ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد اغتيال “هنية” في طهران
وكالات: صبرة
الحدث الأبرز عالمياً هذا اليوم هو اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية.. فماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد هذا الاغتيال الذي أيقظ الناس منذ الصباح الباكر..؟
أعلنت حركة حماس الفلسطينية، فجر اليوم الأربعاء، مقتل رئيس الحركة إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وقال الحرس الثوري الإيراني في وقت مبكر من صباح هذا اليوم، إنه تم “استهداف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى استشهاده إلى جانب أحد حراسه”، بحسب بي بي سي.
من جابه قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إيران “ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وفخرها وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان” في إشارة إلى اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، دون ذكر تفاصيل إضافية في بيانه الذي نقلته وسائل الإعلام الإيرانية.
كيف تم اغتيال هنية؟
ونقلت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس عن مصادر إيرانية، قولها إن “اغتيال هنية تم بصاروخ موجّه نحو جسده مباشرة”.
وحسبما ذكر الحرس الثوري في بيان، فإن هنية قتل مع أحد حراسه الشخصيين، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الإيرانية التي قالت إن “هنية قضى وأحد حراسه إثر استهداف مقر إقامته في طهران”.
وأضافت أن “اغتيال هنية وقع حوالي الثانية صباحا بتوقيت طهران”، مشيرة إلى أنه “كان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين” في العاصمة الإيرانية، وفقاً لسكاي نيوز.
وأشارت إلى أن “مقر هنية استهدف بقذيفة أطلقت من الجو، ويتم إجراء المزيد من التحقيقات لمعرفة ملابسات هذه العملية الإرهابية مثل الموقع الذي أطلقت منه القذيفة”.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من طهران، أن الصاروخ الذي قتل هنية أطلق من خارج إيران.
من هو اسماعيل هنية؟
وإسماعيل هنية هو سياسي فلسطيني، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة، سجنته إسرائيل عام 1989 لثلاث سنوات، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع عدد من قادة حماس، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد عام 1992.
انتُخب إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفا لخالد مشعل، لكن اسمه وكنيته (أبو العبد) كانا معروفين للعالم منذ 2006 حين تولى رئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، بعد فوز حماس المفاجئ في الانتخابات البرلمانية.
وُلد هنية عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد أن فر والداه من منزلهما بالقرب مما يعرف الآن ببلدة عسقلان الإسرائيلية خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
تخرج هنية عام 1987، مع اندلاع “الانتفاضة”، وقد اعتقلته السلطات الإسرائيلية لمشاركته في الاحتجاجات بعد ذلك بوقت قصير، رغم أن فترة سجنه كانت قصيرة.
وفي عام 1988، مع صعود حماس إلى الواجهة في غزة كـ “حركة مقاومة رائدة”، تم اعتقاله مرة أخرى، لكن هذه المرة سُجن لمدة ستة أشهر.
وفي العام التالي، تم اعتقال هنية مرة أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات.
وبعد إطلاق سراحه عام 1992، قامت إسرائيل بترحيله مع كبار قادة حماس، عبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار وأكثر من 400 ناشط آخر، إلى جنوب لبنان.
وأمضى النشطاء أكثر من عام في معسكر مرج الزهور، حيث حظيت الجماعة الإسلامية بتغطية إعلامية غير مسبوقة وأصبحت معروفة إعلامياً.
وعاد هنية إلى غزة في ديسمبر عام 1993 وعُين عميداً للجامعة الإسلامية، وبعد أن أطلقت إسرائيل سراح أحمد ياسين من السجن عام 1997، تم تعيين هنية مساعدا له، وأدت العلاقة الوثيقة بين الرجلين إلى اكتساب هنية أهمية متزايدة داخل الحركة، وأصبح ممثل الجماعة لدى السلطة الفلسطينية.
إلى قيادة الحكومة الفلسطينية
ورغم أنه يعتقد أن الزهار هو الأقدم بين قادة حماس بعد مقتل الشيخ أحمد ياسين، إلا أنه قد تم اختيار هنية لقيادة حملة حماس لانتخابات 15 يناير، ليفوز مرشحو الحركة بـ 76 مقعداً من أصل 132 في المجلس التشريعي الفلسطيني.