مسلسل خيوط المعازيب بين القديم والحديث
عبد الله حسين اليوسف
شاهدت هذا المسلسل بعد شهر رمضان المبارك، رغم أني شاهدت مقاطع صغيرة، وكذلك قرأت مقالات كثيرة حوله ورأيت التجاذب بين من يمدح أو يذم أو يرى فيه نقصاً أو إضافة معلومة مفيدة أو من أعجب باللهجة الأحسائية، وأصبحت أيقونة مقبولة لدى المتابعين وكأنها اختراع جديد في عالم اللغة الفنية حتى منصة شاهد التي تعرض المسلسلات والأفلام والبرامج الحصرية
تقوم بعرضه مع ترجمة بعض الكلمات باللغة العربية الفصحى الدارجة والمعروفة.
البعض أعجب بأدق التفاصيل التي احتواها المسلسل من المنازل والحارة واللباس والحرف التي تم عرضها بشكل عابر أو ما تقتضيه المشاهد.
فأخذ يتابع الفن والديكور والتفاصيل الواردة في المسلسل والبعض اهتم بالحالة الاجتماعية والعادات والعلاقة بين أفراد المجتمع، والأفراد التي تأتي إلى الأحساء الحبيبة للعمل وطلب الرزق أو التجارة .
والبعض الآخر أخذ يركز على الهجرة من الأحساء إلى الظهران وبداية العمل في أرامكو وكيف عكس ذلك على التطور في التقريب والاحتكاك والتعليم وكيف انعكس على واقع الحياة وأيضا العمل في المناطق الأخرى، وكيف كانت التجارة والتبادل في استيراد وتصدير السلع من إنتاج زراعي وخصوصا السلعة التي روج لها المسلسل، مثل البشت الحساوي ذات العمق التراثي والتصاميم المستوحاة من البيئة زخرفةً وديكوراً من إنتاج وحياكة وخياطة بأنامل وأيادي أبناء البلد، وكان ينتج في مجالس المعازيب التي جسد فيها الخير والشر والطيبة والمكر، وكيف جعل الخير والشر والصفات الأخرى تدور في المسلسل، ولكن أخلاق وصفات بعض الممثلين الذين جسدوا خلق الطيبة والمحبة والتعاون، وبذل الجهد في نشر المحبة وكيف يتعاون الصغير والكبير والمرأة والطفلة والبنت.
وكل فرد يرى في الأسرة حياة، وتم التركيز على بناء الأسرة وعلاقة البناء بها وكيف الأم تزرع محبة الأبناء حتى لو تسعى إلى العلاج للحصول على مولود باستخدام بعض التصرفات والعادات والتعلق بحبل النجاة حتى لو كان سرابا لا ينفع ولا يضر، مثل: ضم واحتضان النخلة التي ترمز إلى أهل الأحساء الحبيبة. هي كل شئ وفيها الغذاء ويستخدم ما ينتج منها في سكنه وحياته اليومية.
المسلسل أعطى صورة مصغرة ونظر على حرفة إنتاج البشت ولم يغط الحرف الأخرى التي اشتهرت، أو الإنتاج الزراعي لكنه ترك الباب مفتوحا إلى إنتاج مسلسل آخر وفكرة جديدة.
وكيف دور أهل الأحساء في رسم ودعم تثبيت الإسلام ونشره خارج حدود المنطقة وكيف كانت محورا اقتصاديا، وتطور وانتشار أهلها في العالم وأخذ أبناءها في صنع بصمة واضحة، وكلما فتح المجال لها سوف ترى المزيد. علينا متابعة تطوير الحياة الاجتماعية ودعم الأسرة والمجتمع في ترسيخ القيم الأخلاقية والمحافظة على مبادئ وتعاليم الإسلام، فيصبح المواطن صالحا في رفع راية الوطن في كل محفل على أي أرض وتحت كل سماء.
علينا قراءة أحداث المسلسل وأنه مسلسل مناسب إلى الأسرة الخليجية والتي كانت تحتاج مسلسلات مثل (درب الزلق) وغيرها حيث أصبحت كل حكمة أو تصرف مثالا يذكر إلى اليوم.
وكانت لها عشاقا كأنه إنتاج اليوم وليس من قبل سنوات عدة.
علينا انتظار مسلسل آخر وقصة أخرى من أرض الأحساء الحبيبة.