تحليل] صمت حزب الله يفسح المجال لـ “إعلام التمنيات” والرواية الإسرائيلية
تحديث
حزب الله ينعى أمينه العام نصر الله
متابعات: صبرة
بعد مضي أكثر من 20 ساعة على غارة حارة حريك؛ ما زالت الرواية الإسرائيلية هي السائدة حول مصير الأمين العام لحزب السيد حسن نصر الله.
يحدث ذلك وسط صمت مطبق من الحزب الذي اعتاد الإعلان عن الأحداث المشابهة التي طالت حتى قيادييه البارزين.
وتحت ضغط التوتر البالغ بين الكيان الإسرائيلي ولبنان، والغارات المتتالية على ضاحية بيروت الجنوبية منذ عصر أمس الجمعة، واستمرارها حتى الآن؛ باتت مسألة اليقين من حياته أو مقتله رهن نوعين تقليديين من الإعلام العسكري.
أولهما هو إعلام التمنيات الذي ما زال مسيطراً على أنصار حزب الله والمتعاطفين معه، وهؤلاء لا يملكون أي معلومات مفيدة، وذلك ما يفسح المجال أمام “الآمال” النفسية العاطفية التي تلوذ بتكذيب الرواية الإسرائيلية، أو التشكيك فيها، أو ترقب إعلام الحزب، أو إعلام جهة ذات موثوقية لديهم، مثل الإعلام الإيراني.
وهذا الأخير؛ ما زالت تلميحاته، منذ عصر أمس، تتجاوز إعلام “التمنيات” إلى النوع الثاني من الإعلام، هو إعلام “التوقعات” اللاحقة لما بعد مرحلة نصر الله. خاصة مع مناخ الصمت المطبق من الحزب الذي لم تصدر عنه أي إشارة “معلوماتية”، باستثناء التصريحات العسكرية المصاحبة لإطلاق صواريخ في شمال الكيان الإسرائيلي.
الإعلام الإسرائيلي، بدوره، يتحدث بلغة المعلومات الموثوقة، وقد تحوّلت تصريحات الجيش والقناة الـ 12، إلى مادة أساسية على مستوى الإعلام العالمي والإقليمي، ولم يعد أمام المتابعين حول العالم إلا التعامل مع هذه المعلومات، حتى من قبل المناوئين للكيان أنفسهم، أو غير المتعاطفين مع حزب الله، أو الحاسبين حساب رمزية أمينه العام.
في الدرس الإعلامي؛ يمثّل ما حدث أمس في الضاحية البيروتية؛ واحداً من الاختبارات الإعلامية الجادة جداً، على صعيد غياب المعلومة المقابلة. إذ حتى لو كانت تصريحات جيش إسرائيل مجرد شائعات وحرباً نفسية قاسية؛ فإنها تبقى السائدة والمؤثرة في الأحداث، عسكرياً، وأمنياً، وسياسياً. وما لم تظهر صدمة إعلامية؛ فإن الرواية الإسرائيلية هي الوحيدة التي حسمت مصير أمين عام حزب الله.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ـ في بيان رسمي، اليوم السبت ـ مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقيادي في حزب الله علي كركي.
وسبق البيان الرسمي بدقائق، تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية أن أجهزة الأمن في إسرائيل تمتلك الدليل على أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قد قتل في عملية الاغتيال ليلة الجمعة، بحسب سكاي نيوز.
وتضاربت الأنباء بشأن مصير الأمين العام للجماعة اللبنانية، حسن نصر الله، بعد تنفيذ إسرائيل لغارات جوية واسعة النطاق على المقر العسكري الرئيسي لحزب الله في بيروت.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الأمين العام لحزب الله كان هو المستهدف بالغارات الإسرائيلية.