نادر الخليفة يبتكر لعبة أطفال من صميم عادات المجتمع المحلي "رمضان كريم" تحث على التمسك بعادات المجتمع الخليجي
قضايانا المجتمعية الخاصة ينبغي معالجتها بمعطياتنا المحلية وبأساليب حديثة
العوامية: جمال أبو الرحي
الطفولة جميلة وذكرياتها أجمل، وكل شيء قديم له رونق خاص، وفكرة العودة إلى تلك الأيام يراود الكثيرين منا لأنها المرحلة المليئة بالمغامرات والمرح، وكانت تختلف ألعاب البنات عن الأولاد وأحيانا يكون اللعب خليطا من الجنسين، وكل ما يتعلق بهذه المرحلة يمكن أن يشكل ذاكرة ممتعة نعود إليها بين حين وآخر فنبتسم لمجرد أنها خطرت على البال.
وألعاب الطفولة كان لها المساحة الأكبر في الذاكرة لارتباطها بالأصدقاء والمرح والمغامرات في الفرجان والتي لم نعد نمتلك الجرأة للتمتع بها في يومنا، لذا حين يتحدث الكبار عن ألعاب الطفولة فإنهم يعودون بذاكرتهم إلى المرح الفطري.
لذلك استهلمت تلك الأيام والذكريات نادر الخليفة لتصميم لعبة رمضانية للاطفال مليئة بعبق الماضي ومحلية الصنع 100٪ أسماها “رمضان كريم”.
“صُبرة” التقت ابن سيهات الباحث الثقافي نادر الخليفة في مشروع الرامس بوسط العوامية مؤخراً، حيث روى تفاصيل تلك الفكرة التى جاءت من من صميم عادات وتقاليد المجتمع الخليجي الخاصة بشهر رمضان الكريم، وما فيها من توزيع طعام الافطار على الجيران والاصدقاء والبيوت القريبة، وهذه العادة الأصيلة من قيم العطاء ومظاهر التراحم والألفة والكرم، مما حدا بمنتجي اللعبة لتضمين هذه القيم في تفاصيلها الدقيقة مع الحفاظ على ميزة التشويق والتفاعل والحماس بهدف نقل تلك العادات للاجيال وغرسها في وجدان الأطفال.
وأشار أن هذا الإصدار هو جهد مشترك بين مكتبة دودو بسيهات بالمملكة العربية السعودية ودار رؤى البحرينية المهتمتين بكتب وثقافة الأطفال، وهو الاصدار العاشر لمكتبة “دودو” في مجال الألعاب والمسابقات المتنوعة بين التعليمية والتثقيفية والتسلية.
وقال الخليفة، إن الغرض من انتاج مثل هذه الألعاب لما لها من أثر ثقافي وتربوي على الأطفال، ان بيئتنا المحلية زاخرة بالتفاصيل الملهمة والموضوعات المهمة التي من الممكن تحويلها لمنتج ابداعي، وتضمين تلك الأفكار الايجابية والقيم التربوية في اصدارتنا يرسخ الثقافة والهوية المحلية في اذهان الجمهور، وإبراز هذه الثقافة والاحتفاء بها باعتبارها جزءا من التنوع الثقافي الواسع.
وأوضح الخليفة، أن الجميع يتفق الآن أن نظام التلقين المباشر قد ولى تربويا ولا مجال الآن لنشر فكرة ما وسط الأجيال الجديدة، إلا بالطرق غير المباشرة وإيجاد منطقة وسيطة مابين ما يريده ويميل له الجيل الناشئ ومايستهدفه أصحاب الافكار من تربويين ومعلمين وكتاب ودور النشر المتخصصة بفئة الأطفال واليافعين.
وأشار إن هذا لا ينحصر في مجال الألعاب بل ينسحب لكافة الاصدارات الخاصة بالاطفال فموضوعاتنا وقضايانا المجتمعية الخاصة ينبغي معالجتها بمعطياتنا المحلية، وبأساليب عصرية حديثة، فالقضايا والمشكلات المحلية لاينبغي استيراد الحلول لها من الخارج وهذا مانراه للاسف في بعض القصص الموجهة للاطفال.
أما عن مكتبة دودو وقصة تأسيسها فيقول الخليفة بدأنا بانتاج بعض الاصدارات الخاصة بالاطفال ثم عملنا على توزيعها فأرتأينا افتتاح مكتبة الكترونية يتم عبرها البيع المباشر والتوزيع وخصوصا ان الوقت كان فترة الحجر الصحي جراء انتشار فيروس الكورونا، وعندما اكتملت الافكار ونضجت التجربة بدأنا في وضع الخطط السنوية للنشر وانتاج مختلف الاصدارات، حيث شكلنا فريق العمل واستقطبنا العديد من كتاب ادب الأطفال سواء على الصعيد المحلي أو العربي.
وأشار الخليفة إن الصعوبات التي تواجه مجال الطباعة والنشر دائما ما تبقى مشكلة ارتفاع تكلفة الانتاج المحلي هي العقبة الأكبر، مما ينعكس بالضرورة على سعر المنتج النهائي خصوصا مع وجود منافسين لهم الباع الطويل في ذلك.
ونوه ندعو دائما لتظافر الجهود بين المشتغلين في مجال انتاج كتب الأطفال كتابا ورسامين ودور نشر لخلق بيئة إبداعية فاعلة ومستمرة تراعي الظروف وتواجه التحديات.
وأشاد الخليفة بحركة الانتاج والتأليف التي تشهدها المنطقة وافتتاح المزيد من المكتبات الخاصة بالطفل مستدركا ان هذه الحركة ستنقلنا من مرحلة الكم الى الكيف، مما سيصب في مصلحة المجال في المستقبل القريب.
جدير بالذكر إن نادر عبدالله الخليفة من مدينة سيهات متخصص في الاعلام، وعمل في الاخراج الصحفي ومجال المطبوعات، ثم كباحث ثقافي، عضو مركز آفاق للدراسات والبحوث، وصدر له في مجال قصص الاطفال:
1- كعكة الخالة فوزية
2- نانا والكراسي العجيبة
3- جوجو والخراف
أما في مجال الألعاب التعليمية فمنها:
1- لعبة الطريق
2- كلام من ذهب
3- لعبة (سمبوسة)
4- سلسلة المسابقات الثقافية، ٤ أجزاء
5- ومؤخرا لعبة (رمضان (رمضان كريم).