عبدالخالق] قاهر الإعاقة وصانع المجد

حسن المرهون

عبر التاريخ الإنساني وبين الحين والآخر ومن غياهب المجتمعات وقد تطول السنين أو تقصر يطل فرد من هذا المجتمع أو ذاك يبهر الجميع، يتميز بصفات قاهرة للطبيعة الإنسانية المعتادة.

يأتيك رجلاً محاطاً بشتى أنواع القهر من ولادته وحتى الممات، على خصام دائم مع الصحة ورغد العيش بعيداً عن مقومات الحياة التي نشأ عليها الناس، لكنه، ولأنه مختلف يقهر كل العراقيل وكأن بساطاً غير الذي نعهده قد فرش له وينطلق، يقاوم ويغالب ويتحدى، وفي نهاية المطاف يترك بصمات على مجتمعه يعجز عن القيام بها الكثير ممن أنعم الله عليهم بالمال والصحة والجاه.

الأستاذ المؤرخ عبد الخالق الجنبي هو مثال حي على هذا الجانب من عطاء المجتمعات من زواياه الضيقة، من لا شيء يكافح ويجاهد مع مصاحبة الأمراض وقلة الحيلة وعدم الإستقرار وانعدام المرونة على الحراك.

في وسط هذه الظروف تجد الأستاذ الجنبي يتحرك بعكازه قاهراً أمراضه، وبأبحاثه قاهراً السكوت والحيرة، وبمحاضراته قاهراً الجمود والتراجع، وبمؤلفاته مسطراً قناعاته والإنجاز.

القطيف والأحساء والبحرين تشهد له بقوة عناده للدفاع عن الحقيقة وتثبيت الركائز التاريخية للمنطقة وهويتها. أحب الأرض وقهر المعوقات فأحبته الأرض ومن عليها.

في قرية بدولة ألمانيا بأوروبا بنى أهلها تمثالا كبيرا لأحد أبنائهم على مدخلها وكلهم فخر واعتزاز بابن قريتهم كونه قاصا كتب مجموعة من القصص، يا ترى لو كان عندهم عبد الخالق الجنبي، ماذا سيصنعون له!!!

الجنبي قاهر الإعاقة وعاشق القطيف وترابها، حول القهر إلى مجد.

هو أيقونة يجب أن لا يُنسى، وإن أردنا لمجتمعنا الخير والرقي علينا جميعا أن نحييه في عقل الجيل الجديد وذاكرته. رحمك الله يا أبا طاهر رحمة الأبرار فأنت مدرسة لم تُبنى قواعدها بعد.

تعليق واحد

  1. أبحاثه تؤهله لشهادة دكتوراه علمية حتى ولو لم يسلك السلك التعليمي العام.وشهادة دكتوراه في حبه للقطيف وشكرا لك على موضوعك الجميل ولعل يوما ما في المستقبل يوضع له نصبا تذكاريا.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com