آثار القطيف في دليل هيئة التراث

زخارف جصية و رياش تزين آثار القطيف و دارين و تاروت و الرفيعة و جاوان

القطيف: صبرة

تحتلُّ القطيف موقعاً مهمّاً على الصعيد التاريخي والأثري، وتضمّ مساحتها الكثير من المعالم التي تشير إلى ذلك وتدل عليه. وفي الإصدار الذي نشرته هيئة التراث عن أهم المعالم الأثرية في المنطقة الشرقية؛ هناك العديد من النماذج الأثرية.

وفي هذا التقرير عرضٌ عام لأهم ما عرضه الإصدار عن آثار القطيف.

وسط القطيف

حي القلعة وسط مدينة القطيف في المنطقة الشرقية، تم بناؤه في فترة القرن الثاني عشر الهجري. وتمتاز منازل حي القلعة ببنائها من أحجار البحر والجص، حيث إن طراز البناء كان باتباع أسلوب يُعرف بـ “السافات”، وتتكون معظم أبنية الحي من طابقين أو ثلاثة.

كان أغلب من يملك البيوت ذات الثلاثة طوابق هم التُجّار وذوو الدّخل العالي، الّذين كانوا يزيدون منازلهم الفاخرة رفاهة، فكانت جدرانها مليئة بالزخرفة من الأقواس والزخارف الجصية، والرياش الفاخر، والأثاث الثمين، والمعلّقات المتنوعة ذات القيمة العالية، بل كان درج بعض البيوت صخوراً منحوتة ملساء كالرخام.

حمام أبو لوزة

يقع في سيحة البحاري الزراعية غرب قرية الخباقة بجانب نخيل ومزارع بلدة القديح؛ وهو حمام ذو مياه كبريتية معدنية.

يرجع تاريخ إنشائه الأول إلى ما قبل القرن السادس الهجري؛ وتم تجديده وأضيف له عدد من الملاحق.

في عهد الدولة السعودية الثانية تم تجديده في عام 1281هـ، من الحجارة والطين والجص، ويحتوي الحمام على قسم للرجال وآخر للنساء.

يوجد في قسم الرجال غرفة ذات شكل مستطيل تقع بمحاذاة نبع العين، وتعلو النبع الرئيس قبَة نصف دائرية مدببة، وفي أعلاها فتحات للإضاءة، وداخل غرفة النبع مدرجات تُسمى الجلوف وهي مكان خاص بالاستراحة في وقت السباحة.

عين جاوان

موقع عين جاوان، الأثري في الركن الشمالي الغربي من خليج تاروت شمال مدينة القطيف، من المواقع الأثرية المهمة التي عثر فيها على آثار استيطان امتد من القرن الخامس قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي.

وبحكم الموقع الاستراتيجي لهذا الموقع فقد كان موطناً لعدد من الحضارات وممراً للأنشطة التجارية ومركزاً للتبادل التجاري والأنشطة الاقتصادية، كما يكثر في الموقع الهضاب الصخرية التي تشكل ظاهرة طبيعية ملحوظة أسهمت في العثور على نقوش وكتابات أثرية تدل على الاستيطان الممتد في هذه المنطقة.

ويحوي المتحف الوطني بالرياض على مجموعة فريدة من القطع الأثرية من هذا الموقع تحديداً كان أبرزها مجوهرات تم اكتشافها في ضريح كبير بالموقع، إضافة إلى عدد من النقوش والفخار واللقى الأثرية الأخرى.

ويعد موقع عين جاوان من أكبر المواقع الأثرية في المملكة حيث تقدر مساحته الإجمالية بحوالي 200 هكتار؛ ونظراً لكبر مساحة الموقع وأهميته بوصفه نقطة قريبة من ساحل البحر يرجح أن الموقع ربما كان مستوطنة بلبانة Bilbana التي رسمت في خريطة بطليموس، بينما ذكر الموقع في المصادر العربية باسم الجونين أو الجونان.

ويتكون الموقع من مستوطنة أثرية واسعة، يظهر فوق سطحها بقايا رؤوس جدران مبنية بالحجارة الجيرية، والطين، ومغطاة بطبقة لياسة جصية بيضاء.

في حين ينتشر بالموقع سلسلة من المدافن التلالية، وهي مدافن تتسم بصغر حجمها قياساً بمثيلاتها في موقع مدافن الظهران، وعين السيح بالمنطقة الشرقية.

قلعة تاروت

تقع شمال غرب حي الديرة على تل تاروت وسط جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، وقد شكلت حصناً منيعاً لصد أي هجوم خارجي، و شيدت في موقع عثر فيه على آثار تعود لفترة حضارة العبيد الثانية (4000-4300 ق.م)، وكذلك آثار تعود لفترة بار العائدة لعصر حضارة دلمون (الألف الثالث قبل الميلاد).

أما القلعة الحالية فمن المرجّح أنها كانت إحدى قلاع الدولة العيونية 469 – 639هـ، ولا شك أنها شُيدت فوق مبان قديمة تعود إلى الفترات التاريخية سالفة الذكر.

وقد ذكرت القلعة في الوثائق التاريخية البرتغالية، فبعد أن سقطت دولة المماليك في مصر والشام والحجاز سنة 923هـ، وعندما سيطر البرتغاليون على بعض الموانئ في الخليج العربي، وصلوا إلى تاروت وقاموا بترميم | في المحرم سنة 951هـ. وتتكون القلعة من بناء غير منتظم الشكل أقرب ما يكون إلى الشكل المثلث وعلى زواياه ثلاثة أبراج، إثنان إسطوانيان والثالي مخروطي.

تم تصميمها بشكل مميز، إذ أن شكلها يتناغم مع التضاريس الطبيعية للتلة التي بنيت فوقها، وهذا الأسلوب في البناء المتماشي مع طبيعة التضاريس يشبه أسلوب البناء البرتغالي المتبع في القلاع العمانية غير منضبطة الشكل، وتتوسط فناء القلعة بئر عميقة، وهي محاطة بسور عريض مشيد بالطين والجص، وحجارة الفروش، والمونة الطينية اللزجة غير المحروقة.

وقد أُتُخِذَت القلعة في السابق لتحصين الجنود وتخزين العتاد، وكان فيها مقر أو مكتب للحاكم إلى جانب بئر الماء التي تتوسط القلعة والتي يُعتقد أنها كانت تستخدم لتخزين المؤونة في فترات الحصار، وكان الجنود يتزودون منها بالماء إلى جانب التمور.

مدافن الرفيعة

في موقع الرفيعة جنوب شرقي مدينة تاروت، وعلى مسافة 1.5 كم منها، ومسافة 2 كم من ساحل جزيرة تاروت الشرقي، كشفت الأعمال الاستكشافية عن بقايا آثار استيطان قديم وبقايا مدافن تلالية قديمة مدفونة تحت الرمال، عُثر فيها على مجموعة من الأواني الفخارية المميزة، وأوانٍ مصنوعة من الحجر الصابوني، ومما يشير إلى وجود ورش محلية لصناعة هذا النوع من الأواني.

وأظهرت دراسة المادة الأثرية المكتشفة بالموقع أنها تعود إلى الفترة ما بين الألف الثالث والألف الأول قبل الميلاد، واستمر الاستيطان فيه حتى القرن الثالث الميلادي.

كما عثر في الموقع على جرار مصنوعة من عجينة فخارية بطريقة جميلة متقنة تدل على التأثر بحضارة جمدة نصر في بلاد الرافدين.

وسط دارين

تقع دارين على ضفاف الخليج العربي، وكانت من أهم مراكز مملكة دلون، كما أنها كانت مركز تجارة اللؤلؤ، حيث كان بها ميناء دارين الذي ترد إليه بضائع المسك والعطور والسيوف، والمنسوجات، والتوابل من الهند، وكذلك البخور والأحجار الكريمة والعاج ، والخشب الفاخر، وكانت تأتي المنسوجات الحريرية من الصين، والبضائع العربية كاللبان، والتمر والعاج من الساحل الشرقي الأفريقي.

وتشكل المباني التراثية في وسط دارين ما نسبته 12% من مباني المنطقة، ومعظمها مهجور ومتهدم، ويدل وجود زخارف جصية جميلة فوق أحد المباني السكنية التراثية؛ على غنى وجمال التشكيل المعماري السابق فيها، ويظهر أن النسبة الغالبة من المباني تتشكل من طابقين، يليها المباني ذات الطابق الواحد، وأما المباني المكونة من ثلاثة طوابق فهي قليلة.

ولقد استُخدم في بنائها الحجر الذي كان يجلبه السكان من البحر إضافة للطين وجذوع النخل، والشندل.

مبنى مطار دارين

محطة دارين الجوّية تقع في دارين جنوب غرب جزيرة تاروت ولا يوجد تاريخ دقيق لزمن بناء المطار تحديداً، ولكن يُرجّح بأنه قد أُنشئ في عام 1329ھ/1912-1911م خلال الحرب العالمية الأولى، وهو مطار عسكري ويعتبر أقدم وأول مطار في تاريخ السعودية، وأول مطار في الخليج العربي بعد مطار المنامة بالبحرين، وكانت تهبط طائرة أسبوعياً آتيةً من مطار القضيبية الواقع في المنامة.

وقد توقف العمل فيه في عام 1932م وهجر كلياً في عام 1939م، ولم يتبق منه سوى غرفة مستودع الوقود، وهي منعزلة عن المبنى والمدرج الذي كان يبعد مسافة 600 متر عن ساحل البحر.

مركز زوار دارين

بيت فتحي البنعلي أو مركز زوار دارين، يبلغ عمر البيت ما يربو على 200 عام، إذ اجتهد البنعلي على ترميمه والمحافظة عليه.

والبيت مربع الشكل ويعتبر نموذجاً جميلاً للمباني التراثية في دارين من حيث شكله الخارجي المزين بالبروزات الحجرية التي تعلو واجهتيه وفي طرفه برج قديم -تمت المحافظة عليه بشكله الخارجي – من الحجارة غير المهذبة.

يوجد في أعلى الواجهة تشكيلات متماثلة من الشرانيف وللبيت بابان صغيران وبوابة مربعة متسعة وحالته الإنشائية ممتازة حيث تم ترميمه عدة مرات، واعتمد مركزاً للزوار حيث يوجد به متحف صغير.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×