القطيف تستضيف أكثر من 200 طائر مهاجر في السنة في اليوم العالمي للطيور المهاجرة
الدمام: صبرة
من بين 280 نوعاً من الطيور المهاجرة العابرة لحدود المملكة العربية السعودية، هناك أكثر من 200 نوع تمرّ من سماء محافظة القطيف، ويحط بعضها في شواطئها ومناطقها الريفية، فضلاً عن التجمعات المائية المنعزلة.
كما أن الأنواع الأخرى جزء منها يهاجر عبر سواحل البحر الأحمر، فيما تمرّ أسراب من الطيور الكبيرة وسط المملكة، لأن لديها قدرة على التحمل في التحليق لمسافات طويلة جداً بلا توقف.
وفي اليوم العالمي للطيور المهاجرة، يوضح الباحث البيئي محمد الزاير أن موقع القطيف من الساحل؛ سهّل جعلها محطة من محطات الهجرة الآتية من شمال الكرة الأرضية إلى مناطق جنوبية. ويقول إن أشهر الطيور التي عُرفت القطيف بأنها أحد محطاتها هو طائر الوروار الأوروبي الذي يعرفه الراصدون جيداً.
لكن الزاير يرى أن هناك طائراً معروفاً لدى الصيادين، وذلك لأنه هدف لهم، وهو القمري.
الوروار الأوروبي
القمري
وتزداد الحاجة إلى أهمية التوعية بالدور الحيوي الذي تلعبه الطيور المهاجرة في تحقيق التوازن البيئي بما له من فوائد اقتصادية وصحية كبيرة، خاصة والمملكة العربية السعودية تعتبر من أهم مسارات الطيور المهاجرة في العالم، حيث تستقبل سنويا مئات الآلاف من تلك الطيور.
مناسبة دولية
وقد بدأ الإحتفاء باليوم العالمي للطيور المهاجرة في 2006 بتنسيق من هيئة الأمم المتحدة للبيئة، كمناسبة دولية يحتفل بها مرتين سنويا، للحفاظ على الطيور المهاجرة في العالم، فيتزامن الاحتفال به في شهري مايو وأكتوبر من كل عام، وهي الأوقات التي تبدأ الطيور هجرتها بها بالتزامن مع اقتراب فصلي الصيف والشتاء. ويعد هذا اليوم بمثابة حملة توعية سنوية تؤكد على الحاجة إلى الحفاظ على الطيور المهاجرة ويسلط الضوء على التهديدات التي تواجه الطيور عند الهجرة ومن أخطرها التلوث وتأثيره في تغير المناخ، حيث يؤدي الارتفاع السريع في درجات حرارة الأرض إلى تقلص في أحجام الطيور المهاجرة، إضافة إلى ازدياد طول أجنحة البعض منها كوسيلة للتأقلم والصمود أمام التغييرات في درجات الحرارة.
الهدهد
أهمية كبيرة
وفيما تعد التقلبات المناخية إلى جانب البحث عن الطعام من أهم العوامل التي تدفع الطيور للهجرة من مكانٍ لآخر، فإن عملية البحث عن الطعام هذه لها أهمية كبيرة في تحقيق التوازن البيئي من خلال تغذية العديد من الطيور المهاجرة على الحشرات والقوارض مما يساعد في الحد من اعداد تلك القوارض ومنعها من التكاثر بشكل مفرط ، كما تزداد أهمية الطيور المهاجرة من الناحية الاقتصادية كون بعض أنواعها تفيد المزارعين في مكافحة الحشرات الضارة بالنباتات والمحاصيل الزراعية ، أيضا فإن الطيور المهاجرة تساهم في دعم السياحة البيئية خاصة في المملكة التي تتمتع بموقع إستراتيجي في خريطة العالم وتملك شواطىء ممتدة تعتبر من الموائل المائية التي تلجأ إليها الطيور المهاجرة.
عصفور التين
معبر مهم
تقع المملكة بين ثلاث قارات (أسيا وافريقيا وأوروبا) مشكلة جسرا برياً ومعبراً مهما للطيور خلال هجرتها الموسمية بين مناطق التكاثر في أوروبا ووسط آسيا ومناطق التشتية في افريقيا.
هذا الموقع ومحاذاتها للبحر الأحمر والخليج العربي منح المملكة بيئات فريدة برية وبحرية تحتضن أنواعاً عديدة من الطيور، وصل عددها إلى 499 نوعاً من الطيور، منها 219 نوعاً متكاثراً و280 نوعاً مهاجراً، بحسب ما نشرته مجلة “الحياة الفطرية” في عددها الأخير، وهي مجلة تصدر عن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.
وتقول المجلة إن من بين هذه الأنواع؛ هناك 27 نوعاً مهدداً عالمياً بالانقراض. كما تحتضن المملكة 13 نوعاً من الطيور المتوطنة وشبه المتوطنة لشبه الجزيرة العربية، منها نوع واحد فقط متوطن، هو العقعق العسيري Pica asirensis.
معظم هذه الطيور المتوطنة تنتشر في جبال السروات جنوب غرب المملكة. وباقي الطيور موزعة على البيئات الطبيعية المتنوعة من صحارى وجبال وشواطئ على الساحلين الشرقي والغربي والجزر المرجانية ومياه الصرف الصحي المعالجة والمناطق الزراعية.
كما تضم المناطق الرطبة في المملكة نسبة كبيرة من الطيور التي تعيش عادة في سواحل القطب الشمالي وتتغذى على المسطحات الطينية في ساحل الخليج العربي وامتداد ساحل البحر الأحمر.
وعلى الرغم من تنوع الطيور في المملكة إلا أن كثافتها قليلة بسبب أن معظم مناطق المملكة صحراوية وجافة، كما أن البيئات الطبيعية في المملكة تدعم سنوياً 27 مليون زوج من الطيور المختلفة.
الصفاري
تقطع المملكة عدة مسارات هجرة للطيور منها:
- مسار هجرة البحر الأسود – البحر المتوسط، ويضم معظم الجوارح المهاجرة والطيور المغردة
- مسار هجرة شرق آسيا شرق افريقيا، ويضم كافة الطيور المائية المهاجرة.
جهود مستمرة
يذكر أن المملكة تبذل جهودا كبيرة للمحافظة على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية، والتعريف بأهمية الطيور المهاجرة ودورها في النظام البيئي، حيث تعد المملكة عضواً في معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية، وعضواً في اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من مجموعة الحيوان والنباتات الفطرية، وعضواً في اتفاقية التنوع الأحيائي، كما أن سواحل المملكة تمتاز بتضاريس طبيعية متنوعة تضم كثيراً من البيئات الرملية والطينية والصخرية، التي تشكل محطة لعبور أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة على مدار العام.
الصرد الرمادي
البط الخضاري