الحميضي توثق “آثار ثاج المجهولة” في كتاب
الدمام: واس
أنجزت الباحثة “هيا بنت ناصر الحميضي”، كتاباً مختصراً عن أبرز المعثورات الأثرية في مستوطنة ثاج بالمنطقة الشرقية، بعنوان: “آثار ثاج المجهولة”.
ويقع هذا العمل الصادر من “مركز الحضارة العربية” في 64 صفحة تشتمل على دراسة فنية حضارية موجزة لثلاث قطع مختارة من كنز “ثاج”، وهي: “القناع الذهبي”، و “التمثال البرونزي”، و “العقد الذهبي” من خلال أربعة أطر رئيسة لكل لوحة هي” الوصف والتحليل التقني والأسلوبي والحضاري.
واستهلت الباحثة كتابها بلمحة جغرافية وتاريخية عن موقع “ثاج” ذاكرة أنها تقع بالمنطقة الشرقية من المملكة على بعد 95 كيلاً تقريباً عن مدينة الجبيل، وعلى بعد 150 كيلاً عن مدينة الظهران، في وادي ضحل ينحدر نحو الشمال، على طريق القوافل التجارية القديم المتجه جنوباً إلى اليمامة والأفلاج ومنها إلى وادي الدواسر ثم إلى قرية الفاو و نجران.
وتتكون مستوطنة “ثاج” من كثبان وتربة طينية، تليها طبقات صخور رسوبية وجيرية تختزن المياه، وتعد من أهم المواقع الأثرية المكتشفة في المنطقة الشرقية وفي المملكة ككل، وتصنف آثارها إلى مرافق جنائزية (سرير جنائزي و تمثال وأواني معدنية)، ومجوهرات ذهبية.
وتشير الدلائل الأثرية والتاريخية أن “ثاج”، كانت مركزاً مهماً لتجارة “الملح”، لوفرة المياه بها، وقد يكون تعدين “الملح” هو أبرز أنشطتها التجارية في فترة الـ 300 قبل الميلاد، كما يرجح أنها كانت مركزاً رئيساً لتجارة “الأسماك” في الجزيرة العربية.
وذكرت الباحثة أن قناع الذهب هو أبرز كنوز “ثاج”، وهذا النوع من الأقنعة كان يثبت على وجه المتوفى لحمايته من الأتربة، وفيه دلالة على ثراء “مملكة الجرهائيين”، التي كانت وسيلة الاتصال بين التجارة السبئية وتجارة الهند والعراق، كما تدل على وفرة خامات الذهب بكثرة في المنطقة الشرقية إبان تلك الحقبة.
وجاءت التحفة الأثرية الثانية التي استهدفت بهذه الدراسة على صورة تمثال برونزي لفتاة منتصبة على قائم سرير خشبي جنائزي، ويتضح أنه من عمل فنان حاذق، وقد يكون المشهد الذي يمثله التمثال عبارة عن طقس ديني داخل المعبد.
أما القطعة الثالثة المدروسة فهي “عقد ذهب” لملكة (ثاج) مزين بالياقوت واللآلى والفيروز، وله نوط يتدلى منه حجر جزع أسود على هيئة وجه إنسان، ويلاحظ تكرار وضع اللؤلؤ في قطعة ذهب أربع مرات، والياقوت مرتين، والفيروز مرتين مع تشذيبه على شكل يشبه الهلال وبذرة الصنوبر، وترجح الباحثة أن الهدف من ذلك للدلالة على الثراء الذي تتمتع به الملكة خلال العصر الذي عاشت فيه.
واختتمت الباحثة كتابها بإثبات التشابه الكبير بين معثورات “ثاج” و “المنحوتات الهيلنستية”، مما يدل على علاقة التأثير والتأثر المتبادل بين شرقي الجزيرة العربية وبلاد اليونان والرومان.
يذكر أن ثمة رسائل علمية وكتب عديدة تناولت حضارة “ثاج” بالفحص والدراسة والتحليل من أبرزها: “ثاج – دراسة أثرية ميدانية”، للدكتور عوض بن علي الزهراني، و “تاريخ الفخار القديم في مستوطنة ثاج بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية باستخدام إحدى التقنيات النووية”، للباحثة نورة بنت عبدالله بن سليمان، و “حلي الزينة القديمة في ثاج شرق شبه الجزيرة العربية – دراسة فنية حضارية”، للباحثة فهدة بنت سلمان بن عفيصان، و “تل الزاير آثار من ثاج شرق المملكة العربية السعودية”، للباحث نذير بن خالد الزاير، و “الدمى الفخارية من موقعي ثاج والدفي في المنطقة الشرقية خلال الألف الأول قبل الميلاد – دراسة فنية حضارية”، للباحثة هويدا بنت عبدالرحمن الجبرين، و “تأثر حضارة ثاج بحضارات الجزيرة العربية وبعض المناطق المجاورة”، للباحثة أماني بنت خليفة البحر.