فيرفيكينا.. أعمق وأخطر كهف في العالم أودى بحياة الكثير من المستكشفين.. ويبلغ عمقه 2212 متراً
تشكّلت الكهوف عبر الزمن بفعل العديد من الظواهر الطبيعيّة التي ساهمت بذلك؛ حيث تكثر الكهوف في الصخور ذات البُنية الجيرية أو الكلسية، وتوجد الكهوف في المناطق ذات النشاط البركاني، وتتنوع في أشكالها.
ومن أعمق وأخطر هذه الكهوف في العالم كهف فيرفيكينا الذي أودى بحياة الكثير من المستكشفين الجريئين، الذين كانوا يتطلعون لرؤية ما يكمن في أنفاق الكهف العميقة تحت الأرض.
أين يقع؟
يقع كهف فيرفيكينا في سلسلة جبال جاجرا في أبخازيا، وهي منطقة انفصالية عن جورجيا، ويبلغ عمقه 2212 مترا، وفي عام 1968، تم تسمية الكهف باسم S-115، وتم استبداله لاحقا بـ P1-7، قبل أن تتم إعادة تسميته في عام 1986، على اسم مستكشف الكهوف ألكسندر فيرفكين، الذي توفي أثناء استكشافه أحد الكهوف في روسيا.
وفاة مستكشفين
ويجذب الكهف الأعمق في العالم، العديد من المغامرين وعشاق الكهوف لاستكشافه، لكن التضاريس والمنعطفات المعقدة التي ينطوي عليها الكهف، تسببت بمقتل العديد من الأشخاص، بمن فيهم الروسي سيرجي كوزيف، الذي فُقد داخل الكهف في نوفمبر 2020، قبل أن يتم اكتشاف جثته في 3 أغسطس2021.
وتوفي كوزيف بسبب انخفاض حرارة الجسم، حيث يمكن أن تنخفض درجة الحرارة في الكهف إلى مستويات التجمد تقريباً.
ووفق ما أوردت صحيفة “ديلي ستار البريطانية”، قال عضو مجلس إدارة اتحاد الكهوف الروسية، إيفجيني سنيتكوف، إنه يعتقد أن كوزيف كان سائحاً، ولم يستعد بشكل كافٍ لمواجهة تحديات الكهف، مشيراً، إلى أن النزول إلى مثل هذا الكهف الخطير وحده يُعد انتهاكاً صارخاً لقواعد السلامة.
كما تعرض 8 مستكشفين تابعين لـ “ناشونال جيوجرافيك”، حاولوا توثيق الشقوق الموجودة في الكهف، واكتشاف أنواع جديدة من الحيوانات، لخطر الموت في الكهف بعدما داهمتهم موجة من السيول في الجزء السفلي من الكهف، في سبتمبر 2018، ونجوا بأعجوبة بعدما غادروا الكهف مسرعين وتركوا معداتهم الباهظة خلفهم.
كيف تتكون الكهوف؟
تشكلت الكهوف على مر الزمان بسبب العديد من الظواهر الطبيعية المختلفة، فيوجد كهوف من الجير أو الصخور الكلسية، وهو في الغالب يوجد في الأماكن التي يوجد فيها نشاط بركاني، لأنها تتكون بسبب المواد المنصهرة من البركان، وهذا النوع يعرف بكهف اللافا، وتكون على شكل أنفاق.
وبعض الأنواع من الكهوف تكونت بفعل الجليد، وهي الكهوف الجليدية، وقد تكون هذا النوع بسبب عمليات الذوبان التي كانت تحدث في بعض المناطق التي تحتوي على الجليد، وهناك كهوف تكونت على ساحل البحار والمحيطات.
ومن أشهر أنواع الكهوف التي تكونت بسبب عوامل التعرية المائية، أو عن طريق الأمطار المحملة بالأحماض أو ثاني أكسيد الكربون، لأن هذه الغازات تعمل على ذوبان الصخور الجيرية محدثة ما يسمى الكهف أو النفق.
وهناك الكثير من الكهوف التي تنتج بسبب المياه الجوفية التي تقع تحت سطح الأرض، مما يؤدي إلى إذابة الصخور والأتربة محدثة فجوة عميقة وتمتلأ بالهواء بدل من الماء وتشكل هذه الكهوف.