في بر سنابس..الراشد يفصّل طرق السعادة وأسوار البيوت
سنابس: صبرة
نظم مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية محاضرة تثقيفية تحت عنوان “السعادة داخل أسوار البيوت”، قدّمها الاختصاصي النفسي ناصر الراشد، في قاعة المحاضرات بمقر جمعية البر.
استهدفت المحاضرة ما يقرب من 35 شخصًا من المتزوجين والمتزوجات، والمقبلين والمقبلات على الزواج، بهدف التثقيف بالشؤون والقضايا الأسرية، والتوعوية بالأساليب الصحيحة لتخطي المشاكل الزوجية والأسرية داخل أسوار البيوت التي يكون لها انعكاس بشكل مباشر وغير مباشر على التعاملات الاجتماعية لأفراد العائلة.
وتطرق الاختصاصي النفسي ناصر الراشد في محاضرته إلى عدة أبحاث ودراسات اجتماعية تؤكد أن 75% من شخصية الإنسان تتكوّن في البيئة الأسرية، وعليها يتم تحديد ملامحها، والمهارات التي اكتسبها من الخبرات التربوية، التي تكون بمثابة خارطة طريق ترسم معالم مستقبله بمزيج من المكونات التي تشكل شخصية الفرد الطبيعية بما تحمل من؛ الدوافع، العادات، الميول، العواطف، الآراء، العقائد والأفكار، الاستعدادات والقدرات، المشاعر والأحاسيس، والسمات.
وبيّن أنّ عامل اﻟوراﺛﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣلة ﯾودع ﻓﻲ اﻟﻧﺳل الإنساني ﺻﻔﺎت ﻣﺷﺎﺑهة ﻟﺻﻔﺎت اﻷﺑوﯾن وخصائصهما، حيث إنّه من الممكن وجود تشابه بين الوالدين وأبنائهم بسبب التشابه في الجينات، وبالتالي يكون لديهم نفس الطباع والسلوكيات، التي ﺗؤﺛر في ﺗﮐوﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺛل؛ اﻟﻌﺟﻟﺔ، اﻟﺑرود، اﻟﮐرم، الجدﯾﺔ، اﻟدﻋﺎﺑﺔ، البخل، الشجاعة، الصدق وغيرها من الصفات الأخلاقية.
كما تطرق إلى مدى تأثير البيئة في نمو خصائص شخصية الطفل، حيث إنّ تربية الطفل في بيئةٍ من الصراعات والخلافات قد تودي به إلى المشاكل، ومن الممكن أن يصبح أكثر انعزالاً، أو أن تحرك شخصيته الصراعات مع تقدمه في السن، كما إنّ وجوده في أسرةٍ غير منتظمة سلوكيًا، يجعله يواجه العديد من المشاكل ويكون مندفعًا أكثر من الطفل الذي ينمو في أسرةٍ مترابطة.
أهمية الأسرة
وأكدّ الراشد على دور الأسرة في بناء الخط الاجتماعي الأول في تشكيل شخصية الفرد، لما تقدمه له من الداعم للحياة العاطفية والنفسية، معتبرًا إنّ الأسرة سياقًا حاسمًا على تكوين الهوية والتكيّف الشخصي، كما أنه يلعب دورًا حيوياً في الصحة العقلية والنفسية للأطفال.
الوظائف الأولية للأسرة
وأوضح في حديثه الوظائف الأولية للأسرة ملخصًا إياها في عدة جوانب، وهي الجانب النفسي، الاجتماعي، الاقتصادي، العاطفي، التربوي، التعليمي، والثقافي، مُؤكدًا أهمية وعي الآباء والأمهات نحو التربية وأعطاء الجهد الأكبر للأبناء من خلال قضاء الوقت معهم، خصوصاً في مرحلة المراهقة وتغذيتهم بالمفاهيم والمعارف التربوية، مما يقلل من السلوك المنحرف الذي قد يظهر على الأبناء في مراحلهم الدراسية خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة.
وأكد أن “وقت الأسرة مهم للترابط الروحي الذي يستطيع الأفراد إيجاد طريقة لإظهار المودة والاحترام لبعضهم البعض، كما إنه يُشكّل مجالاً حيويًا خصبًا تنمو فيه العلاقات بين أفراد الأسرة. “
وانتقد الخطأ الذي يقع فيه الوالدين، وهو عدم الإنصات جيدًا لما يحكيه الأطفال لهم، مما يتسبب فى إصابتهم بحالة من الاغتراب، مشددًا على ضرورة الجلوس مع أبنائنا وأن نصغي جيدًا إلى كل ما يقال منهم ونناقشهم، وفى حالة عدم فهم الطفل لبعض تصرفات الآخرين علينا تفسيرها له، ووضع الأسلوب المنطقي فى جميع مناقشاتهم كإحدى العمليات العقلية التى يمكن أن يستخدمها لمواجهة مشاكله المستقبلية.
الأسرة المعانقة أكثر سعادة
وأوضح الراشد، أنّ المعانقة والاتصال البشري الجسدي تعد أمرًا بالغ الأهمية للرضع والأطفال والبالغين على حد سواء، فهي تبني وتعزز الثقة بالنفس وتقدير الذات، لما لها من تأثير دائم على النظام العصبي للدماغ، وقد أظهرت الأبحاث أن المعانقة وسيلة فعالة لإيصال مشاعر الود والدعم الاجتماعي، وتعد محفزًا لجهاز المناعة وتخفيف الأزمات.
وأوصى الراشد الآباء والأمهات بالانتباه إلى لأطفال لتجنيبهم المؤثرات السيئة، مثل تعلقهم بالوسائل الإعلامية والترفيهية غير المناسبة لهم التي تؤثر على سلوكهم، و هذه من الأمور الصعبة جداً على الأسرة بمواجهة أدوات التكنولوجيا الحديثة المغرية للطفل، مع ذلك يمكن توجيههم إلى فعاليات واهتمامات أخرى موازية، وتعليمهم مهارات جديدة على الدوام.
وختمت المحاضرة بوقفة تكريم من أعضاء إدارة مجلس جمعية البر الخيرية يتقدمهم رئيسها حسين أبو سرير للاختصاصي ناصر الراشد، على تميزه في طرح القضايا الأسرية والاجتماعية التي تساهم في تذليل، وحل المشاكل بأساليب ناجحة.