“البدر”.. كاسر القواعد في “زمان الصمت” صانع حداثة الشعر الشعبي في السعودية

4 مايو، 2024آخر تحديث: 4 مايو، 2024

القطيف: صُبرة

ربما لم يحظَ شاعرٌ من آل سعودٍ بلمعانٍ وأضواء مثل ما لمعان الأمير بدر بن عبدالمحسن، إلا استثنينا ابن عمه الأمير الراحل عبدالله الفيصل، وشقيقه الأمير خالد الفيصل.. شعرياً.. ولكن..!

بما أن لكلِ منهم لونه؛ فإن اللون الذي ظهر فيه “البدر” كان أكثر تنوعاً من حيث الشكل والمضمون الشعري. فقد كان شاعرَ حداثةٍ مشهود له بكسر قواعد القالب العمودي، واستعمال إيقاعات عروضية مفتوحة على قصيدة التفعيلة في الشعر الشعبي، وهي سمةٌ عرفها الجمهور السعودي عبر كلماته التي غنّاها طلال المداح و بالذات.

لقد كانت أغنية “عطني المحبة” و “زمان الصمت” لطلال مداح من بوادر حداثة الشعر الشعبي في المملكة العربية السعودية، وجاءت مواكبة لحداثة الشعر الفصيح أيضاً. وعلى السياق نفسه غنّى له الكثير، من ألمعها “صوتك يناديني” و “جمرة غضى”، في شكلين تفعيليين مختلفين تماماً عمّا يعرفه السعوديون عن الشعر الشعبي.

رائد حداثة

ولذلك؛ يوصف الأمير الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود (1949 ـ 2024) بأنه “أحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية” في إشارة إلى ما بذله من “مجهودات كبيرة في وضع نصوص أدبية ذات مستوى راقٍ تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة والعالم العربي”. بحسب محرّر في “ويكيبيديا”، لكنّ الأكثر تأثيراً وعُمقاً هو ولع الشاعر الأمير بأشكال جديدة ولغة جديدة في كتابة الشعر الشعبي تحديداً.

فبقدر إمكاناته الفنية في التزام الشعر العمودي، تمكّن ـ ببراعة أيضاً ـ من كسر هذا الالتزام بدراية وحسّ دقيق، كما وظّف كلمات الشعر في تعابير مجازية حديثة جداً على الجمهور التقليدي.

زميل شعراء

يقول محرر “ويكبيديا” عنه إنه نشأ “في بيت علم وأدب، حيث كان والده محباً للعلم والأدب، كما أنه شاعر مبدع ولديه مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب، ومجلس والده مليء بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت مما كان له الأثر البالغ في حب الأمير بدر للأدب والشعر”.

وقد “درس مراحله الابتدائية بين السعودية ومصر، والمتوسطة في مدرسة الملكة فكتوريا في الإسكندرية، ودرس المرحلة الثانوية في الرياض كما درس في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية”. و “زامل بعض الشعراء الكبار في المملكة منهم: محمد العبد الله الفيصل وخالد الفيصل وخالد بن يزيد ومحمد بن أحمد السديري وعبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود وغيرهم الكثير”.

انفتاح جمعية الثقافة

حين عُيّن سنة 1973 رئيساً للجمعية السعودية للثقافة والفنون، كانت أمامه نوافذ إبداعية جديدة، خاصة أن الجمعية تبنّت تيار الحداثة، ولذلك شهدت فروع الجمعية انتعاشاتٍ متتالية في توسع هامش الحرية في المسرح والموسيقى والشعر.

إلا أن اللّمعان الذي حظي به الشاعر الشعبي الحديث؛ كان بأصوات فنانين كبار، سعوديين وعرباً، على وزن طلال المداح وعبادي الجوهر ونجاة الصغيرة وكاظم الساهر وماجد المهندس وعبدالمجيد عبدالله ونوال، وقائمة طويلة من مطربين لهم حضور واسع في العالم العربي.

اتّمت كلمات الشاعر “البدر” باللغة البيضاء القابلة للفهم عربياً، وليس خليجياً فحسب، والأهمّ أنها كانت لغة جديدة وحيوية وذات استعمالات متخيّلة ذات عمق شديد، ودلالات على تمكن الشاعر من أدواته الحديثة.

آخر ظهور

كانت أولى أمسياته هي أمسيته في نادي الاتحاد السعودي بجدة، تلاها أمسيات كثيرة في الإمارات والبحرين والرياض وفي نادي الأهلي بجدة.

فيما كانت آخر أمسياته في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” يوم الإثنين 28 شعبان 1444هـ/ 20 مارس 2023م، كما افتتح معرضه الفني الأول في السعودية بعنوان “روائع البدر”.

دواوين

ما ينقش العصفور في تمرة العذق: صدر عام 1989م.
رسالة من بدوي: صدر عام 1990م.
لوحة ربما قصيدة: صدر عام 1996م.
ومض: صدر عام 2010م.
الأعمال الشعرية صدرت تزامناً مع معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2022م. وضمت خمسة دواوين هي: هام السحب، وشهد الحروف، ورسالة من بدوي، وما ينقش العصفور في تمرة العذق، ولوحة.. ربما قصيدة.