أدمغة البشر تكبر.. والذكاء البشري يُستبدل بـ “الصناعي” دراسة أمريكية ترصد الظاهرة خلال 75 سنة
وسائل اعلام: صُبرة
في الوقت الذي تتنامى تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا عن ازدياد كبير في حجم الدماغ بين الأفراد الذين ولدوا بين ثلاثينيات وسبعينيات القرن العشرين؛ ما يمثل تحوّلًا ملحوظًا في فهمنا لتطور الدماغ البشري وآثاره المحتملة على الصحة.
وسلطت الدراسة التى نشرها موقع popular mechanics، الضوء على زيادة بنسبة 6.6% في حجم الدماغ خلال الفترة المحددة، تشمل المكونات الهيكلية المختلفة للدماغ، بما في ذلك المناطق السطحية القشرية ومناطق محددة مثل الحصين.
وأشارت هذه النتائج إلى خروج عن النظريات السابقة التي بينت انخفاض حجم الدماغ، بدلًا من التوسع التدريجي.
وأكد المؤلف الرئيس للدراسة، تشارلز ديكارلي، الطبيعة المتعددة الأوجه للعوامل التي تؤثر على حجم الدماغ. فبينما يلعب علم الوراثة دورًا محوريًّا، فإن التأثيرات الخارجية، مثل: الصحة، والديناميكيات الاجتماعية، والتغيرات الثقافية، والفرص التعليمية، تسهم أيضًا بشكل كبير. وبيَّن هذا الفهم الدقيق، التفاعل المعقد بين الاستعدادات البيولوجية والمحفزات البيئية في تشكيل نمو الدماغ البشري.
واعتمدت الدراسة على مجموعة بيانات شاملة تمتد لعدة أجيال، نشأت من دراسة مجتمعية بدأت في عام 1948. ومن خلال الاستفادة من بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الطولية التي تم جمعها بين عامي 1999 و2019، قدمت الدراسة رؤى حول التحولات الزمنية في مورفولوجيا الدماغ، خاصة بين الأفراد الذين ولدوا خلال فترة ما بعد منتصف القرن العشرين.
ومع ذلك، فإن الدراسة لا تخلو من القيود، اذ يتألف التركيب الديموغرافي لمجموعة البيانات في المقام الأول من أفراد من العرق الأبيض، مما يحد من إمكانية تعميم النتائج على نطاق أوسع من السكان. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوزيع العمري للمشاركين في وقت إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي ينحرف نحو الأفواج الأكبر سنًا، مما يستدعي الحذر في استقراء النتائج للفئات العمرية الأصغر سنًّا.
أحد الآثار الرئيسة للزيادة الملحوظة في حجم الدماغ يتعلق بدورها المحتمل في التخفيف من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والأمراض التنكسية العصبية. ومن الجدير بالذكر أن حالات مثل مرض الزهايمر أظهرت انخفاضًا ملحوظًا منذ السبعينيات، بالتزامن مع فترة تضخم الدماغ المتزايد. يؤكد هذا الارتباط أهمية قدرة احتياطي الدماغ في الوقاية من الاضطرابات العصبية في أواخر العمر.
وقد افترض ديكارلي أن هياكل الدماغ الكبيرة قد تشير إلى تعزيز نمو الدماغ ومرونته، ما يوفر آلية وقائية ضد الآثار المرضية للشيخوخة والمرض. ويؤكد مفهوم احتياطي الدماغ، الذي أوضحته نتائج الدراسة، على الطبيعة التكيفية للدماغ البشري وقدرته على التكيف مع المحفزات البيئية المتغيرة.