حادث الدكتورة “عزيزة” يُجدد المطالبة بتعديل “مناوبة الـ 24” الأطباء يرثونها بشرح المعاناة وتذكير "الصحة" بحقوق "البدن"

إكس: صبرة

تعددت الأسباب والموت واحد، مقولة عرفناها وكررناها ونؤمن بها، لكن الأمر هذه المرة يختلف قليلاً حيث أن السبب لم يختلف كثيراً ولكنه يعد شبه مشترك.

هذا ما أكده بعض الممارسين الصحيين من أطباء ومتخصصين، تعقيباً على حادث طبيبة سعودية تدعى عزيزة فطاني، توفيت قبل أيام بعد العودة من عملها، حيث كانت قد أنهت مناوبة مدتها 24 ساعة في قسم العناية المركزة لحديثي الولادة بأحد مستشفيات مدينة جدة، قبل قيادة سيارتها وتعرضها لحادث مروري، أسفر عن وفاتها.

على ما يبدو أن حادث فطاني جاء ليفتح باب المشاركة بشأن طول مدة المناوبات وتأثيرها على الممارسين الصحيين، ساردين قصصهم حول هذا الأمر.

رافقت تغريدات العزاء على فقدان الطبيبة، قصص أخرى لحوادث كان سببها طول مدة المناوبة، كما جاء على لسان أصحابها وتنقلها لكم صبرة في تغريدات:

تقول أسيل تعليقاً على حادث فطاني “بالنسبة لكم مجرد حادث لكن بالنسبة لنا هذي حياتنا، أنا ممرضة وأعمل بنظام المناوبات، وبعد دوام 112 ساعة تعرضت إلى حادث سير عام 2021م، وبرحمة الله كتب لي عمر جديد، عانيت من صعوبة المشي طوال 6 أشهر، ومررت بحالة اكتئاب، وتم رفض إعفائي من دوام الجمعة “يوم وقوع الحادث” متجاهلين PSTD اللي درسوها لنا، وكان مبرر الرفض “أنتي ممرضة وهذا نظام العمل عالمياً”.

وأضافت أسيل “أتمنى إعادة النظر في ساعات عمل المناوبات للكوادر الصحية، نظام الـ 12 ساعة للتمريض وغيرهم، و الـ 24 ساعة للأطباء، حياتنا معرضة للخطر يوميًا”.

واختتمت “سلامة المريض أولوية وحتى سلامة الممارس الصحي، المريض ما يحتاج شخص مُرهق ومتعب يعتني به، وكذلك الموظف ما يبغى يكره عمله ويقصر في الأمانة”.

من جهة أخرى قال جراح الأعصاب محمد جوهري “رحم الله عزيزة فطاني وأسكنها فسيح جناته وصبّر أهلها وجمعهم وإياها عند حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم، لم يكن الأمر يستدعي وفاة زميلة لنا حتى نتحدث عن مخاطر نظام المناوبات الذي يعاني منه الأطباء، والضغط الذي يشكله الزملاء على بعضهم بتفانيهم وتماديهم في ساعات العمل.”

وقالت طبيبة الأطفال روان عسيري “لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لاحياة لمن تنادي، سيناريو يتكرر كل فترة والعذر هو عندنا نقص في الكوادر الصحية، طيب إذا مو خايفين على حياتنا خافوا على المرضى على الأقل، أنا وغيري لسنا آمنين على المرضى بعد 24 ساعة مناوبة صاحيين فيها ما نمنا.”

فيما قال جراح التجميل عبدالله العلوان “شخصيًا مقتنع لو المناوبة بس 24 ساعة، الموضوع مو بس مناوبة 24 ساعة؛ وصلنا إلى مرحلة إذا طلعت اليوم الثاني بعد الظهر قبل نهاية الدوام لكونك متعب اللي هو حق كفلته لك الهيئة، فأنت مقصر و متساهل بالعمل، و إنسان غير حريص و تفرط بفرصة إنك تتعلم، ما فيه أحد يتعلم و هو صار له 30 ساعة مواصل”.

وأضاف “لا أعرف عزيزة فطاني شخصيًا و لكن الموضوع لامسنا جميعًا، لأننا نعرف إن ما أصابها ممكن في يوم من الأيام يحدث لأي شخص.”

إلى جانب الشكوى، جاءت التغريدة المؤثرة من والد الطبيبة الراحلة، محمد فطاني، الذي قال عن ابنته ناعياً “كنت أيقظها كل صباح واستودعها الله وربي خير حافظ وخير مستودع، رحم الله بسمة وقلب صادق كانت دائما تدخل السرور إلى قلبي، رحلت ولحقت بوالدتها عند الرفيق الأعلى ربي ارحمها واسكنهما الجنة”.