عبدالخالق] مؤرخ الأحساء الأول
الشيخ محمد علي الحرز
عظم الله أجورنا وأجوركم بحبيبنا وأستاذنا ومعلمنا المؤرخ والباحث الكبير الأستاذ عبد الخالق الجنبي بن الحاج عبدالجليل الجنبي.
لقد فجعنا بمصابه، وفقده هو فقد للتاريخ وبرحيله رحل التاريخ، هو عالم فذ ومؤرخ كبير وباحث قدير.
رجل جلد من أجل المعلومة، وصبور في البحث عن الحقيقة، يغوص في الكتب بل أمهاتها فيخرج بالآلئ والجواهر، هذا الرجل قلما تجد من أمثاله وفقده كما ورد في الروايات إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة، وهذا الرجل من هذه الفئة.
حقيقة مكانته وعمله وجهده وما قدمه للتاريخ، لم يقدمه أحد قبله، وسيتعب من يأتي بعده فرحمة الله عليه وتغمده بواسع رحمته، فقد قاتل من أجل محمد وآل محمد واستبسل من أجل حبهم، وعانى وصبر وضحى فرحمة الله عليه وحشره معهم يوم القيامة، وأجره عندهم وليس عندنا.
من جهة أخرى حقيقة الرجل هو مؤرخ الأحساء الأول، وأول من نبش التاريخ القديم للأحساء فكتب كتاب “جرة” الكتاب العميق واستخرج الأدلة والإثباتات من قصائد القدماء، وكتب كتاب “هجر وقصباتها الثلاث” وكتب كتاب ديوان ابن المقرب الذي لازال أكبر شرح وأوسع شرح لديوان ابن المقرب العيوني، واعتمد فيه على عشرين مخطوطة من مختلف مكتبات العالم، تقصاها وسعى للحصول عليها فهمش ذلك الديوان بتاريخ كامل من مختلف المخطوطات.
فحقيقة حفظ تاريخ الأحساء، والأحساء إلى يوم القيامة تدين لهذا الرجل لما حفظ من تاريخها المنسي في مختلف الجوانب رغم ما واجهه من مختلف الخطوط والتيارات، ولكن الرجل كان مؤمناً ومحباً للأحساء وعاشقاً لها، لا يفتأ أن يغيب عنها حتى يعود؛ فهي معشوقته التي فقدها وفقدته برحيله، رحمة الله عليك يا أبا طاهر إنا لفقدك لمحزونون.