بستان قصر تاروت.. بنك التنمية الاجتماعية يدعم 20 أسرة منتجة 60 ركناً في أجواء رمضانية وحضور جماهيري متنوع
تاروت: ليلى العوامي
خلال تجولك داخل ساحة مهرجان تاروت الشعبي والتاريخي ستجد صانعات خبز التاوة، وبائعي فخار القطيف، والحلوى البحرينية، ومصنوعات سعف النخيل، والنوافد والأبواب والصناديق المصنوعة من الخشب، وللمرأة والأطفال نصيب وافر داخل الأركان المنتشرة من باعة الحناء، وصور الطيور التى تراها وكأنها تزقزق من داخل لوحتها، والرسامون وبائعات السعادة في مكان واحد إسمه بستان قصر تاروت.
وهناك أركان كثيرة بينها 20 ركناً مدعوماً من بنك التنمية الاجتماعية.
“صُبرة” التقت عدد من العارضين داخل اركان المهرجان الذى تميز بترجمة ما يقوله القائمون على المهرجان، من أنه مهرجان ثقافي تراثي تاريخي متكامل.
حلوى مرزوقية
من البحرين جاء إلى مهرجان تاروت حسين مرزوق بأدوات صنع الحلوى الساخنة ليمتع زوار المهرجان بطريقة صنع “المرزوقية” وهى أحد أنواع الحلوى البحرينية الشهيرة، حيث يشارك لأول مرة فى مهرجان داخل السعودية، وقدم الشكر للقائمين على هذا المهرجان لإتاحة الفرصة له ولغيره بالمشاركة وتقديم خبرته كصانع حلوي محترف بأجود أنواع الحلويات البحرانية.
عجينة التاوة
وتقول حوراء المشهد، وهي من الشابات الطموحات التي ترى في العمل الحر وسيلة لكسب العيش، انها ورثت المهارة من جدتها وأمها، ومنذ صغري كنت أجلس بجانبهما وأتعلم كيف تصنع عجينة التاوة الناعمة، ومنها بدأت في مساعدتهما في العجن ووضعه على الصاج ومن ثما اكتسبت خبرة عمله بنفسي، وفي بستان تاروت أصنع التاوة بحب لزوار المكان وبكل الأنواع المعروفة.
انتاج بنات البلد
وتقول أمنه المشهد، وهي سيدة عصامية علمت نفسها بنفسها، بدأت صغيرة في المنزل، ثم امتلكت عربة في كورنيش القطيف، والآن لديها محل، أعتز بمشاركتي في مهرجان بستان تاروت وهي فرصة لي ولأخواتي في هذه المهنة نستفيد منها، ويطلع الزوار على انتاج بنات البلد.
صناعة التاوة
ويصطف حيدر آل ربح، بركن خاص بجانب أركان اخواته النساء وولده بجانبه يدرس المهنة ليصنعها مستقبلاً كوالده، وما أن أقتربنا منه وسألناه ماذا تصنع قال: أن هنا أصنع التاوة بكل أصنافه ليستمتع به الصغير والكبير ابتداءاً من التاوة السادة، وإنتهاءاً بتاوة النوتيلا، حيث لايجد صعوبة في التعامل مع العجينة فهي تطيعه كيفما يحركها.
ويضيف آل ربح إن صناعة التاوة سهلة وبسيطة وتحتاج صبر فقط حتى تظهر بلونها الذهبي الجميل ويتذوقها الزائر ويثني على طعمها الفريد.
تاوتي المقرمشة
أما شهربان أحمد الفردان فتقول انها أسست محل منذ 15 عاما واسمته “تاوتي المقرمشة” وتعمل على يديها بدون أي تدخل آلي حيث لاتحب استخدام التقنية في صنع هذا الخبز حتى يبقى على طعمة المعروف.
وتضيف أستمتع كثير وأنا أرتبه على الصاج وإن شعرت بحرارته إلا أنه ممتع كثيرا ومشاركتي في بستان تاروت فتحت لي مجال للتوسع في صناعة العديد من الأنواع الشعبية المعروفة حتى يجد زوار الفعالية كل ما يحبونه.
“درايش” وصناديق الجبيلي
أما فاضل الجبيلي فمشاركته لم تكن الأولى في بستان تاروت فهو ينتظر المناسبة كل عام ما أن تصل لركنه المسمى بحرفيات تبهرك ألوان “الدرايش” من النوافد والأبواب الذي صنعها بكل دقة، ورسم عليها حكايات مضى عليها 20 عاماً، بدءها في الرسم على الورق ثم في عمل الفلين المضغوط وقصه، حتى تحولت هوايته إلى الخشبيات منذ 11 عاماً.
رائحة الحناء تفوح
ومن أمام الركن الذي تعشقه الفتيات والنساء وقبلهن تتسارع له الأطفال لتنقش على يديها أجمل نقوش الحناء التقينا بـ الحناية جنان البدر، ولها خبرة في هذا المجال أكثر من 17 عاما، ولها مشاركات متعددة في المهرجانات، وكما تقول فإن الحناء من الفنون الجميلة التي تعتز بها العروس ليلة زفافها إضافة لقريباتها وهو جزء من زينة المراءة في المناسبات أغلب المناسبات.
طيور جزيرة تاروت
ولصور الطيور نصيب وافر ضمن الأركان الموجودة داخل المهرجان حيث يقبل عليها المشتري لجودة تصويرها والتفنن في اصطياد حركتها كما يقول لطفي أحمد البصارة، وهو مصور ومشارك للمرة الأولى بمجموعة صور التقطها في جزيرة تاروت كالدجاجة السلطانية المشهورة بتواجدها في المستنقعات والبرك العذبة مائها، وطائر الدقناش الشامي “القحافي” وهو من الطيور المهاجرة وكثير منه وفي تاروت تشاهده في موسم الهجرة والطائر الرفراف الشائع الذي يتميز بسرعته في صيد السمك.
يقول البصارة، سميت ركني باسم اخترته وهو ركن طيور جزيرة تاروت وخبرتي في تصوير الطيور منذ أكثر من 16 عاما، والمنطقة المحلية مليئة بكل الأنواع وتصويرها سهلاُ للغاية ولدي صور من دول الخليج العربي ولكن ما أعرضه في فعالية بستان تاروت هو من طيور جزيرة تاروت فقط.
خفيف وصحي
يوسف الحريري مشارك بمطعم يهتم بالأكل الصحي المعتدل الذي لايحرمك من الأكل ولا يجعل لتأنيب الضمير طريقاً إليك يقول “نحن في هذا المهرجان لدينا ركنان. الأول “ديوانية بستان تاروت”، والثاني “خفيف وصحي” وأردنا تقديم كل ما هو صحي لزور المهرجان.
صانع القهوة
وفي كل مكان من فعالية هذا لمهرجان تجد الشباب يبيعون منتوجاتهم وهذا شيء جميل أن ترى شباب البلد وشاباتها يهتمون بالعمل الحر وينجزون بإياديهم أيضاً ولا يعتمدون على العمالة ومن هه النماذج الجميلة محمد البحراني ويعمل منذ 7 سنوات في مقهى “للقهوة المقطرة” وأنواع أخرى إضافة لتقديم الحلويات المميزة العربية والغربية.
زينة المرأة
إلى جانب الحناء تقف السيدة سلمى الصالح وهي من الأسر المنتجة لتعرض منتجاتها اليدوية من الإكسسوارات الخاصة بزينة النساء حيث تهتم بأدق التفاصيل في كل ما يهم المرأة من زينة يدوية الصنع وجئت هنا لأقدم كل ما هو جميل من أجل زائرات البستان واختياري للقطع يأتي من نتاج خبرتي وتجاربي الطويلة منذ أكثر من 19 عاما، واليوم بدأت في صناعة الديكورات الشعبية.
من قلب التاريخ
“عتيك” مختلف تماماً عن “عتيق”، هكذا بدء معنا مرتضى السيهاتي ليزيل اللبس الذي يفهمه البعض عن محله وهو من الأسر المنتجة ويقول: استفدت من الزخارف الموجودة في المباني الجصية القديمة ووضعتها على علب قدمتها لزوار المهرجان مشروعي عتيك يهتم بتراث المنطقة ويقدم كل ماله صلة بالتراث كتذكار والكتيبات والبروشات فأنا أصنع الأشياء من قلب التاريخ.
مطبوعات الزجاج
أما هدى الحايكي، وهي من الأسر المنتجة حيث تحاكي الزمن بمطبوعات على الزجاج والميدليات والأقمشة والأكواب منذ 8 سنوات تقول استهوتني أكياس الناصفة فأبدعت في تصاميمها، وأنا دائما أبحث عن كل جديد ولا أرضى بأن يكون المنتج الخاص بي جزء من منتج أخر فأنا لدي بصمتي واليوم في بستان قصر تاروت عرضت كل ما هو جديد.
وتنطلق النسخة الثالثة من فعاليات مبادرة مهرجان “بستان قصر تاروت”، في الفترة من 21 إلى 28 من مارس الجاري، والتي افتتحت أبوابها للزوار في ساحة القلعة التاريخية بجزيرة تاروت مساء أمس الخميس، من الساعة التاسعة مساءً وحتى الساعة الثانية عشر صباحاً طوال فترة الانعقاد.
وتهدف الفعاليات التي تنظمها جمعية تاروت الخيرية، بالشراكة الاستراتيجية مع بلدية محافظة القطيف إلى تقديم المتعة لمختلف أفراد العائلة من خلال العديد من العناصر الترفيهية وأكثر من 60 ركناً للحرفيين والأسر المنتجة وأركان للفنون الجميلة والمرسم الحي والمسار السياحي في أجواء رمضانية مميزة.