في سنابس.. الراشد يوصي بمنح الأبناء بداية تربوية إيجابية
سنابس: صبرة
أوصى الاختصاصي النفسي ناصر الراشد بضرورة منح الأبناء بدايات تربوية إيجابية، توفر لهم فرص نمو؛ روحية، معرفية، نفسية، اجتماعية، بالتوقف عن تعريضهم منذ الطفولة إلى الخبرات التربوية الضارة، وكذلك البُعد عن الدخول معهم في نقاشات غير متكافئة، تؤثر على نفسية الطفل مدى الحياة، منوهًا أن 75% من سمات الشخصية للإنسان تتشكل في الخمس سنوات من عمره.
جاء ذلك في محاضرة “كيف نربي أبناؤنا” التي قدمها ناصر الراشد، في مقر جمعية البر الخيرية بسنابس.
ودعا الراشد إلى تحمل المسؤولية التربوية للأبناء، والعمل المشترك بين الوالدين لمعرفة الثقافة التربوية التي يحتاجها الفرد كمربي، بوضع أهداف واضحة تعزز تنمية المشاعر والسلوكيات بأسلوب تربوي إيجابي يستثمر نقاط القوة للأبناء، ويستطيعون بها الوعي بالمتغيرات النفسية، والتربوية، والاجتماعية التي يتعرضون لها خلال مراحلهم العمرية.
وانتقد غياب الأهداف التربوية الواضحة لتربية الأبناء، وانتظار ظهور السلوك غير المرغوب عند الأبناء، وبعدها يسعى الوالدين إلى تغييره، وذلك نتيجة غياب المعرفة بالثقافة التربوية التي يحتاجها الوالدين كمربين، وتؤخر في تشخيص المشاكل بصورة صحيحة التي يعانون منها وتكون في أغلبها عدم امتثال الأولاد لأوامر الوالدين بسبب غياب التواصل الفعّال بينهم.
وحدد الغايات التي يسعى إليها الفرد من تربية الأبناء، حيث تتفرع إلى ثلاث غايات، تبدأ بالأصالة الأخلاقية التي تنعكس في ضبط الانفعالات والقدرة على محبة الآخرين، مع وجود غاية تأسيس عائلة متماسكة وسعيدة يستمد منها الإنسان تجاربه الأخلاقية، وأخيرًا تقديم الفائدة للمجتمع من خلال المواهب والأمكانيات التي يتمتع بها الفرد، لافتًا إلى أن الحب يشكل القوة الحقيقية التي تدفعنا نحو تحقيق هذه الغايات.
وطالب الوالدين بتقديم نموذج تربوي سوي جيد للأبناء الذي يمنح القيم والمهارات التي تجنبه الوقوع في فجوة معرفية فيما بينهم، وعدم تعريضه لأي من الأذى النفسي الذي ينعكس سلبًا ويتحول إلى خبرات سلبية مستقبلًا.
وأكد على أثر دور المرأة الجوهري في حياة الطفل، وأن يكون لها دورًا حاسمًا في العملية التربوية وتكوين شخصيته ويأخذ منها القيم والمهارات بصورة مباشرة، ويستمر معه خلال مراحله العمرية، ويصل أثره في نفس الطفل بنسبة 85%، أما الرجل 15%، مضيفًا أن وراء كل رجل امرأة تحبه قد تكون؛ أم، زوجة، أخت.