الدرس المستفاد من واقعة صفوى: الفوضى أم المشاكل "الناصفة" فعّالية للصغار فلماذا يُفسدها الكبار..؟
القطيف: معصومة المقرقش
تفحيط، تجمعات شبابية، استعراض دبابات، رش رذاذ على المارة والسيارات، عرقلة سير الصغار الذين يجيبون البيوت طلباً للناصفة في ليلة النصف من شعبان أو رمضان مع ذويهم، في ليلةٍ تعدُّ من أكبر المناسبات الدينية والاجتماعية التي يحتفل بها الصغار والكبار…
ولكن ما حدث في صفوى قبل عدة ليالٍ من اعتداءٍ على رجل وابنه وعامله؛ كان فوق احتمال ما يستوعبه المجتمع في افساد فرحتهم، وهو ما يصعّد مطالبات بوضع حدِّ لهذه الفوضى العارمة..
فماهو الدرس المستفاد من هذه الواقعة؟
وماهي أهم الحلول لمعالجتها مستقبلاً..؟
أمر مفزع
بداية، وصف رجل الأعمال عبد الشهيد السني ما يحدث من ظواهر سلبية ليلة النصف كل عام خاصة ما حدث مؤخراً بالأمر المفزع الذي يستدعي مراجعة صادقة للأساليب المتبعة في تربية الأبناء بحيث ينصب الحرص على الأمور الأساسية والمهمة التي يجب على الوالدين الاهتمام بها، فديننا الإسلامي يحرص في المقام الأول على تنمية الجانب الإنساني والأخلاقي جنباً إلى جنب التعليم العقائدي والشرعي، فهدف التربية في الإسلام هو بناء مجتمع متماسك متظافر ومنتج.
احترام العقائد
ولفت السني إلى أن أفضل أساليب التربية هي التربية بالقدوة، فاحترام الوالدين للعقائد وممارستها بشكلٍ جاذب ومعتدل يجعل الأبناء يحتذون بهم ويبتعدون عن الممارسات والسلوكيات التي تؤدي لمثل ما شاهدناه في صفوى ليلة النصف من شعبان، ونحن مصدومون لما قامت به هذه المجموعة من المراهقين من إيذاء لهذا الرجل المسن.
الحوار بين الأبناء
ونوه بإنه مع القدوة يجب أن يكون الحوار حاضراً بين الآباء والأبناء من خلال التواصل البنّاء؛ لفهم الدين والعقيدة بشكلٍ صحيح وسليم، وغرس المبادئ الأخلاقية التي تثمر في تنشئة أبناء صالحين.
لا حرية في الاحتفال
أما المحامي جمال الحمود فقال إنّ مظاهر الفرح والبهجة في الاحتفال بالمناسبات تعدُّ من سنن الحياة، ولكل مناسبة منها مكانتها “بحسب طبيعتها”، حدود وضوابط سواء في التعبير عن الفرح أو بالممارسات في الاحتفال بالمناسبة التي لا ينبغي أن تتجاوز اللباقة واحترام الضوابط وعدم الخروج عن الحدود فالسماح بالاحتفال ليس حرية مطلقة بل هو مقيد بحيث لا يسمح بالتعدي على الآخرين أو المسّ بكراماتهم وشخوصهم، وهو أمر مجرَّم شرعاً وقانوناً، إذ نصّ النظام على أنه غير مقبول المساس بأي شخص أو التعدي عليه جسدياً أو لفظياً بأي حال من الأحوال.
سجن وغرامة
ولفت إلى أنّه في حال التعدي على أي شخصٍ جسدياً أو لفظياً يعاقب المعتدي بعقوبةٍ تصل للسجن والغرامة المالية. ومن الناحية الشرعية فإنه إثم يبوء به الفاعل، وعند الحديث عما حدث ويحدث من تجاوزات كتلك التي حدثت في الاحتفال بالناصفة الأسبوع الفائت فهو مخالف للنظام ليس فقط بالتعدي على حرية الآخرين بل أيضاً مخالفة مكان حدوثه في مكان عام وهو ما من شأنه تغليظ العقوبة بحق المتجاوز والمتعدي.
التجاوزات تُضيق الاحتفالات
وأشار إلى أن في حال تكرار هذه التجاوزات وكثرتها أن تؤدي ربما إلى اتخاذ قرارات مستقبلاً يكون فيها تضييق على الاحتفالات تفسد على الناس فرحتهم.
شللية شبابية
الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد أكد أن هذه الظاهرة السلبية في مثل هذه المناسبات الاجتماعية ليست محصورةً على صفوى، إنما يمكن أن يلاحظ ويشاهد في عدة مناطق وأحياء.
وقال إنّ أغلب الذين وصفوا هؤلاء الشباب بغير مربيين؛ نحن نختلف معهم في المؤثرات والأسباب كما نختلف معهم في طرق العلاج؛ فهؤلاء مجموعة من الشباب المراهقين الأصدقاء (الأقران) الذين يشكلون مجموعة واحدة متماسكة، أو (شلة) بالمصطلح المحلي اعتادوا الخروج مع بعض وتأدية أعمال مشتركة بعيداً عن صحتها من خطئها، واجهتهم صعوبة في تحقيق هدفهم الذي يرونه فتحدى هذا الرجل، فضربه الباقين بضربه تناغماً ومساعدة للأصدقاء.
الفعالية خاصة بالصغار.. فلماذا يُفسدها الكبار..؟
سياسة القطيع
وأشار إلى أن خطورة المسير في سياسة القطيع، أو ما يسمى الحشد الاجتماعي هو الذي يفقد الفرد إرادته، والتصرف بشكلٍ جمعي، مبيناً أن الشبان سيعون بعد فوات الأوان، وأن ما عملوه كان خطأً.
وأوضح أن الأسوء في الموضوع أن الشباب كانوا يتصرفون بشكلٍ عاطفي وحماسي دون إعمال العقل، ومن هنا ينبغي معالجة المشكلة، منوهاً بأنه لا مانع أن يُشكل الشباب جماعات اجتماعية، لكن لابد أن تكون أعمالها لصالح المجتمع، وأن تغلب عليها السلمية والإيجابية، ومراعاة القوانين الرسمية.
كما أوضح العيد أنّ مؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمي -الشرطة وغيرها- لها حدودها، وقوانينها، وقد لا تأتي أحكامها كما يشتهي بعض الغاضبين أو المعلقين الذين يطالبون بسجن وضرب هؤلاء الشباب بيدٍ من حديد.
الحلول المتعددة
أما عن الحلول للحدّ من هذه الظواهر السلبية، فقال العيد إنّ الحل لابد أن يكون متعدداً، ومنها الجهات التعليمية، أو المعنية بالشباب والعناية بهم؛ بحيث تدرج مادة التفكير ضمن المناهج؛ أو مستقلة ليتعلم اليافعون بعض الطرق السليمة والمجربة في التفكير مثل (الاختيار بين البدائل المتشابهة، وأخذ جميع العوامل بعين الاعتبار، ورسم الأهداف، وحل المشكلات).
أما ما يتعلق بالجهات الاجتماعية؛ كأئمة المساجد، أو الشخصيات الاجتماعية، أو القائمين على شؤون الأندية الشبابية، اقترح العيد أن ينشروا الروح السلمية النابعة من تعاليم الدين الإسلامي، وعادات وتقاليد مجتمعنا المسالم، وأن تأتي الخيارات في صالح الفرد والمجتمع
التعبير الخاطئ
أما نسيمة السادة بينت أنه يجب أن نؤسس الحديث بأن مثل هذه الظواهر تحدث في كل المجتمعات وفي كل المناسبات؛ كالحفلات العامة، والمناسبات الرياضية، والمناسبات الوطنية.
منشأها التعبير الخاطئ عن المشاعر، وعدم قدرة الشباب أو المراهقين على السيطرة على مشاعرهم وتوجيهها لما هو مفيد.
ولفتت إلى أن التعامل برأيها لهذه الظواهر له عدة جوانب منها التعامل مع الحادثة أثناء وبعد حدوثها، مشددةً على أنه يجب أن تأخذ حجمها الحقيقي في التعاطي الاجتماعي الإعلامي دون زيادة، وعدم ربطها بالمناسبة، وإنما بالجنحة نفسها، والتعامل معها بالنظام الناجز، ونتذكر دائماً أن الأساس والهدف من العقوبة هو توجيه سلوك المراهق وتأديبه والمحافظة عليه وليس التنكيل به.
التوعية بتحديد المخالفة
وعن مرحلة الوقاية من مثل هذه الظواهر أضافت السادة بقولها إن التوعية وتحديد المخالفات وتوضيحها للشباب كنظام التحرش، ونظام الرياضة، ولائحة الذوق العام، وغيرها من الأنظمة التي تنظم الحياة العامة، و تعزيز القيم الإنسانية والإسلامية في نفوس الشباب والعادات والتقاليد الاجتماعية، و التأكيد على الهدف من هذه المناسبات، وأن يكون حاضراً دوماً في نفوس الشباب، وتشجيع الشباب وتوجيههم للطرق المثلى للتعبير عن المشاعر ( فرح، حماسة، استياء) فلا نرى الشباب مثلاً من فرحته يرمي الناس والسيارات بالماء، ومن حماسته يرقص في الشارع فيعطل السير أو يتحرش في امرأة أو من غضبه يقذف لاعب بقارورة.
تقنين جمال الليلة
الناشط الاجتماعي منصور آل خليفة، أوضح أن العاقل من استفاد من تجاربه وخاصة إذا كانت تجربة تخص مجتمع بأكمله وليست على المستوى الفردي؛ فظاهرة ليلة الناصفة تراث جميل وبديع ولكن لا بد لها من تقنين لتحفظ جمالها الروحي والتاريخي، ولكل عمل إيجابية وسلبية فما حصل ليلة الناصفة في صفوى من ضمن سلبيات فرحة تلك الليلة.
لا سيارات ولا زيارات مناطقية
وبين أن هناك بعض الحلول لتفادي تلك السلبيات أهمها اقتصار احتفال كل منطقة وحي بنفسه وعدم تبادل الزيارات المناطقية، وعدم الاحتفال في الشوارع الرئيسية نهائياً حتى تبقى جاهزة لأي سالك لها، وعدم الخروج بالسيارات والدبابات بل الفرحة تكمن في المشي بين البيوت وبرفقة الأطفال، وتكوين لجانٍ أهلية في كل حي تتحمل مسؤولية تنظيم تلك الاحتفالات لتظهر بالمظهر المشرف.
استيعاب الطاقة
جعفر الصفواني عضو مجلس أعمال القطيف شدد على ضرورة عدم معاقبة الشباب الذين يحدثون فوضى سنوية متكررة في ليلة النصف، مشيراً إلى أهمية النظر في استيعاب حجم طاقته وتوجيهها بالطريق الصحيحة باستقطابها في اعمال ونشاطات اجتماعية مفيدة تلبي متطلبات عمره وهذا دور جمعيات التنمية الاجتماعية.
الفوضى تحولت لعادة
وقال: أنا حقيقة لا ألوم الشباب في تصرفاتهم الطائشة في أسلوب التعبير عن فرحتهم بليلة النصف؛ بل ألوم المجتمع في ذلك، لأن الحالة تتكرر منذ 30 عاماً ولم تتغير ولم يجد لها حلاً حتى أصبحت عادة سنوية تقليدية متوارثة.
دراسة الحالة
وطالب الصفواني من المختصين والمهتمين بشأن الشباب بضرورة دراسة هذه الحالة وإيجاد لها حلولاً جذرية لينعم الجميع بجو المناسبة الاجتماعية والدينية دون تعكير صفوتها، وذلك بإيجاد بدائل أو تخصيص أماكن ومواقع للشباب يمارسون فيه فرحتهم بحدود معقولة وفي مساحة تستوعبهم جميعاً ويطلقون لطاقتهم العناد.
التعاليم الدينية = قوانين المجتمع
وبين أن السبب الحقيقي في إشاعة هذه الفوضى السنوية ليلة النصف غياب التثقيف والوعي الذي يجب أن يبدأ من البيت بتعليم الطفل الصغير بعمر الروضة احترام القوانين والأنظمة إلى جانب تدريس التعاليم الدينية من صلاة وصوم وطهارة، ومالها من ثواب وعقاب، ليشب على احترام أفراح وأحزان مجتمعه.
الحل لا لخروج الكبار شباب فتيات رجال نساء والاقتصار فقط على الأطفال كما كان في الماضي
صار لي كذا سنه ما احب اطلع من البيت في مثل هذي الليله والسبب تشويه المناسبه الشباب ازعاج ومظاهر سيئه والفتيات. بلا تعليق
في الحقيقة غالبية الآراء لم تسمي الأشياء بمسمياتها و إنما وضعت تبريرات لهذه التصرفات الشاذة و السيئة و أصحاب الأراء هنا هم كالنعامة التي تدفن رأسها تحت التراب كي توهم نفسها بأنه لا يوجد خطر على حياتها من المفترس الذي يريد افتراسها – واللبيب بالإشارة يفهم –
في الواقع هؤلاء الشباب الطائش و التائه الذين نراهم في كل عام في مثل هذه الليلة المباركة هم نتاج تربية خاطئة و نتاج إهمال من ذويهم و آهاليهم و عدم مراقبتهم أين يذهبون و ماذا يفعلون كما أن آهاليهم للأسف يفتقرون إلى طرق التربية و التوجيه فيتركونهم للزمن و لرفقاء السوء الذين يزيدونهم سوءاً فوق سوأتهم
هذه هي الحقيقة التي تجنبها الإخوة في هذه المقالة
إن شاء الله تشوفوا لنا حل.. كم شخص يتأذى كل عام بسبب هذه الظواهر غير السمعة السيئة الي تجينا.. يجب ان تضعوا حدا لهذه الامور وإلا فمن امن العقوبة اساء الأدب
صحيح جميع الاراء التي طرحت كانت عين العقل فعلا لم يكن هدف هؤلاء المراهقين فوضى او مشاكل ولكن كان هدفهم أحياء تلك الليله بأي شكل من الأشكال وهم فعلا غي واعيين بما قاموا به من فوضى وسوف يستشعرون خطأ ما قامو به