في الضاحية .. نحن ضيوف الشاحنات والعمالة تتلصص على بيوتنا
«من أمن العقوبة أساء الأدب» بهذه الجملة سأبدأ أنا المواطن علي محمد حمد بوشهاب، بسرد حكايتي مع من تجاوز حدود القانون والنظام، وذهب يتلصص بنظراته داخل فناء منازلنا، ومعرضاً يومياً بعجلات شاحناته الكبيرة حياتنا للخطر المميت.
في عام 1436 هـ سكنتُ أنا وعائلتي في ضاحية الملك فهد بمحافظة البيضاء. في البداية كان كل شيءٍ يسير عادياً شأننا شأن كل الأحياء السكنية، ولكن خلال السنوات الأخيرة بدأ تشييد المباني السكنية والعمارات يزداد يوماً بعد يوم، حتى تفاجأنا بتخصيص عمارتين سكنيتين لعمال من جنسيات مختلفة آسيوية وأفريقية وعربية وغيرها، ناهيك عن عزابٍ سعوديين كذلك.
مضايقات
المشكلة لم تكن هنا فقط سكن يضم أعداداً كبيرة من عُزاّب مختلفي الجنسيات؛ بل إن المنطقة المحيطة بهذين العقارين تحولت لشبه منطقة صناعية مليئة بالنفايات المكدسة بقايا طعام، ومعدات الصيانة التالفة والزيوت، والشاحنات بأحجامها المتنوعة تغزو الشارع كأنها ملكٌ لها لوحدها دون تنظيم ولا مراعاة للساكنين العوائل، ناهيك عن روائح محركاتها التي لا تهدأ منذ ساعات الصباح الأولى حتى مغيب الشمس.
خضرية…؟
المظهر العام للحي لا يوحي أبداً أننا وسط حي سكني به مجموعة كبيرة من العوائل، فالشارع ملطخ بزيوت المحركات، والديزل، كما أنه تهالك وتشقق وأصبح غير آمن، حتى أننا أصبحنا نشبه هذا الحي بـ” الخضرية”، لكثرة ما به من خردوات وبقايا معدات ثقيلة.
مسؤولية من؟
وهنا يحق لي السؤال .. هذه العمالة الوافدة المتنوعة التي تسكن هذه العقارات بجانب سككنا العائلي مسؤولية من؟ شركاتها أو مؤسساتها أو مصانعها؛ أليس من المفترض أن تخصص لهم مبانٍ سكنية أو يستأجر هؤلاء الموظفون سكناً خاصاً بهم في أماكن بعيدة عن الأحياء السكنية، لكن ما نراه تجمعات من العمالة العزاب في نفس المنطقة السكنية.
تسكع مخيف
وبالمساء يتسكع عدد كبير من العُزاب في مداخل هذه العقارات والساحات الملاصقة لها، بشكلٍ لافت، ينظرون للمارة من الأطفال والنساء بشكلٍ مخيف غير آبهين بالعواقب؛ يصرخون في وجه أي كبير في السن يخاطبهم بأدبٍ مسدي لهم نصيحة، وأنا بمثلي سني حيث أبلغ من العمر 60 عاماً لم أسلم من قلة احترامهم ولسانهم الطويل.
صاحب العقار
النصيحة والكلام اللبق لم يُجديا نفعاً، ذهبت بنفسي لصاحب العقار وخاطبته كما خاطبتهم بلين وحسن خلق، قابلني برد صادم أن ما نتعرض له نحن سكان هذا الحي لا شأن له، ولا يعنيه، مع أنه يعلم علم اليقين أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد أوصت بعدم سكن العزاب بجوار مساكن العوائل.
عيون تتلصص
ولأن هذه العقارات تطل نوافذها على فناء منازلنا، وثقت إحدى بناتي صورة رجل من الجنسية الباكستانية بكاميرة جوالها، وهو ينظر نحو فناء منزلي ليلاً ونظراته لا تفارق أفراد أسرتي الذين يستمتعون بوقتهم، الأمر الذي جعل أفراد أسرتي لا يأمنون بالجلوس في الفناء خوفاً من تلصص العيون الغريبة.