المعلم الصفّار مودعاً أصدقاءه: كلمة طيبة خيرٌ من قبلة على جبين ميت رحل عن 57 عاماً بعد 4 أيام من إصابته بجلطة
تاروت: ليلى العوامي
“كلمة طيبة خيرٌ من قبلة على جبين ميت”.. جملة قصيرة من رسالة طويلة؛ هي آخر ما كتبه المعلم الشيخ علي محمد الصفار الذي فقدته جزيرة تاروت اليوم الثلاثاء، وانتقل إلى رحمة الله، متأثراً بجلطةٍ مفاجئة لم تُمهله أكثر من 4 أيام، أمضاها في العناية المركزة.
ونعت مدرستان في القطيف، المعلم الذي ترك أثراً طيباً، إحداهما المدرسة التي يعمل فيها، مدرسة جعفر بن أبي طالب الابتدائية في القطيف، والثانية هي ثانوية القطيف التي عمل فيها في سنوات سابقة.
كما ترك نبأ وفاته أثراً حزيناً في الوسط التعليمي في القطيف، ومجتمع جزيرة تاروت. وقد عُرف الحاج المعلم الشيخ علي محمد حسن جعفر آل فردان الصفار، بسيرة اجتماعية وتعليمية محترمة، وهو عقيل المعلمة هدى يوسف يعقوب الصفار التي سبقته إلى الدار الآخرة في ٢٥ ربيع الأخر ١٤٤٣هـ، وقد كانت معلمة للغة العربية في الإبتدائية الثانية بسنابس.
وقد أنجبا معاً أربعاً من البنات: بنات توراة وسمات وفرات والنوراء.
ووصفه صديقه هلال احبيل بأنه “رجل طيب ونبيل”، وقال إن “رحيله مؤسف”، في إشارة إلى عمره القصير (57 عاماً)، ورحل وهو في عز وعطائه.
وقد امتهن الراحل التعليم إضافة إلى ممارسته الخطابة في بداية حياته، ويوصف بـ “الشيخ” أيضاً نظراً لتحصيله الحوزوي المعروف في وسط المشايخ.
ومن المرتب له أن يُوارى إلى مقابر جزيرة تاروت، في الساعة 3.30 من عصر اليوم الثلاثاء.
تغمده الله برحمه وربط على قلوب ثاكليه.
آخر رسالة وجهها إلى أصدقائه إلكترونياً:
كلمات تخرج من قلب
أحبوا بعضكم فالفراق لا يعطي إنذاراً.
واسألوا عن بعضكم، فلا أحد يعلم متى سيكون آخر لقاء.
وتحملوا بعضكم، فإن كلمة “يا ليت” لن تُعيد الذي رحل.
واجتنبوا المعاتبات لأنها تُورث الكراهية.
تسامحوا وكُونوا متحابين دائماً.
واغتنموا اللحظات الجميلة فإنها لن تعود.
وتذكروا كلمة طيبة في الحياة خير من قبلة على جبين ميت.
عيشوا البساطة.
وأفتحوا بيوتكم وتواصلوا مع أحبابكم تزول عللكم وأمراضكم .
عبروا عن مشاعركم.
وصارحوا من تحبون.
وسامحوا من تكرهون
فإنها دنيا وكلنا راحلون