[في مثل هذا اليوم] صحراء القطيف تُنقذ طائرة هولندية من حادث تحطم الناجون يحتسون القهوة وسط الظلام.. وشركة KLM تُكافيء أرامكو بـ 1000 وردة توليب
صُبرة: خاص
في مثل فجر هذا اليوم من عام 1953م؛ أنقذت الرمال المترامية في صحراء القطيف طائرة هولندية من التحطّم؛ في هبوط اضطراريّ. هبطت الطائرة، وتحطمت عجلاتها، وراحت تزحف بجسمها على الرمال وسط الظلام، إلى أن توقفت تماماً، دون أيّ أذى لأحد من الركاب والطاقم.
سحابة ضباب
في مثل فجر هذا اليوم قبل 65 سنة بالتمام والكمال؛ أطبقت سحابة من الضباب على حوض الخليج العربي كله، وتكثّفت أكثر في شماله. وحين وصلت عقارب الوقت إلى الساعة الثانية؛ كان الضباب الكثيف يغطي سماء البصرة. كان فجر جُمعة، وقتها قرر كابتن الطائرة الملكية الهولندية المتجهة من لندن إلى كراتشي العدول عن مطار البصرة والاتجاه إلى مطار آخر. ويبدو أن الضباب كان أكثر كثافة من أن يتبيّن الجغرافيا، إلى أن قرّبه الطيران الضائع من مطار الظهران الأقلّ ضباباً.. لكنّ مشكلة جديدة طرأت على الطائرة، هي نفاد الوقود بحيث لم يعد يكفي لبقائها في الجو..
توتّرت اللحظات، وامتلأت مقصورة القيادة بالرعب، ولم يعد بإمكان الكابتن إلا اتخاذ قرار خطير جداً، هو الهبوط بالطائرة على الرمال الحرة.. وهكذا نفذ القرار، وهبطت الطائرة، وزحفت في الرمال، وصوت تحطم العجلات يزلزل المكان…
قهوة النجاة
الطائرة كانت مؤجرة لصالح الحكومة الباكستانية، وكان على متنها 56 راكباً، من البريطانيين والباكستانيين. وقد وثّقت شركة أرامكو السعودية “الشمس العربية” الحدث في تقرير لها صدر تاريخ 7-1-1953. وطبقاً للتقرير؛ فإن الطائرة خرجت من الحادث سالمة تقريباً، مع قليل من الأضرار التي لحقت بجسمها.
وقالت الصحيفة “وجد ركاب الطائرة أنفسهم وسط الكثبان الرملية المحيطة بالقطيف، فما كان من طاقم الطائرة إلا إعداد القهوة وتحضير السندويتشات للركاب الذين نجوا من حادث طيران محتمل”.
نجدة عاجلة
النجدة لم تتأخر في الوصول للمحاصرين في بر القطيف، فبعد وصول إشارات الراديو إلى الجهات المعنية توجهت يومها الحكومة السعودية والقوات الجوية الامريكية وشركة أرامكو لمعاينة الحادث وتقديم المساعدة، وجرى إنزال مظلي لطبيب ومعه مختص بالراديو، قبل أن يُحمل جميع الركاب إلى مطار الظهران للحاق بالطائرة الاحتياطية التي وفرتها الخطوط الملكية الهولندية KLM.
التحليق مجدداً
ثم جرى اصلاح الطائرة من أضرار الهبوط الاضطراري في ورش صيانة الطائرات الخاص بأرامكو في الظهران، وبعد خمسة أسابيع، تمكنت الطائرة من التحليق مجدداً في اتجاه موطنها الأصلي، وقد جاء رد الجميل من قبل KLM في صورة هدية مكونة من 1000 وردة توليب، ما حدا بالشركة في ذلك الحين لزراعتها حول المدينة.
شكرًا لكم على المعلومة اذا تتقبلون تعديل معلومة وهي الصحيفة التي نشر فيها الخبر نشرة ارامكو كان اسمها في ذالك الوقت الشمس والوهج SUN AND FLARE
ارجو لكم التوفيق والنجاح