لما يدور حول الناس بعينه الفاحصة، وبحثه العميق وتفسيراته للوثائق ومقابلاتها بكتب التاريخ، اختلافاً واتفاقاً.
ومهما اختلفت معه في بعضها إلا إنك تحترمه لأنه يعتز برأيه ويحترم رأي الآخرين ولو بابتسامته المبطنة أحياناً،
أول ما تعرفت عليه في متحف الدمام الإقليمي، وتحدثنا طويلاً قبل كتبه عن هجر والمشقر وغيرها، وتداخل النصوص في تحديد مكانها، وقد حاضرت عن مواضيعها في أحدية الشيخ مبارك قبل إصدار كتابه المعنون هجر وقصباتها الثلاث، وكان بيننا حوار حينها على صفحات البوم وأتذكر عبارته أنت حاضرت عنها ولكنني سبقت بالكتابة ككتاب عنها، قلت نعم وهذا يحسب لك لأنك استطعت بسبقك بالكتابة أن تسبق كل مسودات الأحسائيين وغيرهم في الكتابة، وهذه همة عرفناك بها رغم ظروفك الصحية.
اقرأ المقال كاملا
5 سنوات من ألذّ الأيام وأسعدها
الشيخ عبد الغني العرفات
عرفت الأخ العزيز الراحل في سنوات الصغر عندما كانت تجمعنا بيئة واحدة بالرغم من فارق العمر بيننا وبينه إذ هو يكبرني بخمس سنوات ومع أنه ذهب للسكنى خارج القديح مع أسرته إلا أن روابط القرابة بينه وبين عدة أسر في القديح كانت كفيلة بأن نجتمع في أماكن متعددة منها المساجد والحسينيات وكذلك العادات الحسينية التي كانت تقام في كل ليلة وكنا نجتمع في تلك الأماكن ونتسامر ونتحاور ونتبادل المعلومات.
فمما أتذكره أنه ارتقى المنبر عدة مرات كقارئ مقدمة للخطيب الذي يقرأ في تلك المجالس وهو ما يعرف بالصانع، وكان ذلك في بيت خالته آل القصير.
اقرأ المقال كاملاً:
وترجل الفارس النحرير
د. محمد حميد السلمان
كيف أبدأ بالحديث عن أخ وصديق عزيز قد رحل عنا للتو، ومع صعوبة العثور على كلمات مناسبة لهذا الحدث الجلل سوى الرثاء؛ سأقف فقط مع بعض محطات مرت في حياة كلانا سوياً.
أولها: تعرفتُ على أبا طاهر، عبد الخالق بن عبدالجليل بن حسن الجنبي؛ في رحاب مؤتمرات جمعية تاريخ وآثار دول مجلس التعاون في نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي. وكان الراحل وقتها في عز شبابه، وخضم ميدان البحوث والدراسات أيضًا. ومن هناك توثقت علاقتي الحميمية به في حضور جميع مؤتمرات الجمعية، حتى أنني وبصحبة أخي د. وسام السبع ومجموعة من الباحثين؛ زرناه في منتجعه الصيفي في العقد الأول من الألفية الميلادية الثالثة، وتناولنا شيء من طعام الغذاء معه ومع بعض أفراد أسرته الكرام. وكان يوماً ثقافياً بامتياز بكل معنى الكلمة. كما اتحفنا، كعادته، ببعض اصداراته الجديدة حينها.
اقرأ المقال كاملاً
روح وثّابه وقلم شجاع
وسام السبع
رُزئت بخبر وفاة الصديق الأستاذ الكبير عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي (1964 – 2024م) ضحى يوم الثلاثاء 16 يناير 2024م، بعد معاناة طويلة مع المرض، وكنا أصدقاءه ومحبيه على وجل لأسابيع طويلة نتابع تطورات وضعه الصحي المتدهور بقلق تزايدت وطئته على النفس بعد تبادل الأصدقاء خبر الانتكاسة التي تعرض قبل أيام وطلب أسرته من محبيه الدعاء له، إلى أن باغتنا الخبر الحزين، بعد أن أحكم النزيف الدماغي قبضته على جسده الواهن، فرحل مخلفًا حزنًا موجعًا في قلب كل من عرفه عن قرب أو قرأ له أو استمع لمشاركاتها في الندوات والمحاضرات التي كان يلقيها من حين لآخر.
قبل نحو شهرين من النبأ الحزين، طرح الأستاذ زكي الصالح أحد مثقفي العوامية، مبادرة العمل على إعداد مهرجان تكريمي للأستاذ الجنبي، وفاءً لحق الرجل على تاريخ المنطقة وتراثها الأدبي وإرثها الإنساني، وقد تلقفها الأصدقاء بحماسة واستحسان، فتجاوبوا معها، لكأن هذه الدعوة أيقظت رغبة كانت كامنة في عقول وصدور أصدقاء الجنبي وعارفي حقه ومكانته، ولم تكن تحتاج إلا إلى من يجاهر بها.
اقرأ المقال كاملاً
الجنبيّ ورثاء القلم
أحمد مجيد الحلي
نقص التحقيق اليوم طرفًا من أطرافه، وسقطت ثماره الجنية، فالجنبيّ أمّة فيه.
شاءت الأقدار، واجتمعت المحن، ويعزُّ عليّ أن أدرك هذا اليوم، وأنعى فيه رجلًا قام كسهمٍ في وتر، فالعصامية وبتر الساق لم تأخذ في نحت جسده وروحه، التي كلّما أراد أن يخمد ظلها ظهر سنا برقها بهمته العالية، وتحدّى بها كلّ سباع الأجمة.
مؤرّخٌ وأديب ومحقّقٌ لوذعي، وشاعر مجيد، يزن كلماته ومعلوماته في ميزان راجح، ففي كفة منه علم يُذكر، وفي كفة أخرى خلقٌ يُنظر.
صوته يدوي في مسامع من حضر عنده، يعطيك حلاوة لسان وطرفة، وخفة ظل وحكمة، ونكت علمٍ رسخت في عيبة مجده التليد، فقد حفظ تاريخ البحرين والقطيف والأحساء، ونسج أوراقه من تأريخها، وحفظ أسماء الرجال والملوك والكتب والأسفار والأشعار.
والكبارـ أيضًا – يرحلون
عدنان السيد محمد العوامي
عزيزي أبا طاهر،
يقينًا أنت لا تدري أن نفرًا من رفاق دربك، وأخدان مسيرتك الأدبية؛ كانوا – منذ ما يقرب من الشهرين – يهيئون لإقامة حفل تكريمك؛ تقديرًا لجهودك الكبيرة في الشعر والبحث والتأريخ، وأنهم أنجزوا، أو كادوا ينتهون من كل الترتيبات المطلوبة.
واليوم – على جاري العادة – شرعت في إعداد رسالة التذكير بموعد الجلسة المعتادة هذا المساء حين صدمني نعي رحيلك المفاجئ ترعف به صفحات الجرائد الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. ويا له من خبر ممض مؤلم! لكن الأمر كله لله، ولا راد لقضائه.
تغمدك الله بواسع رحمته ورضوانه، وأسكنك فسيح جنانه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*شاعر ومؤرخ
اقرأ المقال مستقلاً
رحيل مؤلم ومفاجئ
عبدالله بن علي الرستم
رحيل أخٍ وصديق بحجم أبي طاهر الجنبي، أمرٌ مؤلم ومفاجئ، خصوصاً أني وبعض الأصدقاء كنا نتأمل شفاءه، حيث كنا نعيش وضعه الصحي بشكل متكرر، ناهيك عن زيارتنا المتكررة له، حيث قبل رحيله بأسبوعين كان يتلقى العلاج بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لمدة شهر ونصف تقريباً، وكانت آخر زيارة له قبل خروجه من المستشفى بأيام لتحسن ملحوظ وكبير في صحته، حيث كانت الابتسامة تعلو محيّاه، وحتى إبّان إبلاغنا بدخوله العناية المركزة مؤخراً كنّا نأمل خروجه بالسلامة، لكنه القدر الذي لا مفرّ منه.
الباحث الجنبي، بصمة كبيرة في تاريخ المنطقة بعطائه العلمي الكبير، ومشاريعه الكثيرة التي يُطلعنا عليها أو نناقشه فيها، حيث نجد الهمّة الكبيرة في التتبع والتروّي وتقصي المصادر المتصلة ببحثه هذا وذاك، بالإضافة إلى أريحيته، وحضوره الذهني في الأخبار التاريخية، واستحضار الشواهد الشعرية والنحوية، والأقوال المختلفة، وكل ما يعزز من فكرة توصل لها، وهذا الحضور ليس أثناء البحث والتوثيق، بل ينقله لنا عن ظهر قلب.
ويبقى مشروعه الكبير بصمة في حياته، وهو: تاريخ شرق الجزيرة العربية أو ما يُسمى بـ(البحرين الكُبرى) التي تشمل الأحساء والقطيف والبحرين، حيث حرصه الكبير في القراءة والتتبع والتقصّي ديدنه في كل لحظة، وكل ما يمت لهذا الجزء من شبه الجزيرة العربية فهو تحت عينيه، بمعيّة عنايته بالتاريخ عموماً، خصوصاً وأنه يتمتع بمواهب كبيرة، التحليل التاريخي، وتذوق الشعر وقرضه، والمهارة اللغوية، وأشياء أخرى.
ولذا .. يبقى الجنبي استثناء، وخير عبارة تختزل شخصية الراحل الجنبي، كما قالت صحيفة صُبرة (الوطن يخسر الكبير عبدالخالق الجنبي) فهو كبير بحق، وهو بحجم الوطن بعطائه وحبه في خدمة تاريخ الوطن، ويبقى القلمُ عاجزاً عن وصف حكايتي وأصحابي مع الجنبي الكبير.
اقرأ المقال كاملاً
خسارة ثقافية كبيرة
حسين السلهام
رغم كل الاختلاف الموضوعي بيني وبين المرحوم عبدالخالق الجنبي إلا أن خبر وفاته اليوم أثر فيّ أيما تأثير، فبمثله نعزي أنفسنا ونعزي جميع أفراد المجتمع بهذا الفقد الكبير.
فقد أثرى عبدالخالق الساحة الثقافية، كما كان يشجع على القراءة الواعية، بالإضافة إلى أنه ترك إرثاً كبيراً يتحدث عن تاريخ المنطقة.
رحيله خسارة للمجتمع، وخسارة لنا كمؤرخين وباحثين، فاختلاف الآراء هو السبيل الأمثل لصقل الأفكار، وإعادة إنتاجها.
رحمه الله رحمة واسعة.
*باحث في التاريخ
اقرأ المقال مستقلاً
بصمة واضحة.. وعطاء كبير
عبدالله آل عبدالمحسن
إنا لله وإنا إليه راجعون، تلقيت ببالغ الأسى والحزن خبر وفاة الصديق الصدوق عبدالخالق الجنبي، وبوفاته خسرت القطيف خاصة والوطن عامة شخصية اجتماعية تتميز بتواضعها، الهادئة بطبعها، رجل أثرى الساحة الثقافية بعطاءه ومساهماته في تسجيل وتدوين تاريخ المنطقة، تاركاً بصمات واضحة في الندوات والمحاضرات..
أسأله تعالى لك بالعفو والمغفرة والرحمة، وأن يسكنك فسيح الجنان وأن يحشرك مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.
*باحث في التراث وكاتب مسرحي
أسطورة التاريخ في المنطقة
نزار عبد الجبار
يقف الشخص عاجزاً عند فقد من يعزه، ويعجز أكثر فيما يربطه بعلاقة حب وود، وعلاقة هموم ومشتركات، يؤلمنا الرحيل يوجعنا الفراق ويسرقنا العمر، الله يرحمه برحمته؛ فقدنا شخصية وقامة كبيرة.
لقد ترجل البطل عن معاركه التوثيقية التاريخية التي ملأت المكتبات برصانة مؤلفاته، كانت شخصية عظيمة في أخلاقها وعلمها، خسر الوطن شخصية تعد من أهم الشخصيات التاريخية في الوطن.
لقد انتهج المرحوم لنفسه منهجاً علمياً رصيناً حتى أنه يعد مدرسة في منهجه، ترجل وهو في مرضه أنجز أحد أهم كتبه (تاريخ القطيف الشامل) الذي تجاوز أكثر من (1000صفحة).
نعم خسرنا أسطورة التاريخ في المنطقة، وعمودها بلا منازع، نودعك كما نودع أنفسنا، نودعك بلا رجوع، وانتزعت الروح من عندنا، فأنت الروح والجسد.
تميز بالتواضع ورحابة الصدر والعطاء وسعة الأفق والعلم والاطلاع أنه العزيز والحبيب والرفيق.
رحم الله فقيدنا وجعل كل ما قدم في ميزان حسناته وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله.
*باحث ومتخصص في الآثار
اقرأ المقال مستقلاً
وما أفرغت إلا القليل
عبدالرسول الغريافي
رحلت وما أفرغت إلا القليل مما يدور في خلدك
رحلت قبل أن تتم كلمات نبسها مداد قلمك..
قليل من منَّ الله عليه بحمل مثل هذه الرسالة وقليل من تأنى مثلك بفارغ من الصبر لتسبر أعماق التاريخ..
بكل صمت وتواضع وابتسامة وسعة بال واتساع أفق تربعت على عرش مناهل التاريخ ولو كان بيدي لعلقت على صدرك وسام “كبير المؤرخين”، كيف لا واني لم ار باحثاً مثلك في هذه المنطقة خلال قرن مضى أو أكثر من حيث جدك ومثابرتك وتكريس جل جهودك لمطاردة أدق معلومة تاريخية.
ونحن نستمع إلى ماكنت تقوله أو نقرأ ماكتبته قد لايخطر على بال الكثير منا مدى الجهود التي تبدلها للوصول إلى أبسط معلومة تاريخية واحدة
رحمك الله استاذ عبدالخالق الجنبي
لقد ثلم تاريخ القطيف والجزيرة عامة برحيلك المبكر وانشرخ جدار التوثيق ونضب نبعك الكبير برحيلك أيها الجندي المجهول فقر عيناً -يا أخي العزيز- فقد اديت ماعليك من واجبات نحو الوطن
فأنت شهيد جعلت من قلمك سلاحا ومن مدادك دخيرته للنضال حتى آخر لحظة من عمرك فجزاك الله خير الجزاء عن وطنك ومواطنيه ورعاة الوطن.
*مهتم بالتراث.
اقرأ المقال مستقلاً
سيظل اسمك حيّاً ومحفوراً في الذاكرة
زكي الصالح
تشكل وفاة المرحوم المؤرخ الكبير الأستاذ عبد الخالق الجنبي خسارة عظيمة ليس لأهله ومحبيه فقط وإنما لجميع الباحثين والمؤرخين في الوطن والخليج.
منذ انتشار خبر إصابته بالمرض العضال تنادى بعض الأدباء والباحثين لإعداد حفل لتكريمه وكانوا في سباق مع الزمن حتى يتمكنوا من إنجازه قبل أن تتدهور صحته أكثر ولكن كان الموت أسبق.
رحل أبو طاهر وفي رأسه الكثير من الأفكار لبحوث ودراسات وفي جعبته مشاريع بعضها لم تنجز وبعضها أنجزت ولكن لم تبصر النور بعد.
سخر الراحل الجنبي جل وقته في البحث والتنقيب في كتب التاريخ والتراث والأدب
متبعاً سيرة المؤرخين الأقدمين في الصبر والانكباب على البحث والكتابة وشد الرحال للظفر بمخطوطة أو وثيقة تميط اللثام عن معلومة مجهولة أو لغز استصعب فك أحجيته.
سيظل اسم عبد الخالق الجنبي حياً ومحفوراً في ذاكرة الناس بفعل ما قدمه من خدمة لتاريخ المنطقة وأدبها، وسيتردد ذكره لأمد طويل على ألسنة وأقلام الكتاب والباحثين التاريخيين المتفقين معه والمختلفين على حد سواء بفعل ما تركه من بحوث ودراسات رائدة ومتميزة.
اقرأ المقال كاملاً
وداع لتاريخ مشترك
شفيق العبادي
هذه اللحظة ليست لحظة وداع صديق، إنما هي وداع تاريخ مشترك بدأناه منذ زمن طويل واستمرينا فيهه، رحمة الله عليك يا أبا طاهر، في هذه اللحظة غصن من أغصان هذه الشجرة انكسر، رحمك الله لكنك باق فيما تركته من أثر ومن حب لهذه الأرض الطيبة، لن ننساك فإنك في القلب والروح رحمك الله يا أبا طاهر.
*شاعر سعودي
لن تغيب شمسك يا أبا طاهر
علي مكي الشيخ
وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمك الله يا أبا طاهر.. رحيلك خسارة للأمة ولهذه البلد الطاهرة، ولكل وعي يغرس هذه المحبة ويمتلك كل هذا الجمال بكل وعيه بتاريخ هذه القطيف الحبيبة.
هنا نأبن الكلمة ونأبن المشاعر ونأبن الهواء الذي نتنفسه، رحيل لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، حادثة يندى لها الجبين وخسارة كبرى خسرتها قطيفنا الحبيبة، ولكن آثاره باقية في القلوب والصدور، ولن تغيب شمسك يا أبا طاهر رحمك الله.
*شاعر سعودي
مؤرخ الأحساء الأول
الشيخ محمد علي الحرز
عظم الله أجورنا وأجوركم بحبيبنا وأستاذنا ومعلمنا المؤرخ والباحث الكبير الأستاذ عبد الخالق الجنبي بن الحاج عبدالجليل الجنبي.
لقد فجعنا بمصابه، وفقده هو فقد للتاريخ وبرحيله رحل التاريخ، هو عالم فذ ومؤرخ كبير وباحث قدير.
رجل جلد من أجل المعلومة، وصبور في البحث عن الحقيقة، يغوص في الكتب بل أمهاتها فيخرج بالآلئ والجواهر
هذا الرجل قلما تجد من أمثاله وفقده كما ورد في الروايات إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة
وهذا الرجل من هذه الفئة
حقيقة مكانته وعمله وجهده وما قدمه للتاريخ، لم يقدمه أحد قبله، وسيتعب من يأتي بعده فرحمة الله عليه وتغمده بواسع رحمته، فقد قاتل من أجل محمد وآل محمد واستبسل من أجل حبهم، وعانى وصبر وضحى فرحمة الله عليه وحشره معهم يوم القيامة، وأجره عندهم وليس عندنا.
من جهة آخرى حقيقة الرجل هو مؤرخ الأحساء الأول، وأول من نبش التاريخ القديم للأحساء فكتب كتاب “جرة” الكتاب العميق واستخرج الأدلة والإثباتات من قصائد القدماء، وكتب كتاب “هجر وقصباتها الثلاث” وكتب كتاب ديوان ابن المقرب الذي لازال أكبر شرح وأوسع شرح لديوان ابن المقرب العيوني، واعتمد فيه على عشرين مخطوطة من مختلف مكتبات العالم، تقصاها وسعى للحصول عليها فهمش ذلك الديوان بتاريخ كامل من مختلف المخطوطات.
فحقيقة حفظ تاريخ الأحساء والأحساء إلى يوم القيامة تدين لهذا الرجل لما حفظ من تاريخها المنسي في مختلف الجوانب رغم ما واجهه من مختلف الخوط والتيارات، ولكن الرجل كان مؤمناً ومحباً للأحساء وعاشقاً لها، لا يفتأ أن يغيب عنها حتى يعود؛ فهي معشوقته التي فقدها وفقدته برحيله، رحمة الله عليك يا أبا طاهر إنا لفقدك لمحزونون.
اقرأ المقال كاملاً
المؤرخ الجنبي ثقل علمي
حسين منصور الشيخ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمك الله يا أبا طاهر، منذ أن عرفتك كنت جاداً جلداً صلباً في ذات العلم والبحث والتتبع والتنقيب.
موقف لا أنساه قبل أشهر وكان في مرض شديد، اتصل بي يسألني أمراً معيناً، فذهبت وكان في ذلك الوقت مشغولاً في أدق تفاصيل إخراج كتابه الأخير الذي يبلغ من الحجم 800 صفحة.
بذل فيه آخر أيام عمره كل جهده وكل وقته، وإلى آخر أيام عمره وهو يبحث وينقب حتى أتم هذا الكتاب وكان فرحاً جداً أن أتمه قبل رحيله.
وهو آخر ماسطرته يداه.
لقد كان مدرسة في الصبر والتحمل والتدقيق، فجزاك الله خيراً في حفظ تراث هذا البلد، وتدوين تاريخه وتنقيحه، والتنقيب عن حضارته وتراثه، وثقافته وعلمائه وعن عاداته الاجتماعية والتقاليد، وكل مايمت بصلة للقطيف والأحساء.. فجزاه الله خيراً، وفقده فقد باحث لم تلد البلاد مثله، وفقده خسارة كبيرة لا تعوض.
اقرأ مقالاً مفصلاً
محقق بارع ومؤرخ مرجعي
طلال جعفر غداف
الجنبي مرجعية تاريخية.
من عرف الراحل الجنبي رحمه الله عرف قامة علمية ومرجعية تاريخية يستند عليه الباحث في عباب مصادر التاريخ والسيرة، ليفكك له طلاسم وغموضات تاريخية ومعجمية ولغوية وجغرافية.
هكذا عرفته مرجعاً في مراسلاتي واستفساراتي الدائمة معه، التي طالما تكون المرجع الأخير في البحث والمعلومات فأجد عنده الضالة المنشودة والغاية المأمولة.
حتى جمعتني معه فرصة اللقاء الأول عندما استضافنا في داره العامرة كي نشارك في تقديم ورقة بحثية بين يدي أستاذ التاريخ
في أمسية بمدينة القديح بعنوان (التوثيق الميداني للسيرة النبوية).
وكان ذلك أول لقاء انتظرته وتمنيته بأن التقي بمحقق بارع ومؤرخ مرجعي بعد أن كان الاتصال بيننا عبر التراسل لمدة طويلة.
تعلمت من أستاذنا الجنبي الكثير في البحث والتحقيق، وأهم ذلك أن الدقة في المعلومة أهم من التوسع فيها على ضعف.
فقدنا والله بفقده ورحيله مرجعية نافذة الرأي قوية الحجة والدليل
رحمك الله يا أبا طاهر
إنا لله وانا إليه راجعون
*باحث في التاريخ