احتراماً لإرث 100 عام.. نقل قهوة الغراب إلى المنطقة التاريخية في “القلعة” المهندس القرني لـ "صُبرة": أمين الشرقية وجه بتخصيص موقع وتصميمه بنفس مواصفات المقهى الحالي
بحسب ما يذكره المهتم بالتراث، عبدالرسول الغريافي، فإن في هذه الصورة شخصيتان معروفتان من شخصيات القطيف، الأولى هو الحاج صالح المسلم، والثانية الحاج سعود قاو. والمكان؛ هو ملا علي الطويل والحاج سعود قاو، والمكان هو “قهوة” الحاج رضي الغراب.
وجود مثل هاتين الشخصيتين في “مقهى”؛ ينطوي على دلالة اجتماعية مهمة، هي أن “القهاوي” لم تكن مكاناً يُتحاشى من قبل الشخصيات المحافظة، بل كانوا جزءاً من حياة ونشاط “القهاوي”. وهذا ما يعني ـ أيضاً ـ أن قهوة الغراب التي سوف يُزال مبناها الحالي؛ كانت جزءاً من ثقافة الناس وحياتهم، فيما مضى من الزمن، ومن المهم استمرارها.
القهوة قبل بدء نزع ملكية العقارات
كتابة التراث في مكان جديد
القطيف: صُبرة
بين تعارض التنمية والإرث؛ استقرّ رأي بلدية محافظة القطيف على المحافظة على “قهوة الغراب”، أقدم مقهى شعبي في المحافظة، ونقله من موقعه الحالي في “حي الشريعة” إلى المنطقة التاريخية في حيّ “القلعة”.
وأكّد رئيس البلدية المهندس صالح القرني لـ “صُبرة” صدور موافقة أمين الشرقية المهندس فهد الجبير على البدء بإجراءات تخصيص موقع في حي القلعة ليكون مكاناً للمقهى بديلاً عن المبنى الذي سوف يُزال بعد نزع ملكيته لصالح مشروع تطوير طريق الملك عبدالعزيز، موضحاً أن المقهى الجديد سوف يكون بالمواصفات نفسها التي يتميز بها المقهى الحالي.
وفي ردّ على أسئلة “صُبرة” قال المهندس القرني إن موافقة الأمين الجبير أخذت في اعتبارها المحافظة على ما يمثله المقهى من إرث، والحاجة إلى استمراره واستدامته، ليكون متنفساً لكبار السن والشباب الذين يفضلون هذا النوع من المقاهي الشعبية.
وأكد القرني أن البلدية شرعت فعلاً في تنفيذ توجيهات الأمين الجبير، في هذا الاتجاه.
إرث معنوي
وتمثّل “القهوة” إرثاً تراثياً معنوياً من الصعب المحافظة عليه في موقعه الحالي، مع تطوير مشروع طريق الملك عبدالعزيز، ووجود المقهى في مسار مشروع التطوير. ولكونه أقدم مقهى شعبي في المحافظة، وتحوّله إلى “معلم” من معالم مدينة القطيف؛ فقد قدّمت البلدية رؤيتها الجديدة ليكون الحلّ هو جعله جزءاً من تطوير المنطقة التاريخية في حي “القلعة”، واختيار موقع مناسب له، والحفاظ على تصميمه الحالي.
وبحسب البلدية؛ فإن موافقة أمين الشرقية تمثّلت في تخصيص موقع في “القلعة”، ليكون مقراً لـ “قهوة الغراب”. وبذلك؛ تكون “القهوة” قد تنقلت بين 4 مواقع على الأقل، منذ عرفها الناس في القرن الماضي حتى الآن. وبهذا الحلّ تتحقق “استدامة” المشروع القديم، بنقله إلى موقع جديد.
حسن حبيب الغراب
قهاوي الغراب..!
عُرفت في القطيف ثلاث “قهاوي” باسم “الغراب”، على الأقل، لا “قهوة” واحدة. والموقع الحالي هو الثالث، بعد موقعين سبق أن عُرفا بالاسم ذاته. فقد كان موقع “القهوة” الأصل في السوق القديمة المعروفة بـ “الجبَلة”، وكان يرتادها كبار السن والشباب، جاذباً أطياف المجتمع بكل ألوانه من الشيوخ والتجار والحرفيين.
المقهى ما قبل الإزالة.. حالياً
وإلى جانب احتساء “الشاي المخدَّر” والقهوة العربية السوداء، كانت “قهوة الغراب” مكاناً للتسامر وتبادل الأحاديث والأخبار والنقاشات.
وسبق أن زارها علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- وقال عنها إن “قهوة الغراب قهوة شهيرة في القطيف، وهي ملتقى الأدباء والتجّار والأعيان وشيوخ القبائل، وهي عبارة عن دهليز مستطيل المدخل كان متصلاً بسوق الخميس”. وإشارة الشيخ الجاسر هي إلى السوق القديمة التي كانت تُعرف بـ “الصّكة”، وهو أحد مواقعها السابقة.
مسار الإزالة
وبعد صدور مخطط تطوير طريق الملك عبدالعزيز في الجزء الممتدّ من حي الشويكة إلى شمال الناصرة؛ وقعت “قهوة الغراب” في مسار المشروع. وعلى الرغم من إدخال تعديلات على مسار المشروع؛ فإن المحافظة على مبنى “القهوة” ذاته، ليس متاحاً من الناحية الفنية، خاصة أنه مبنى صغير جداً، قياساً بالمباني، ومن المرجّح أن يكون موقعه شاذّاً بعد تنفيذ مراحل المشروع الضخم.
وعلى هذه الرؤية الفنية التنظيمية؛ اتجه الحلّ نحو الحفاظ على الإثر معنوياً، وإعادة تنفيذه مادياً في موقع قريبٍ من الموقع الحالي، وهو المنطقة التاريخية في حي القلعة.
مقهى الأجيال الثلاثة
عبدالرسول الغريافي
خلال القرن العشرين منذ بداياته كانت هناك ثلاثة فروع مقاهي لآل الغراب:
الفرع الأول تمثل في ثلاثة أجيال:
1 ـ الجد الحاج علي الغراب، أبو مهدي.
2 ـ عقبه الابن الحاج مهدي، أبو رضي.
3 ـ الحفيد الحاج رضي بن مهدي ـ أبو عبدالله ـ الذي استمر في إدارة المقهى حتى وفاته عام 1397هـ تقريباً. ثم آل مصير المقهى إلى تأجيره الى بائع مواد غذائية لأكثر من عام حتى وقت إزالة باقي الجبلة ومعها القصبة الرابطة بين الجبلة و”الصكة”.
كان يقع هذا المقهى عند مخرج الجبلة، وفي بداية مدخل هذه القصبة الواقعة في الزاوية الشمالية الغربية (إلى الغرب من محلات آل موسى الوكلاء الوحيدون لشركة قها المصرية حينها). وقد كان هذا الجزء من القصبة الذي فيه المقهى مسقوفاً.
الفرع الثاني
لهذه المقاهي كان متمثلاً في شخصين؛ هما:
1 ـ الحاج حبيب الغراب ـ أبو حسن ـ وقد كان مقر هذا المقهى في القصبة المتقاطعة مع القصبة الآنفة الذكر وهي الممتدة من الجنوب الى الشمال وتتخللها محلات الإكسافية وباعة الجلود، والى الجنوب من هذه القصبة تقع سوق دهن الغنم.
2 ـ بعد وفاة الحاج حبيب الغراب تولّى ابنه الحاج حسن بن حبيب المقهى، وهو الشخص الحالي الذي يدير هذا المقهى. وقد انتقل بعدها من مقر المقهى القديم السالف الذكر، وذلك بعد إزالته إلى هذا المقر الذي هو في صدد الإزالة.
حسن حبيب الغراب.. في شبابه
الفرع الثالث
من عائلة الغراب؛ كان مختلفاً في تقديم ضيافته المقتصرة على تقديم القهوة فقط وليس له مقر، وإنما كان يدور في الأسواق ليقدم قهوته لأصحاب المحلات والدكاكين وزبائنهم. وهو الحاج عبد المهدي بن محمد الغراب المكنّى بـ “أبي راضي”. وكان يدور بدلّته في الأسواق بطريقة تقليدية، وكان أسفل دلته منقلة صغيرة فيها جمر متقد، يقوم بصناعتها حرفي يعرف بـ “التنّاك”، وتكون محكمة الالتصاق في قاع الدلّة.
وبالإضافة إلى تميز شكل هذه الدلة كانت أيضاً ملابسه متميزة فقد كان يرتدي ثوباً وفوقه إزار بألوان زاهية متميزة، وكان يثبته عن طريق شد “كمر” أو هميان في وسط خصره وهو حزام عريض تتخلله جيوب لها “سحّابات” أو أزرة لإحكام غلقها، ويضع فيها ما يكسبه من المال الذي يتسلمة كل أسبوع تقريباً، كما عودّه أصحاب المحلات.
ولعل بعضهم كان يحاسبه كل شهر. كما وقد كان الحاج مهدي يرتدي “الشماغ” بزخارف سوداء وعقالاً متيناً. الحاج مهدي الغراب ومن اتبع طريقته يعرف بكنية “المقهوي”.
ولم يكن الحاج عبد المهدي الغراب “المقهوي” الوحيد في أسواق القطيف، وليس محتكر هذا الزي الخاص. وإنما كانت هناك مجموعة من “المقهوين” المنتشرين في أسواق القطيف، في تلك الفترة.
ونذكر منهم رجل يدعى علي الصددي، ورجلاً آخر من عائلة آل سلاط.
أما آخرهم فقد كان عبد النبي الضو وقد كان آخر من امتهن حرفة “المقهوي” وقد استمر فيها حتى وفاته في بداية قرن الحادي والعشرين.
الصورة القديمة هي من تصوير الخطاط عبدالله الغانم.
الأول الحاج صالح المسلم والثاني الحاج سعود قاو والثالث الحاج سعود ال عبدالحي.
السلام عليكم
بخصوص الصورة بالاسود والابيض الموجود فيها ثلاثة اشخاص ونسب التعليق عليها الى الاخ عبد الرسول الغريافي فهناك خطاء في تسمية الشخصيات الموجودة فالاول من اليمين هو الخال الحاج صالح بن محمد المسلم ابو محمد حسين وهو من الشخصيات القطيفية المعروفة وكان معروف عنه بانه يمتهن الخياطة وقد اوكلت له مهمة خياطة ثياب الملك عبد العزيز واولادة لفترة طويلة من الزمن قبل اعفائه كما عرف بمجلسه العامر بالعلماء والفضلاء والثاني في الوسط هو الحاج سعود قاو وهو من الشخصيات المعروفة ايضا والثالث على يسار الصورة هو العم الحاج سعود بن منصور ال عبد الحي وهو من الوجهاء المعروفين ايضا رحمهم الله جميعا
خبر يثلج الصدر حقا
جميل جدا الاهتمام بالتراث ويرجى توسعة مساحة القهوة وإضافة مظلة في الخارج لصحة الرواد وتصميمها وتنفيذها على النمط التراثي القطيفي القديم.