فيديو] قهوة الغراب.. إلى اللقاء.. في “القلعة” الجرّافات أزالت المبنى القديم ضمن مشروع تطوير طريق الملك عبدالعزيز
شاهد الفيديو
القطيف: جمال أبو الرحي
قالت الجرّافات كلمتها في “وداع” مبنى قهوة الغراب غربيّ “الشريعة” أمس الأول، ليكون اللقاء ـ مجدداً ـ في مبنى جديد وسط المنطقة التاريخية في قلعة القطيف.
هذا ما وعدت به بلدية محافظة القطيف، رسمياً، عبر تصريحات نشرتها “صُبرة” على لسان رئيسها المهندس صالح القرني، حيث أكّد صدور موافقة أمين الشرقية المهندس فهد الجبير على البدء بإجراءات تخصيص موقع في حي القلعة ليكون مكاناً للمقهى بديلاً عن المبنى المنزوعة ملكيته لصالح مشروع تطوير طريق الملك عبدالعزيز، موضحاً أن المقهى الجديد سوف يكون بالمواصفات نفسها التي يتميز بها المقهى الحالي.
وفي ردّ على أسئلة “صُبرة” قال المهندس القرني إن موافقة الأمين الجبير أخذت في اعتبارها المحافظة على ما يمثله المقهى من إرث، والحاجة إلى استمراره واستدامته، ليكون متنفساً لكبار السن والشباب الذين يفضلون هذا النوع من المقاهي الشعبية. وأكد القرني أن البلدية شرعت فعلاً في تنفيذ توجيهات الأمين الجبير، في هذا الاتجاه.
وفي وقت لاحق؛ التقى رئيس البلدية، صاحب القهوة حسن حبيب الغراب، وبعض أبنائه، في مقرّ البلدية، تأكيداً للوعد الرسمي، والإجراءات التي بدأت على أرض الواقع. وبحسب ما عرفته “صُبرة”؛ فإن البلدية بصدد وضع فكرة استثمارية ذات طابع جديد، بحيث يكون المقهى جزءاً من مشروع يخصّ البلدية، ليكون الاستثمار رمزياً، ومن أجل الحفاظ على الإرث الذي ترمز إليه “قهوة الغراب” في محافظة القطيف، بوصفها من “المعالم”، وذات أثر اجتماعي معروف بين أجيال متعاقبة في المحافظة.
وفي لقاء سابق، نشرته “صُبرة” في قناتها في “يوتيوب”؛ قال حسن حبيب الغراب إنه يرجو أن يعيش إلى أن يشهد عودة قهوة الغراب إلى العمل في موقعها الجديد.
شاهد الفيديو
إرث معنوي
وتمثّل “القهوة” إرثاً تراثياً معنوياً من الصعب المحافظة عليه في موقعه الحالي، مع تطوير مشروع طريق الملك عبدالعزيز، ووجود المقهى في مسار مشروع التطوير. ولكونه أقدم مقهى شعبي في المحافظة، وتحوّله إلى “معلم” من معالم مدينة القطيف؛ فقد قدّمت البلدية رؤيتها الجديدة ليكون الحلّ هو جعله جزءاً من تطوير المنطقة التاريخية في حي “القلعة”، واختيار موقع مناسب له، والحفاظ على تصميمه الحالي.
وبحسب البلدية؛ فإن موافقة أمين الشرقية تمثّلت في تخصيص موقع في “القلعة”، ليكون مقراً لـ “قهوة الغراب”. وبذلك؛ تكون “القهوة” قد تنقلت بين 4 مواقع على الأقل، منذ عرفها الناس في القرن الماضي حتى الآن. وبهذا الحلّ تتحقق “استدامة” المشروع القديم، بنقله إلى موقع جديد.
قهاوي الغراب..!
عُرفت في القطيف ثلاث “قهاوي” باسم “الغراب”، على الأقل، لا “قهوة” واحدة. والموقع الحالي هو الثالث، بعد موقعين سبق أن عُرفا بالاسم ذاته. فقد كان موقع “القهوة” الأصل في السوق القديمة المعروفة بـ “الجبَلة”، وكان يرتادها كبار السن والشباب، جاذباً أطياف المجتمع بكل ألوانه من الشيوخ والتجار والحرفيين.
المقهى ما قبل الإزالة
وإلى جانب احتساء “الشاي المخدَّر” والقهوة العربية السوداء، كانت “قهوة الغراب” مكاناً للتسامر وتبادل الأحاديث والأخبار والنقاشات.
وسبق أن زارها علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- وقال عنها إن “قهوة الغراب قهوة شهيرة في القطيف، وهي ملتقى الأدباء والتجّار والأعيان وشيوخ القبائل، وهي عبارة عن دهليز مستطيل المدخل كان متصلاً بسوق الخميس”. وإشارة الشيخ الجاسر هي إلى السوق القديمة التي كانت تُعرف بـ “الصّكة”، وهو أحد مواقعها السابقة.
مسار الإزالة
وبعد صدور مخطط تطوير طريق الملك عبدالعزيز في الجزء الممتدّ من حي الشويكة إلى شمال الناصرة؛ وقعت “قهوة الغراب” في مسار المشروع. وعلى الرغم من إدخال تعديلات على مسار المشروع؛ فإن المحافظة على مبنى “القهوة” ذاته، ليس متاحاً من الناحية الفنية، خاصة أنه مبنى صغير جداً، قياساً بالمباني، ومن المرجّح أن يكون موقعه شاذّاً بعد تنفيذ مراحل المشروع الضخم.
وعلى هذه الرؤية الفنية التنظيمية؛ اتجه الحلّ نحو الحفاظ على الإثر معنوياً، وإعادة تنفيذه مادياً في موقع قريبٍ من الموقع الحالي، وهو المنطقة التاريخية في حي القلعة.
القهوة بعد الإزالة
اقرأ أيضاً
احتراماً لإرث 100 عام.. نقل قهوة الغراب إلى المنطقة التاريخية في “القلعة”