بين “مرياع الغنم” و”مرياعنا المقدس”..! القطيع في قالبه الاجتماعي

محمد آل يوسف

لم أكد أستفيق من حالة القهقهة الهستيرية حينما أخبرني صديقي بهذه البدعة الضالة المضلة.

وعلى الرغم من سماعي للقصة عبر الرسائل الصوتية؛ فإنني لم أكتف بذلك القدر من السماع. توجهت على الفور إلى محرك البحث، ووضعت تلك المفردة بحروفها السبعة “المرياع” بتنوع أساليب البحث بين المقالات والصور، واخترت منها صورتين، إحداهما تحوي شرحاً مبسطاً لمعنى المرياع أو موجه قطيع الغنم وقائدها.

تسللت إلى ذهني مقارنة بين المرياع “الخروف” وقطيعه الذي يعتقد أن ذلك الخروف ذا القرنين البارزين المحاطين بِعُقَد من الخِرَق الملونة، هو فعلاً مختلف عن بقية القطيع، وأنه مخلوق فريد بعيد كل البعد عن بقية الخراف. بل ويعتقدون فيه القائد وبين “مرياع” البشر. إلا أن هذا المرياع ليس خروفًا ولا حماراً، وإنما هي أفكار ومعتقدات تم فصلها عن الفطرة والطبيعة البشرية السليمة، وتم تجنيد بعض البشر بهدف نشرها بين الناس فوجدت رواجاً وقطيعاً يعتقد بها ويقدسها.

والأدهى من ذلك أنه يصنفها ضمن الخطوط الحمراء التي يجب ألا تُمس.

“مرياع” البشر ـ باختصار ـ هو مجموعة الأفكار والأوهام التي جاءت على شكل شخصيات اجتماعية تحمل صفة التدين تُملي على الناس طريقة تنفسها وحركاتها وسكناتها، والناس تنساق بشكل أو آخر إلى هذه الإملاءات دون أدنى تفكير لما يقال أو يحكى.

ورسالة القطيع التابع لهذا المرياع: “مرياعنا المقدس لايوجد مثله بين المراييع”.
وإذا رأوا “مرياعًا” آخر وضعوا فيه ما وضعوا من المعايب والمثالب.
ولم تنشأ تلك الحالة من الاعتقاد والتبعية من فراغ، وإنما باستخدام وسائل لخلق الوهم وإفهام القطيع أن ما هم عليه من اعتقاد ومن طريق هو السراط المستقيم، وأن كل ما يخالف معتقداتهم هو أمر مجانب للفطرة.
إن الخرق ذات الألوان الزاهية هي مجموعة الأحلام والأمنيات الملونة التي تم زرعها في عقول الناس ليصدقوا.

ختامية المرعى:

تقديسنا للأفكار التي جاء بها بعض الأشخاص هي نفس نظرة القطيع للمرياع، ولم نعلم ولم يعلم الغنم أن مرياعهم عاش عيشة الحمير.

‫2 تعليقات

  1. مالا تعتبره أنت ذا قيمة فليس بالضرورة أنه لا يمثل قيمة عند غيرك
    أما قضية كوني مع المرياع من عدمها فهي تتضح لك من خلال سطوري

    أعرفت ما أريد بالضبط ياهذا؟

    نعم هذا ما أردته بالضبط، أن أعلمك كيف تفرق بين الضاد والظاء.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×