القطيف حالة مدنية خالصة
حبيب محمود
حين نقول إن القطيف حالة مدنية خالصة؛ فإن الدلالة أوضح من قرص الشمس. وصدور المخطط الشامل لتطويرها هذا اليوم الأحد، واحدٌ من أدلةٍ كثيرة على الحالة المَدَنِيّة في القطيف، حالة مدنية خالصة في كلّ تفاصيل تنميتها وخدماتها وفعّالياتها، بل واحتياجاتها.
مُباركة سمو أمير الشرقية وسمو نائبه على المخطط الشامل، ونشر الإعلان عن المخطط عبر منصة إمارة الشرقية، وسرد الخطوط الأساسية للمخطط.. في كلّ ذلك دليل محترمٌ جداً، على رقيّ تعامل الدولة مع هذا الجزء الغالي من الوطن، أسوةٌ بكل جزء غالٍ من وطننا الكبير.
المفهوم الذي أعنيه للحالة المدَنية في المحافظة؛ هو أن كلّ شيء فيها يُعامَل كما هو. لا نحتاج إلى وضع دوائر أخرى خارج الفعل المدني الذي تتبناه الدولة، أيّدها الله، في تنفيذ سياسات التنمية، على مستوى المملكة العربية السعودية.
القطيف تحظى بالكثير، كما تحظى كل محافظة ومدينة وقرية وهجرة في بلادنا.
والقطيف تحتاج إلى الكثير، كما تحتاج كل محافظة ومدينة وقرية وهجرة في بلادنا.
ومن طبيعة التنمية، في كلّ مكان من العالم، أن تُنجِز على الأرض، وتواجه مستجدات في الاحتياجات على الأرض أيضاً. وكلما تحسّنت الخدمات؛ تحسّن وضع السكان، وارتقت احتياجاتهم.
في الستينيات ـ مثلاً ـ كانت هناك حاجة ماسّة إلى مواجهة “التراخوما”. ثم تحسنت الخدمات الصحية؛ فبرزت احتياجات جديدة لم تكن ظاهرة سابقاً في أمراض العيون.
في الأربعينيات؛ كانت هناك حاجة إلى جسر بري يربط جزيرة تاروت بيابسة القطيف. تمّ إنجاز الجسر، ثم برزت حاجة إلى جسرٍ ثانٍ، لأن الناس تكاثروا، وتحسن اقتصادهم، وكثرت مركباتهم، وكثرت احتياجات التنقل.. وهذا ما تم في 2006.
ثم برزت حاجة إلى جسر ثالث، وتمّ إنجازه فعلاً. والآن، لم تعد هناك حاجة فعلية وملحّة إلى جسر، بل إلى تحسين الأداء المروري في الجسور الثلاثة، وربطها بطرق محورية، وهذا ما يُسعى إليه.
المغزى من هذه الأمثلة؛ هو الانتباه إلى حقيقة ما يجري على الأرض في المسألة التنموية، وهي مسألة ولّادة بكل ما تعني الكلمة من تدقيق. ففي كل مطلع شمس تُنجز أعمال، وتُولد احتياجات. ومن الجدير به أن يعي المواطن تسلسل هذه الحلقات المتكاملة.
نهنّيء لكل مواطن سعودي، ولكل مواطن في محافظة القطيف، بصدور المخطط الشامل الذي سوف يغيّر وجه القطيف الغالية، ويُضيف إلى تاريخها وتراثها مستقبلاً أجمل، بكرم الله، وبجهد القائمين على رعاية الوطن والمواطن.
والحمد لله رب العالمين.