فاعل الخير الأول في جمعياتنا الخيرية
عبدالله الدبيسي
في العمل الخيري هل تعرف من هو فاعل الخير الأول؟
إجابتك المتوقعة: هو ذلك الذي يعطي في السر أكثر مما يعطي في العلن.. هو ذلك الذي يتبرع بسخاء متواريا خلف الإسم الشائع : “فاعل خير”.
لا ألومك اذا توقعت مثل هذا وان كانت الحقيقة أبعد من ذلك.. ان فاعل الخير الأول في جمعياتنا الخيرية هو ذلك الشخص المتطوع للعمل بأي مسمى وفي أي مهمة ضمن كوادر الجمعية وأعضائها.. ذلك الذي حجز له مكانة يستحقها عند الله والمجتمع.
ان الشخص الذي أطلقنا عليه مسمى”فاعل خير” بفعله ولم نعرف شخصه كان قصارى جهده انه مد يده الى جيبه وأعطى مما أفاء الله عليه أما كادر العمل المتطوع في الجمعية فهو الذي يعطي بلا حدود ويعمل دون كلل ويبذل الوقت والجهد لخدمة الفقير والمحتاج وهو واسطة المجتمع ووسيلته الى فعل الخير.
ان “الأجر على قدر المشقة” لا شك في هذا وهو الوسام الذي يجب ان نعلقه على صدر كل شخص من اخوتنا العاملين في الجمعيات الخيرية.. كل شخص دون استثناء من رئيس الجمعية الى سائر العناصر والكوادر.
ومن هنا وأمام هذه المكانة وهذا الأجر العظيم ينبغي ان نتسابق الى العمل التطوعي في جمعياتنا الخيرية وان نملأ الفراغ الذي يواجه كل مجلس في بداية تشكيله واعتذار بعض الأعضاء عن الإستمرار لظروفهم الخاصة.
بعضنا قد لا يعلم ان عضو مجلس الإدارة يمكن ان يطوع نفسه للعمل أكثر من فترة مقررة وهو رهن ظروف لا تسمح له بالاستمرار، دافعه الإحساس بالواجب وعدم وجود البديل في حين يعتبر تجديد الطاقات مطلبا مهما لتنشيط العمل والعطاء المنشود في أي موقع.
ان مناشدة الجمعيات الخيرية لأبناء المجتمع للتطوع والإنضمام الى كوادرها العاملة لا ينبغي ان تذهب سدى وعلينا ان ندرك حجم المعاناة التي تواجهها كل إدارة قائمة في إقناع الكفاءات المؤهلة للترشح وتغطية النقص الذي يطرأ على بعض المهام.
هناك من يتمنى القيام بهذه المهمة ولكن ظروفه لا تسمح له بالترشح والإنضمام لهؤلاء الشرفاء العاملين وهناك من يستطيع ولكنه يتخاذل عن طلب هذا الشرف العظيم.
فكن انت يا أخي ذلك الذي تنعقد عليه آمال المجتمع وبادر الى الترشح في المجالس القادمة لتبني جسور العطاء مع المجتمع..
ساهم ياأخي بدعم جمعياتنا الخيرية عبر أهم عناوين الدعم المتمثل في عضوية مجلس الإدارة.. فبدون هذا المجلس والكفاءات المؤهلة من أعضائه لا فاعلية لأية جمعية.
قدم نفسك لأية مهمة تجد لديك القدرة على القيام بها.. ففي أي وظيفة كان عضو المجلس وأي نشاط فهو الجندي وواسطة العطاء وفاعل الخير الأول.
أنا اقترح أن يكون في الجمعية منصب امين الجمعية من اهل الخير واهل الخبرة بتزكية من أهل العلم !!
بحيث يكون منصبه ثابت لا يتغير مع تغير ادارة الجمعية الا إذا طلب الاعغاء لاسباب ضرورية !
وهذا الممثل يخص من يعرف الفقراء والمحتاجين او من يبحث عنهم ويعرف أن هذا محتاج اكثر من ذاك ويقدر مايستحقه ؛
وكذالك لمن يحتاج دعم معنوي ويستطيع العمل وفقط يحتاج توفير عمل وممكن بظروف خاصة كالمريض!!
طبعا الجمعيات تسعى لذالك دائما وليس هذا جدبدا ولكن الجديد وجوب اشتراك جهة فعالة متخصصة في التوظيف ولها علاقة مع عمل التوظيف مثل مسؤولي التوظيف بالشركات الخاصة أو العامة .. لان القانون لا يمنع من اولوية توظيف أي كفاءة وهي محتاجة للعمل مع حفظ الكرامة !
وقد كان الأمام زين العابدين (يضع الصدقات امام ابواب المحتاجين في الليل وسرا حيث انه يتلثم (يغطي وجهه) ثم يدق الباب وينصرف حتى كانوا يسمعونه ابو الجراب الذي يحمله على ظهره ؛
وكان أحد أبناء عمه إذا اعطاه المكتوب قال له جزاك الله خيرا ولا جزا زين العابدين الذي لا يساعدنا !!!.
وهذا دليل على أن الأمام تحمل اذى من يساعدهم بالسر ؛؛؛
ولم يعرف الناس المحتاجه انه الأمام الا بعد وفاته وعلامة الجراب الذي اتعب ظهر وانقطاعه عن دق الابواب ليلا !
ومن يعطي المحتاجين بلا سؤال له اجر كبير جدا او مقابل أكبر لإن هؤلاء الذين يستحون من طلب المساعدة وهم بحاجة كبيرة لها او لايسئلون الناس الحاحا قد حفظ المعطي لهم كرامتهم ولهذا وجب على الله أن برفع قدره ويعطيه بدون سؤال (وفي دعاء يستشير .. المعطي عباده بلا سؤال …)
(وفي سورة البقرة – مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل سنبلة انبتت سبع سنابل وفي كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء)
ومن لا يستطع المساعدة بالمال فليساعد على قدر الاستطاعة بأي عمل فيه منفعة الناس لان هذا العمل هو أكبر وقاية من المهالك والمصايب ؛
ولهذا في الحديث (الصداقة تطفىء غضب الرب) ؛؛؛؛
من لا يذكر اسمه بانه يدفع للفقراء والمحتاجين له اجر كبير لإنه فضل دفع صدقته بالسر ؛
والسبب انه تحمل اذية الجهال الذين يجهلون انه يعطي المحتاجين دون ان يعرفونه … وذالك لان الجهال هؤلاء لا يسلم منهم من يجهلون انه ليس بخيل باالشتم واساءة الكلام عليه على الاقل !
ولهذا فان الله يكفيه من ملاحقة من يعيشون على لطرارة الذين لا يستحون ولا يخجلون من طلب المساعدة من أي شخص عرفوا انه يعطي بالعلن ومن ليس في وجهه ماء ولا كرامة يلاحق وراء المال حتى لو لم يكن يحتاجه وان كان هذا المال من حق المحتاجين فقط وبما انه أخذ مال الفقراء فالله لا يجعل له كرامة !
وقد يمر هذا الرجل المعطاء بظروف لا تسمح له بمساعدة الناس ويكون محرج (وهذه قد تكون نادرة الا من امتحنه الله لان من يعطي المحتاجين ؛ الله لا يورطه بالفقر ابدا)
ولكن من يذكر اسمه ليس عليه ذنب وربما ذكر اسمه ليشجع الناس والمقتدرين على العطاء وخصوصا ابناءه وبناته واهله !
بارك الله في جهودكم
موضوع ممتاز من استاذنا العزيز. بارك الله فيكم