عبدالخالق] أحبه الأحسائيون وافتخر به القطيفيون الحاضر الغائب ملأ الساحة وشغل الناس
د سعد الناجم*
الباحث عبد الخالق الجنبي ملأ الساحة التاريخية والبحثية وشغل الناس متابعة واطلاعًا وتوافقًا واختلافًا، لفت الانتباه لما يدور حول الناس بعينه الفاحصة وبحثه العميق وتفسيراته للوثائق ومقابلاتها بكتب التاريخ اختلافا واتفاقا.
ومهما اختلفت معه في بعضها إلا أنك تحترمه لأنه يعتز برأيه ويحترم رأي الآخرين ولو بابتسامته المبطنة أحيانا.
أول ما تعرفت عليه في متحف الدمام الإقليمي وتحدثنا طويلا قبل كتبه عن هجر والمشقر وغيرها وتداخل النصوص في تحديد مكانها وقد حاضرت عن مواضيعها في أحدية الشيخ مبارك قبل إصدار كتابة المعنون هجر وقصباتها الثلاث، وكان بيننا حوار حينها على صفحات البوم، وأتذكر عبارته أنت حاضرت عنها ولكنني سبقت بالكتابة ككتاب عنها قلت نعم وهذا يحسب لك لأنك استطعت بسبقك بالكتابة أن تسبق كل مسودات الإحسائيين وغيرهم في الكتابة وهذه همة عرفناك بها رغم ظروفك الصحية.
كنت أعجب بجلد الرجل ومصداقيته فيما يتكىء عليه من معلومة وما يستنبط من نصوص مستعملا اللغة العربية من جهة والمواقع ومسمياتها من جهة أخرى رغم تشابه الأسماء واختلاف المواقع.
عبد الخالق رحمه الله مقنع بكتاباته رغم اختلافك معه إلا أنه يلفت انتباهك إلى أشياء كثيرة من خلال الوثائق التي ينشرها فتقرأها باختلاف عن قراءته وتستنج منها معلومات تضيف لما أورد أو تختلف في تفسيرها وهذا ما يجعلك تحترمه وتقدر جهوده وقوة بحثه ووصوله لما لم يستطع غيره الوصول إليه.
أحبه الأحسائيون واختلفوا معه ًكما افتخر به القطيفيون واختلفوا معه لكنه في نظري باحث مميز له بصماته التي تجعله حاضرا رغم رحيله عن هذه الدنيا.
رحمه الله وتقبله قبولاً حسنا وجعل ما قدم حجة له لا حجة عليه واسكنه جناته مع محمد وآله ومن أحبهم.
ـــــــــ
*كاتب وباحث في التراث والآثار، نائب رئيس جمعية الاثار والتراث بالمنطقة الشرقية.