مصطفى أبو الرز.. إنساناً وشاعراً ومربّياً

القطيف، إعداد: جمال أبو الرحي

تحرير: ديسك صُبرة

مصطفى أبو الرز، الشاعر الفلسطيني الذي عاش في القطيف قرابة 40 عاماً، معلماً وشاعراً، وحاضراً في مجتمعها التعليمي والثقافي.. رحل قبل أيام، لكن القطيف تحفظ له الكثير من الاحترام والتبجيل. ويوم رحيله؛ تحركت المشاعر تجاه رجلٍ فاضل، نعياً ورثاءً وتأبيناً.

وفي هذا التقرير متابعة لما عبر عنه شعراء ومثقفون في المنطقة الشرقية تجاه الراحل، وتجاه رحيله..

شاعر للقطيف

الشاعر والمؤرخ عدنان العوامي، الشاعر الراحل مصطفى أبو الرز الذي عرف دوماً بحبه للقطيف بعد أن عاش فيها 40 عاماً، وكتب فيها عدداً من القصائد.

وقال العوامي لـ صبرة “رحم الله أبا حسن نعم الرجل عاش في هذه التربة أحبته وأحبها، شارك في منتدياتها مدح ورثى، ضحك وبكي، ولكن الأمر لله، ومن أعز أصدقائه وربما توفي في نفس الظروف هو عبدالله حسن الخميس “أبا علي”.

وأضاف العوامي “ما يحز في النفس أن أفاجىء بموت الإثنين دون علم، وحتى لم أوفق في حضور جنازة عبدالله “رحمه الله” لعدم وجودى في المنطقة، أما في وفاة أبو الرز فكنت موجوداً ولم أعلم، وذهبت مع أحد الإخوة للتشييع ولكننا وصلن متأخرين، رحمه الله رحمه الأبرار أبا حسن.”

وختم العوامي حديثه بعدد من الأبيات للشاعر الراحل أبا الرز جاء فيها ” تاروت ذات جمال ساحر أيقظت في الإحساس فيض مشاعر، أنى نظرن ثرى عيونك آية من حسنها أوحت خيال الشاعر، هل للشواطئ في سواك كما لها رمل بشطك لامع كخواطر، أو للنخيل وقد تعانق هائماً يحنو على ورد الربى المتناثر، والكرمة اتسقت على أغصانه كيد العروس تزينت بأساور”.

وقرأ العوامي أبياتاً من شعر الراحل مصطفى أبو الرز جاء فيها “دارين حدثي وأعيدي ذكريات من الزمان البعيد، ردد البحر ما تقولين لحناً لا علينا بذكريات الجدود، خبرينا ما قصة الأمس إلا عبرات لكل جيل جديد، من بنى هذه القلاع قديماً شامخات تريكي أسمى الجهود”.

شاعر وكاتب

وقال الشاعر زكي السالم “فجعت كما فجع الوسط الأدبي والاجتماعي فى المنطقة بوفاة الشاعر والأديب الكبير مصطفي أبو الرز “رحمه الله عليه”.

وأضاف السالم “هذا الشاعر الذي لم نر منه إلا كل جميل، شاعر مبدع وكاتب متميز وفاعل في الفعاليات الأدبية والاجتماعية والشعرية، كان له دور كبير في النهوض بالأدب والكلمة في المنطقة، وكان مثالاً للخلق الجميل والخلق الحسن، وحسن التعامل.”

وأضاف “تعرفت عليه عن قرب، والتقيت معه في أكثر من فعالية ومناسبة، حيث كان مثالاً يحتذى به في الخلق الحسن وحسن العشرة والتعامل، والقرب من الآخر والانفتاح على كل الأطياف والحالات الاجتماعية، كان يمثل الشعر العربي والفلسطيني في المنطقة، وله علاقة طيبة مع كل شعراء وأدباء الشرقية.”

وتابع” رحمه الله رحمة واسعة، وهذا التأثر الذي بدا على الجميع هو عاكس ومثال لما يتمتع به هذا الرجل من خلق وتعامل طيب، وكان أستاذاً سواء في مجاله التعليمي، أو مجاله الأدبي الشعري والنثري ومجال الكتابة”.

لا يرد طلباً

من جهته قال رئيس نادي الثلاثاء الثقافي جعفر الشايب “أعزى أسرة الفقيد المرحوم المربي الشاعر الأستاذ مصطفي أبو الرز “رحمة الله عليه” الذي كان جليسنا في العديد من البرامج والأمسيات الشعرية في المنطقة، الذي أتحفنا بالكثير من القصائد التي عبرت عن عمق مشاعره تجاه هذه المنطقة التي عاش فيها نصف عمره تقريباً، حوالي 40 عاماً قضى بينها في القطيف وكتب عنها ما لا يقل عن 20 قصيدة، حول القطيف وأدبائها وشعرائها، وحياته فيها”.

وأضاف “هذا الرجل المعطاء كان حاضراً في كل الفعاليات الأدبية وبتواضعه الجم كان لا يرد طلباً، وكان يشارك فى مختلف البرامج والفعاليات المختلفة، كان شاعراً معطاءً وأديباً متميزاً ومربياً بارزاً، عمل في العديد من الجهات التعليمية في المنطقة وخارجها، وكان متواضعاً ومحباً للجميع، الكل يحبه ويعرفه، ويتعامل معه بأريحية، وكان لا يرد طالباً في أي مشاركة سواء مناسبة وطنية او مناسبات التكريم، أو المناسبات المتعلقة في القضية الفلطينية، التي كانت تهمه كثيراً ويكتب حولها الكثير من القصائد”.

واختتم “نترحم عليه في هذه الأيام التي نفتقده فيها، ونسأل الله له المغفرة والرحمة، وأن نعمل سوياً لإبراز جهده الأدبي من خلال جمع القصائد الشعرية التي كتبها وألقاها وطبعها في كتاب على روحه، من أجل نشر هذه الثقافة والمعرفة الدبية وتكريماً وتخليداً لذكره الطيب”.

كلاسيكي مبدع

 وتقدم الصحافي فؤاد نصر الله، بخالص العزاء في وفاة الشاعر مصطفي أبو الرز سائلا العالى القدير أن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته، إنه سميع مجيب، كما تقدم بالعزاء لمحبيه فى المملكة، والمنطقة الشرقية، ومحافظة القطيف وكذلك في وطنه الغالي فلسطين.

وقال نصرالله “أبو الرز هو رجل عرفنا منه القيم النبيلة، والمشاركات الفعالة والعمل الدؤوب في المجال الثقافي والتربوي، وكان حضوره دائماً مميزاً على كافة الأصعدة وكافة المستويات، طالما أتحفنا بقصائده الوطنية سواء في وطننا السعودية وولاة أمرنا حفظهم الله، أو في وطنه الغالي فلسطين الغالية التي تعيش مأساة كبيرة هذه الأيام، ولم يحرمها من شعره، فقد كانت له قصيدة في غزة قبل شهور عدة.

وأضاف “الحديث عن شعره يطول، والحديث عن شعره المميز، الذي يمتاز رغم كلاسيكيته بإبداعه، كنت أتمنى إقامة حفل تكريم له في حياته، لكن لاتزال الفرصة متاحة لنا أن نقيم له حفلاً بعد رحيله، سواء كان حفلاً تأبينياً أو تكريمياً في أحد المنتديات المعتمدة، أو في إحدي الديوانيات الخاصة التى تعنى بالثقافة والأدب وتكريم الشعراء والأدباء.”

جزء من الجمال

أما الشاعر علي مكي الشيخ فنعاه قائلاً “أن يرحل شاعر هو أن تفقد جزءاً من جمال هذا العالم، برحيل الشاعر الإنسان مصطفي أبو الرز واقع يحزن القلب، ويجعلنا تنذوق المرارة، ولكن إيماننا بالله وهذا هو قدره.

وأضاف “شاعر من فلسطين الإباء والصمود، عشق القطيف، فعشقته أرضاً وجمالاً وإبداعاً، احتضنت شاعريته بكل عنفوانها، وكان يتغني بالقطيف دائماً، وكان يشجع شعراء القطيف، ورغم كبر سنه فقد كان يتابع قصائده لي في كل مناسبة، وكل فاعلية قطيفية.”

وتابع الشيخ “كان دائم الحضور المتواصل فى كل المناسبات وحتى وسائل التواصل فى الواتساب مع من يحتاج لمشورته في أي أمر، فقد كان دائم التشجيع للجميع، وكما يقول الشاعر محمد الحرز “لا يموت الشاعر إلا من دهشته، فالشاعر أبو الرز وقع أسمه وجماله على صفحة الجمال عبر نصوصه وقصائده ودواوينه، عاش للقطيف فوهبته كل هذا الجمال”.

واستطرد “حين تغنى لتاروت قال تاروت يا ذات الجمال الساحر، أنتي الجمال بكل فيض مشاعر، كما تغنى بالقطيف في عشرات من القصائد وأخر دواوينه أوراق شاعر يلحظ هذه اللحظة ويوثق كل ما يمر به الإنسان الشاعر الذي يستشعر الكلمة المسؤولة، وكما يقال الشاعر وثيقة حضارية ضد العدم، سيبقى خالداً في قلوب أحبائه، وفي سطور الوعي والجمال من خلال ما كتب ووثق، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.”

تواضع وإنسانية

أما الشاعر والكاتب سعود الفرج فنعاه قائلاً “فوجئنا جميعاً بنبأ رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير أبو الرز ولادة والقطيفي عاطفة، فهذا الشاعر يمتلك حساً أدبياً جميلاً، تغمره الإنسانية والتواضع والتفاؤل، مكث فى القطيف مدة ثلاثة عقود تقريباً تزيد أو تنقص، ولكن سرعان ما انخرط في المجتمع القطيفي مباشرة، لأنه رأي فيها مجتمعاً أدبياً متميزاً، ولذلك تفاعل معه الجميع بشكل كبير.”

وأضاف “عرفت الشاعر الكبير أبو الرز من خلال انخراطه ومشاركاته في المناسبات الأدبية والاجتماعية بمحافظة القطيف، ومن خلال زيارته لمجالس أهلها الخاصة أو العامة، ولذلك لا تمر مناسبة في القطيف إلا وتراه متواجداً ومشاركاً بعاطفة صادقة وتواضع جم، وهو من الأشخاص الذين تأثروا بشعر هذه المحافظة حتى قال فيها أكثر من 20 قصيدة”.

وأكمل “كانت معرفتي بهذه القامة الأدبية في إحدى المناسبات، وسرعان ما بدأنا في الحديث، وتشعر عند حديثك معه أنه شخص لا تمل من الحديث معه، تغشاه ابتسامه وتواضع جم، وتراه دائماً يسأل عن أصدقائه ويتفقدهم، عاش مصطفى أبو الرز في محافظة القطيف كأحد أبنائها، وله ذكريات جملية معها، فهو إنسان محب للأرض والإنسان، ولذلك سرعان ما اندمج مع هذا المجتمع واستطاع أن يتفاعل معه سراً وعلانية”.

وتابع “يتمتع أبو الرز بشعره العفوي، الذي لا تكلف فيه ولا غموض، وهو ما يسمى بالسهل الممتنع، لا تراه يوماً وأنت جالساً معه أن التجهم يغشاه رغم الظروف التي يمر به وذكرياته إلى بلاده فلسطين، لكنه امامك يظهر الابتسامة ولو أن في الداخل مرارة بوضع بلاده، رحم الله هذا الشاعر الذي كان لرحيله خسارة أدبية في مجتمعنا القطيفي، ولا ننسى تفاعله معنا في السراء والضراء، دائماً تراه كأحد أبناء هذه المحافظة لا يمكن أن ينسى فيها احداً، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.

واختتم الفرج “عندما طرحت عليه فكرة المشاكرة في كتاب قالو القطيف، رحب بالفكرة وأرسل لي القصيدة في نفس اليوم وأضفتها إلى الكتاب، وبعد طبعة الكتاب أرسلت له نسخة، والقصيدة جميلة جداً يتغني فيها بالأرض والإنسان، رحمه الله وادخله فسيح جناته”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×