دراسة سنغافورية: كمبيوترك يهدّد قلبك
وسائل إعلام: صُبرة
يسبب الجلوس لساعات طويلة على الجوال أو الكمبيوتر ألمًا في الرقبة والظهر والرأس، ويمكن أن يكون لديك أيضًا مشاكل دائمة مثل التعب، حيث لا تستطيع العضلات الاسترخاء عند الجلوس لساعات طويلة في وضعية معينة، ويمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى تقليل الدورة الدموية في الأوردة والعضلات مما قد يكون خطيرًا على صحتك ويؤدى للوفاة بالسكتة الدماغية.
ومع تزايد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية في الحياة اليومية والعمل، بدأت الأبحاث تتناول العوامل الدقيقة التي تؤثر في راحة المستخدمين وصحتهم وفي هذا السياق، أشارت دراسة حديثة أجرتها جامعة نانيانغ تكنولوجيكال (إن.تي.يو) السنغافورية، إلى أن نوع خلفية شاشة الكمبيوتر يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تقليل أو زيادة الإرهاق، بحسب وكالات الأنباء.
وفقًا للدراسة، فإن ألوان الخلفية وتصميمها تؤثر بشكل مباشر على راحة العين وتركيز الدماغ، أما الخلفيات الداكنة أو الهادئة، التي تحتوي على تدرجات الألوان الطبيعية مثل الأزرق الفاتح أو الأخضر، أثبتت أنها تساعد على تقليل الإجهاد البصري، مما يجعل المستخدمين يشعرون براحة أكبر وأقل إرهاقًا. على النقيض، الخلفيات الزاهية أو المعقدة التي تحتوي على أنماط متداخلة وألوان قوية مثل الأحمر والبرتقالي، يمكن أن تزيد من الإرهاق وتشتت الانتباه.
الدراسة أوضحت أيضًا أن التغييرات البسيطة في اختيار الخلفية قد تساعد في تحسين إنتاجية المستخدمين والحفاظ على طاقتهم لأطول فترة ممكنة، كما أن تخصيص وقت قصير لتغيير الخلفية بين الحين والآخر قد يكون له تأثير إيجابي على الراحة النفسية والشعور بالتجديد.
ووجد باحثون من ETH في زيورخ الألمانية أن الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد يستخدمون الجهاز بطريقة مريبة، وذلك لأن مستويات التوتر المرتفعة تؤثر سلباً في مهاراتنا الحركية وقدرة الدماغ على معالجة المعلومات، ما يجعلنا في النهاية نحرّك “الماوس” بشكلٍ مريب.
ووجدت الدراسة أيضاً أن الأشخاص المجهدين يضغطون على لوحة المفاتيح، ويتوقفون كثيراً ويرتكبون المزيد من أخطاء الكتابة، في حين أن الأفراد المسترخين يأخذون فترات توقف أقل ولكن أطول، ما يؤدي إلى أخطاء أقل.
وبينما يعاني كل من الرجال والنساء من الإجهاد في العمل، وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن المستويات المتزايدة من المرجّح أن تقتل الرجال الذين يعانون من مشكلات في القلب.
ووجد باحثون من جامعة كوليدج لندن أن الرجال الذين يعانون من مشكلات في القلب أكثر عرضة بمعدل 6 أضعاف للوفاة المبكرة إذا كان لديهم عمل مرهق – حتى لو حافظوا على لياقتهم واتبعوا نظاماً غذائياً صحيّاً.
ويقترح العلماء أن أحد التفسيرات هو أن الرجال أكثر عرضة لانسداد الشرايين أثناء حياتهم العملية مقارنة بالنساء، اللائي لديهن عموماً فرصة أقل بكثير للإصابة بأمراض القلب قبل انقطاع الطمث.
وتقدم النتائج دليلاً على وجود صلة بين إجهاد الوظيفة وخطر الوفاة المبكرة لدى الرجال المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والسكري.